قال متحدث باسم رئيس غواتيمالا أوتو بيريس أمس الخميس إن الرئيس تنحى بعد فضيحة فساد ألقت بظلالها على حكومته، وأثارت الفوضى في البلاد قبل أيام من الانتخابات الوطنية.
وأوضح خورخي أورتيجا، المتحدث الرئاسي، إن الرئيس وقع خطاب التنحي في وقت متأخر من أول من أمس الأربعاء، وأرسله إلى الكونغرس في غواتيمالا. لكن قبل ساعات قليلة فقط من هذا الإعلان، أصدر قاض مذكرة توقيف بحق الرئيس بيريس، المتهم بتزعم شبكة واسعة من الفساد، إذ قالت الناطقة باسم النيابة جوليا باريرا للصحافيين إن القاضي ميغيل أنخيل غالفيز «أجاز إصدار مذكرة التوقيف».
وكان محامي الرئيس قد تقدم بمذكرة الأربعاء، تعهد فيها موكله بالتعاون مع القضاء، مما يسمح له بالمثول أمام القاضي دون توقيفه. وقال المحامي سيزار كالديرون في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن موكله سيأتي إلى المحكمة لمواجهة الاتهامات الموجهة إليه، وهو ما أكدته بالفعل وسائل الإعلام المحلية التي قالت: إنه حضر فعلا إلى النيابة مساء أمس.
وقال الناطق إن الرئيس المحافظ، الذي يحكم البلاد منذ 2012. اتخذ قرار الاستقالة بعد ساعات على صدور مذكرة التوقيف بحقه «ليواجه بشكل فردي الإجراءات المرفوعة ضده».
وكان برلمان غواتيمالا قد اتخذ الثلاثاء قرارا تاريخيا بتجريد الرئيس المحافظ من الحماية القضائية التي يتمتع بها، وذلك بإجماع 132 نائبا حضروا الجلسة من أصل 158 أعضاء البرلمان. وبعد رفع الحصانة عنه، قرر القضاء مساء الثلاثاء منعه من مغادرة البلاد.
وبموجب قانون البلاد، يمكن للرئيس البقاء في منصبه بعد رفع الحصانة عنه ما لم يصدر قاض قرارا بوضعه في التوقيف المؤقت، يؤدي حكما إلى إقالته وتولي نائبه الرئاسة.
وفي هذا الإطار، تخضع النائبة السابقة للرئيس روكسانا بالديني للتوقيف الاحترازي أيضا.
واتهم بيريس (64 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 2012. من قبل النيابة العامة ولجنة تابعة للأمم المتحدة لمكافحة الإفلات من العقاب، بقيادة نظام فساد داخل جهاز الجمارك، كان يسمح للموظفين بإعفاء بعض الواردات من الرسوم مقابل حصولهم على رشاوى. وقد أكد القضاء أنه يملك تسجيلات لاتصالات هاتفية، يسمع فيها الرئيس وهو يتحدث إلى أعضاء الشبكة. كما أكدت المدعية العامة تيلما الدانا أنها واثقة من أن الرئيس سيدان، مؤكدة وجود «دعوى جزائية» ضد رئيس الدولة، وقالت للصحافيين «سنذهب إلى المحكمة، وبعد ذلك سيكون هناك حكم، وبتقديري وبناء على معرفتي بالملف، ستكون هناك إدانة وسيصدر حكم».
ورغم الدعوات الكثيرة إلى استقالته، أكد الرئيس مرات عدة خلال الأسابيع الأخيرة أنه لن يغادر منصبه قبل انتهاء ولايته في 14 من يناير (كانون الثاني) 2016.
وتأتي الإجراءات ضد بيريس في أجواء من التعبئة الشعبية غير المسبوقة في هذا البلد الواقع في أميركا الوسطى، وقبل أيام من انتخابات عامة تجرى بعد غد الأحد، لكن لم يترشح بيريس فيها لأن الدستور لا يسمح بأكثر من ولاية رئاسية واحدة.
ولم يخف عدد من السكان، الذين تحدثوا إلى رجال الإعلام أمس سرورهم عند صدور مذكرة التوقيف، إذ قال إدوار يومان «أعتقد أنه أمر عادل لكن شرط أن تطبق العدالة هذه المرة».
من جهتها، أكدت باتريسيا الخبيرة السابقة في المحاسبة إن «هذا أمر جيد.. إنه مواطن عادي مثل الآخرين».
وهيمنت فضيحة الفساد هذه على الحملة الانتخابية خلافا للحملات السابقة التي تركزت على العنف، الذي يؤدي إلى سقوط ستة آلاف قتيل كل سنة في إطار الجريمة المنظمة، داخل بلد يعاني من تهريب المخدرات والفقر، ولذلك نظم السكان مظاهرات سلمية كل أسبوع منذ كشف فضيحة الفساد في أبريل (نيسان) الماضي، احتجاجا على استشراء الفساد، والمطالبة أيضا بإرجاء الانتخابات على أمل إصلاح النظام السياسي بأكمله للقضاء على الفساد المستشري فيه.
8:17 دقيقة
ضغوط الشارع ترغم رئيس غواتيمالا على تقديم الاستقالة.. والقضاء يصدر مذكرة توقيف بحقه
https://aawsat.com/home/article/444661/%D8%B6%D8%BA%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%AA%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%BA%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D9%81
ضغوط الشارع ترغم رئيس غواتيمالا على تقديم الاستقالة.. والقضاء يصدر مذكرة توقيف بحقه
التنحي جاء بعد فضيحة فساد مدوية أثارت الكثير من الفوضى في البلاد
ضغوط الشارع ترغم رئيس غواتيمالا على تقديم الاستقالة.. والقضاء يصدر مذكرة توقيف بحقه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة