وزير الكهرباء العراقي ينجو من سحب الثقة

مجلس النواب اقتنع بأجوبته وسط سخط منظمي الحراك الشعبي

وزير الكهرباء العراقي ينجو من سحب الثقة
TT

وزير الكهرباء العراقي ينجو من سحب الثقة

وزير الكهرباء العراقي ينجو من سحب الثقة

بعد تهديد رئيس البرلمان سليم الجبوري له بسحب الثقة منه واستجوابه غيابيا بسبب عدم حضوره جلسة الاستجواب الأسبوع الماضي نجا وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي (اتحاد القوى العراقية) من سحب الثقة منه بعد أن اقتنع البرلمان بالأجوبة التي قدمها خلال جلسة الاستجواب أمس.
وبينما لم يرد وزير الكهرباء الفهداوي على تهديدات الجبوري بسحب الثقة عنه فإنه ظهر منتصف الأسبوع الماضي في لقاء جمعه مع السفير الإيراني في بغداد حسن دنائي فر، إذ تم الاتفاق على شراكة طويلة الأمد مع إيران في مجال الصناعات الكهربائية أعلن بعدها الفهداوي وفي بيان خاص لمكتبه أنه سوف يحضر استجواب البرلمان في الوقت المقرر وأنه سلم أجوبته إلى رئاسة البرلمان.
وكان بيان لوزارة الكهرباء أعلن أن «الوزارة تسعى إلى إقامة شراكة طويلة الأمد مع الصناعة الإيرانية في مجال عملها لتلبية احتياجات قطاع الكهرباء من المحولات وأبراج نقل الطاقة وغيرها». وأضاف البيان نقلا عن الفهداوي خلال لقائه السفير الإيراني في مكتبه ببغداد بحضور ممثل شركة «إيران ترانسفورمر» المتخصصة في صناعة المحولات الكهربائية: «إننا بصدد الوصول إلى نوع معين يتم اعتماده للشروع في تنفيذ هذه الشراكة بموجب قانون الشركات العراقي»، داعيًا ممثل الشركة الإيرانية إلى «أخذ الموضوع بجدية تامة». ودعا الفهداوي إلى «الالتزام بالتوقيتات التي سيتم وضعها في الاتفاق النهائي من أجل أن تكون شراكة فاعلة وناجحة».
من جانبه عبر السفير الإيراني بحسب البيان عن استعداد شركات بلاده وفي مقدمتها شركة «إيران ترانسفورمر» إلى التعاون مع وزارة الكهرباء للوصول إلى صيغة اتفاق نهائي. ومن جهته، أكد رئيس كتلة التحالف المدني الديمقراطي في البرلمان العراقي مثال الآلوسي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «بصرف النظر إذا كان هناك ربط بين عملية الاستجواب والاتفاق مع شركات إيرانية لشراكة طويلة الأمد، لأنني لا أملك المعطيات التي تثبت أو تنفي ذلك، لكن ما أريد قوله هنا إن وزارة الكهرباء بعد عام 2003 تمثل بؤرة الفساد المالي والسياسي في البلاد، إذ إنه لا يوجد حزب، لا سيما الأحزاب الكبيرة وخصوصا الدينية، غير متورط بشكل أو بآخر بعقود وزارة الكهرباء، بل إن لكل حزب من هذه الأحزاب حصة منها ولكل حزب شركات تابعة له في الداخل والخارج». وأشار الآلوسي إلى أن «الأمر المقلق بالنسبة إلى وزير الكهرباء الحالي هو سرعة الاتهام وسرعة البراءة، وهو أمر غير صحيح لأنه ينبغي التأني في كلا الأمرين».
من جانبه أكد نبيل جاسم أحد منظمي مظاهرات ساحة التحرير ببغداد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «البرلمان لم يلتفت إلى عمق معاناة الناس التي عبروا عنها من خلال المظاهرات الكبرى في بغداد وعدد آخر من المحافظات التي كانت بدايتها عن النقص الكبير في الكهرباء الذي تتحمله هذه الوزارة بكل طاقمها سواء كان القديم أو الحالي، وبالتالي فإن البرلمان بهذه النتيجة ضرب عرض الحائط كل مطالب الناس وخلص إلى نتيجة مفادها أن الكهرباء جيدة وأن كل ما يجري التظاهر بشأنه أمر غير صحيح». وأضاف أن «المشكلة التي نواجهها أن الناس في واد والطبقة السياسية لا تزال في واد آخر، وبالتالي فإننا في الوقت الذي نسعى فيه لمكافحة الفساد وبناء دولة تقدم للمواطن الخدمات المطلوبة فإن البرلمان لا يزال يعمل طبقا لأجندات سياسية، وهو ما فعله الآن مع وزير الكهرباء وبالتالي فإن هذا من شأنه أن يضاعف غضب الناس، وهو ما سوف يتم التعبير عنه ربما خلال اليومين القادمين».
على صعيد متصل، أكد عدد من أعضاء البرلمان العراقي عن عدم قناعتهم بالنتيجة التي انتهى إليها استجواب وزير الكهرباء. وقالت عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري ماجدة التميمي خلال مؤتمر صحافي عقدته في مبنى البرلمان إنها تملك وثائق ومستندات تدين وزير الكهرباء. وأضافت: «كنت أنتظر استجواب اليوم (أمس) والنتيجة غير مقنعة، لأني أعرف أمورًا مالية ومثبّتة عليه وعلى الوزير الذي سبقه»، مبينة: «أمتلك عقودًا ومستندات صرف على الوزراء السابقين، سأقدمها إلى هيئة النزاهة».
من جانبها وصفت رئيسة كتلة إرادة وعضو البرلمان حنان الفتلاوي في بيان لها أن التصويت على الاقتناع بأجوبة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي «انتحار سياسي للبرلمان».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.