يوم الاثنين الماضي على غير العادة، بعث الراحل علي سالم بمقالين ننشر أحدهما في صفحة «أولى 2» والتي يتبادل فيها الكتابة مع مشاري الذايدي، أربع مرات متتالية، أبدى في آخرها أسفه على الازعاج.
أحد المقالين، الذي ننشره اليوم تحت عنوان «حكاية الفلاح والخاتم»، هو تجسيد لدور الراحل في حياته العملية التي كرسها للمسرح، فالمسرح «معلم الشعوب» وفقا لهذه العبارة الشائعة، إذ بدا وكأنه يكتب مسرحية أراد منها إسداء النصح، فهو يقول على لسان الأب في المقال: «لقد أردتك أن تتعلم ألا تذهب إلى هؤلاء الذين لا يعرفون قيمتك».
وهذا الأمر جلي من عنوان مقاله، فللوهلة الأولى يعلم القارئ أن هذا يمكن أن يكون عنوان مسرحية، بتفاصيل سريعة، ولغة واثقة.
غير أن ما يلفت الانتباه هو أنه ختم هذا المقال، بكلمة الموت، نعم كلمة الموت، فكان الفعل «مات» هو الكلمة الأخيرة التي ختم بها المقال. وربما ختم بها آخر سيرته في الكتابة، إذا ما علمنا أن هذا هو آخر مقال كتبه.
قال علي سالم مختتما مقاله: فقال الأب: لقد أردتك أن تتعلم ألا تذهب إلى هؤلاء الذين لا يعرفون قيمتك.
* قالها ومات
وأنت تقرأ المقال تشم رائحة الفراق ماثلة أمامك، فالأب راقد على فراش المرض، لكنه ما زال ينظر إلى الحياة التي يمثلها ابنه الذي أرسله ليبيع الخاتم.
لقد قالها علي سالم ومات.
غدا ننشر المقال الآخر والأخير الذي بعث به تحت عنوان: عودة قلم هارب.