برنامج «كار بلاي» للسيارات من «آبل».. يطمح للاستيلاء على سوق السيارات الذكية

يحاول جمع التطبيقات المطورة في واجهة تفاعل متميزة

برنامج «كار بلاي» من أبل تستخدمه شركة «شيفروليه» للسيارات
برنامج «كار بلاي» من أبل تستخدمه شركة «شيفروليه» للسيارات
TT

برنامج «كار بلاي» للسيارات من «آبل».. يطمح للاستيلاء على سوق السيارات الذكية

برنامج «كار بلاي» من أبل تستخدمه شركة «شيفروليه» للسيارات
برنامج «كار بلاي» من أبل تستخدمه شركة «شيفروليه» للسيارات

ينطلق برنامج «كار بلاي» (Car Play) من شركة آبل، والذي طال انتظاره ليتخذ مكانه على نطاق واسع هذا الصيف في موديلات السيارات على شاكلة «هيونداي» و«شيفروليه». ولكن «آبل» تتطلع بالفعل للاستفادة من إمكانات البرنامج الكومبيوتري الجديد بطريقة تتمكن من تحويل مسار صناعة السيارات الحالي إلى السيارات المتصلة ببعضها البعض دائما.

برنامج متفاعل

البرنامج يهدف إلى تبسيط التفاعل مع سيل التطبيقات بالهواتف الذكية التي تعمل مع نظم السيارات، مما يقود إلى ترتيبها وتقليل تشتت انتباه السائقين. ويجمع برنامج (كار بلاي) بين البرامج الأساسية لدى هاتف آيفون، ومن بينها الخرائط، والرسائل، والموسيقى، في واجهة تشغيل واحدة. كما أنه يسهل وببراعة استخدام أوامر نظام «سيري» الصوتية ويسهل أيضا الضوابط العاملة باللمس.
ولكن التطبيق لا يمكنه التحكم في الوظائف الرئيسية بالسيارة، مثل تحويل محطات الراديو (FM) أو مراجعة حالة محرك السيارة. ولاستخدام تلك الخصائص، يتعين على سائقي السيارات الخروج من نافذة برنامج (كار بلاي).
ويقول باريش هانا، مدير واجهات الأجهزة البشرية لدى شركة فورد العالمية: «إن انتقال أي مستخدم ضمن واجهة العرض الواحدة لهو أمر يصعب على أغلب الناس التعامل معه»، إذ إن الانتقال بين مجموعات مختلفة من الضوابط، حتى بين أزرار الضبط الرقمية والاعتيادية، يمكن أن يسبب الارتباك وتشتيت الانتباه للسائقين، كما يضيف.
لأجل ذلك، وفي اجتماع المطورين المنعقد شهر يونيو (حزيران) الماضي، اقترحت شركة آبل أنه بدلا من الالتزام بالمسار التقليدي وهو دعوة شركات التكنولوجيا لإنتاج التطبيقات الموجهة للسيارات، ينبغي على صناع السيارات العمل بأنفسهم على إنتاج التطبيقات لصالح برمجيات شركات التكنولوجيا.
يمكن لشركة فورد، على سبيل المثال، كتابة تطبيق لقياس كفاءة الوقود للعمل مع وضمن برنامج (كار بلاي)، مما يمنح مستخدمي هواتف الآيفون تجربة وخبرة أكثر سلاسة. ولكن هذا من شأنه أيضا أن يثير القلق حول قضايا السلامة والخصوصية، ويحول صناع السيارات بالأساس إلى مطورين لدى شركة آبل. (ومن المعروف أن لدى شركة غوغل خيارات مماثلة لبرنامجها الخاص بالسيارات المسمى Android Auto).

