«الأسد الذهبي» للفيلم الفنزويللي «عن بعد».. و«الفضي» لصالح «العصبة» الأرجنتيني

هل وجّه ألفونسو كوارون الدفّة إلى الجوار اللاتيني؟

مشهد من «عن بعد»
مشهد من «عن بعد»
TT

«الأسد الذهبي» للفيلم الفنزويللي «عن بعد».. و«الفضي» لصالح «العصبة» الأرجنتيني

مشهد من «عن بعد»
مشهد من «عن بعد»

نال الفيلم الفنزويللي «عن بعد» جائزة «الأسد الذهبي» كأفضل فيلم من بين تلك التي تسابقت على هذا التقدير والتي بلغ عددها 21 فيلمًا، وذلك في الحفلة التي أقيمت مساء أول من أمس لتعلن نهاية الدورة الثانية والسبعين التي كانت انطلقت في الثاني من هذا الشهر. الفيلم من إخراج لورنزو فيغاس، وهي المرة الأولى الذي تشترك فيها فنزويلا في المسابقة طوال تاريخ هذا المهرجان.
الأسد الفضي، الثاني في التقديرات، ذهب إلى فيلم لاتيني آخر عنوانه «العصبة» القادم من الأرجنتين (بمساهمة إسبانية)، بينما حظي الفيلم الأميركي «أنوماليسا» بجائزة لجنة التحكيم الكبرى. الممثلون الفائزون بجوائز المسابقة الرئيسية، التي أشرف على لجنة تحكيمها المكسيكي الأصل ألفونسو كوارون، هم الفرنسي فابريس لوتشيني عن دوره في «محكوم»، والإيطالية فاليريا غولينا عن دورها في «لأجل حبك». وفي العداد نفسه نال الصبي الأفريقي إبراهيم عطا جائزة أفضل ممثل شاب المكنّاة باسم الممثل الإيطالي الراحل مارشيللو ماستروياني. وكان إبراهيم عطا قد خطا نحو التمثيل لأول مرّة في الفيلم الأميركي «وحوش بلا أمّة» الذي تم تصويره في أفريقيا ولعب شخصية صبي يخسر والديه وتلتقطه ميليشيا مسلحة تدربه على العنف والقتل.
«محكوم» عاد فنال جائزة أفضل سيناريو الذي وضعه المخرج كريستيان فنسنت (ينطلق الفيلم للعروض الفرنسية في منتصف الشهر المقبل). والجائزة الخاصة (آخر الجوائز مرتبة) كانت من نصيب «ذعر» للتركي أمين ألبر.
هذا بالنسبة إلى الجوائز في المسابقة الرئيسية، أما بالنسبة إلى مسابقة «آفاق» (الثانية في التظاهرات والموازية لتظاهرة «نظرة ما» في «كان») والتي تولى رئاسة تحكيمها المخرج الأميركي جوناثان دَمي وشاهدت 34 فيلمًا (طويلاً وقصيرًا) عرضت فيها، فذهبت إلى الفيلم النيوزلاندي «Free In Deed» لجاك ماهافي، بينما ذهبت جائزة أفضل مخرج إلى البريطاني برادي كوربت عن «طفولة سُلّم» والخاصة منحت لفيلم من البرازيل وأوروغواي عنوانه «ثور من الضوء» لغبريال ماساكارو. ونال دومونيك ليبورن جائزة أفضل ممثل.
وكان المهرجان منح ثلاث جوائز تقديرية لمجمل أعمال المخرجين الأميركيين جوناثان دَمي وبرايان دي بالما وللمخرج الفرنسي برتران تافرنييه. وذهبت جائزة أفضل «ترميم لفيلم كلاسيكي» إلى «سالو أو 120 يوم من سادوم» (1975) للمخرج الإيطالي الراحل بيير باولو بازوليني.
«عن بعد» للورنزو فيغاس فيلم شائك في قضيّته بعض الشيء. إنه عن رجل وحيد ومثليّ يطلب من الشبان مصاحبته إلى منزله لكن أحدهم يسرقه، لا مرّة واحدة بل مرّتين، رافضًا الامتثال، في الوقت نفسه، إلى طلب الرجل. هذا يؤدي إلى صداقة تبقى في حدود المعرفة المثالية إلى أن ينهار التمنّع ويوافق الشاب على ما كان رفضه من قبل، في حين أن فيغاس جيد في سرد الحكاية من دون توقعات مسبقة، فإن بعض أركانها يبدو بعيدًا عن المنطق. لكن العمل بأسره يتجاوز هذا الوضع ويبقى مشدودًا إلى ما يمكن أن تنتهي إليه الأحداث من تطورات.
على ذلك، هو بالتأكيد ليس أفضل وأهم الأفلام المعروضة، ويبدو أن كوارون وجّه الدفة لتخدم دولاً محدودة القدرة على التنافس عالميًا لكونها محاصرة بالإنتاجات الأوروبية والأميركية وإنتاجات جنوب آسيا ثالثًا. ويتبدّى ذلك بمنح «العصبة» للأرجنتيني بابلو ترابيرو الجائزة الثانية، وهو فيلم لا بأس بمستواه حول أحداث وقعت بالفعل خلال الحقبة العسكرية في الأرجنتين، عندما انبرى رب عائلة بخطف الأبرياء وقتلهم حتى من بعد دفع ذويهم الفدية.
هناك صور قوية ومشاهد توتر فاعلة في هذه الدراما تجعله المرشّح المثالي للجائزة الأولى وليس الثانية. عبر هاتين الجائزتين تكون لجنة التحكيم، التي شملت أيضًا من المخرجين البولندي بافل بوليكافوسكي والبريطانية لين رامزي والتركي نوري بيلغ شيلان والتايواني هاو سياو - سيين، تجاهلت الأفلام الأوروبية المحضة جميعها بما فيها أفضلها وهو فيلم ألكسندر سوخوروف «فرانكوفونيا» كذلك الفيلمين الفرنسيين اللذين استحوذا على إعجاب ملحوظ من قِبل النقاد وهما «مرغريت» و«محكوم».
كذلك تحاشت المواضيع السياسية إجمالاً باستبعاد «رابين، اليوم الأخير» للإسرائيلي آموس غيتاي وأفلام النثر، مثل «قلب كلب» للوري أندرسن (أستراليا) والأفلام التسجيلية كما حال «رابين» والفيلم الصيني «بهيموث» لزاو ليانغ.
وفي حين لم تشهد المسابقة فيلمًا عربيًا (هل سيتغير الوضع في العام المقبل؟ لا نعتقد) إلا أن مسابقة «آفاق» شهدت الفيلم الجزائري «مدام كوراج» لمرزاق علواش في عداد الأفلام المتنافسة. لكن لجنة التحكيم استبعدته على حسناته (ولو محدودة).
الجوائز الوحيدة التي نالها مخرجون عرب كانت في شكل معونات إنتاجيه تقيمها ورش عمل وصناديق دعم بينها صندوق «سند» في أبوظبي ومؤسسة «ماد سوليوشنز» المصرية. هناك أربعة مشاريع غير مكتملة حازت على مبالغ نقدية تتراوح بين 10 آلاف يورو و30 ألف يورو. والمخرجون الفائزون بها هم المصري شريف البنداري والمغربية تالا حديد والتونسية كوثر بن هنية والعراقي حكار عبد القادر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.