تطبيقات السيارات

هل يشرع صناع السيارات في إنتاج البرمجيات لصالح برامج آبل؟ يقول فيل ابرام، مسؤول الإعلام لدى شركة جنرال موتورز: «إذا كنا سنفعل ذلك، فلا بد أن يكون مفيدا بالنسبة للسيارة»، فاستخدام الأوامر الصوتية لفتح نوافذ السيارة، على سبيل المثال، سوف يبدو بلا مبرر أو لا ضرورة له للكثير من سائقي السيارات.
وتقدم شركة جنرال موتورز تطبيق (كار بلاي) في أكثر من عشرة موديلات من سياراتها هذا العام، بما في ذلك السيارة كورفيت وكروز. وسوف يأتي الدعم لتطبيق اندرويد للسيارات من شركة غوغل بعد ذلك.
تمتلك شركة جنرال موتورز نظام (أون ستار) OnStar بالفعل الذي يعمل مع تطبيقات للهواتف الذكية لتنفيذ مهام مثل تشغيل أو إغلاق السيارات عن بُعد. وعلاوة على ذلك، سوف تسمح شركة جنرال موتورز لخرائط (كار بلاي) باستخدام بيانات تحديد المواقع العالمية مباشرة من السيارة، كما يقول ابرام. ولكن مع مفتاح التشغيل القابع في خلفية سيارات جنرال موتورز، تبذل الشركة جهودا مضنية للتأكيد على اعتبارات السلامة، ولن تخاطر بالسماح لشركة أخرى - سواء كانت آبل أو غوغل - بالدخول على المكونات الحساسة مثل أنظمة التحكم في الاستقرار ونظم الكبح الإلكترونية.
وبالنسبة لمسألة الخصوصية، فإن آبل لن تجمع أو تستخدم معلومات التتبع من التطبيقات المقترحة من شركات السيارات. حيث يقول هانا من شركة فورد «تنتقل البيانات مباشرة إلينا بوصفنا أصحاب التطبيق الأصليين».
ومع ذلك، إذ شرع صناع السيارات في تطوير التطبيقات لصالح (كار بلاي)، فمن شأن ذلك أن يفتح مجالا جديدا للقراصنة، كما يقول الخبراء. كما أن هناك بالفعل نقاط ضعف محتملة، كما عبرت عن ذلك وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة التابعة للحكومة في مجموعة من التجارب التي تظهر كيف يمكن لأحد المجرمين السيطرة عن بعد على السيارة المتصلة.
ويقول روبرت كلايد، نائب الرئيس في منظمة ايساكا الدولية، وهي منظمة غير ربحية تعمل في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات «هناك مسائل تتعلق بالأمن بكل تأكيد. حيث يمكن لخطأ برمجي في نظام (آي أو إس) أو في أندرويد أن يتيح لأحدهم الدخول على النظم الحساسة». ولقد رفضت آبل وغوغل التعليق على ذلك.
بمجرد اكتشاف المشكلة، فهناك أيضا مشكلة عملية تتعلق بتحديث البرمجيات، والتي في حالات كثيرة تتطلب إجراء اختبارات مكثفة للتأكد من عدم وجود تناقضات جديدة. وفي أغلب الحالات، يتعين على السائقين حينئذ العودة إلى معرض البيع لتحديث البرمجيات.

نظم خاصة

تعمل غالبية شركات السيارات بالفعل على استثمار الكثير من الوقت والجهد في تطوير نظم السيارات المتصلة خاصتهم. ولقد امتلكت فورد مثل ذلك النظام قبل 7 سنوات وتقدم آخر إصداراتها المعروف باسم (سينك 3) خلال هذا الصيف. ويدعم نظام (سينك 3) بالفعل مجموعة واسعة من تطبيقات الهواتف الذكية، متخذا سبيلا أكثر تقليدية لوجود شركات مثل باندورا تعمل على تطوير تطبيقات للنظام، بدلا من المسار الاعتيادي. ولتبسيط العملية على المطورين، تعزز شركة فورد من (سمارت ديفايس لينك) SmartDeviceLink، والذي يتيح لمصممي التطبيقات سبيلا لكتابة البرامج التي يمكن تشغيلها على أية سيارة متوافقة. وصرحت شركة تويوتا أنها تخضع (سمارت ديفايس لينك) للدراسة حاليا.
يقول السيد هانا إن الطبيعة سريعة التطور للتكنولوجيا تستحق النظر: «تذهب التطبيقات هنا وهناك»، مشيرا إلى أن برمجيات (آب لينك) الخاصة بشركة فورد تدعم حاليا آبل واندرويد - ولكن لا تدعم بلاكبيري.
والدرس المستفاد هو: لا يستطيع صناع السيارات تحمل ربط مستقبل السيارات المتصلة بجهاز وحيد فحسب. وعلاوة على ذلك، لن يرغب الكثير من السائقين إجبارهم على الاعتماد على الهواتف الذكية في سياراتهم، ولذلك يتعين على شركات السيارات الاستمرار في تطوير نظم الاتصال المدمجة، وخصوصا مع السيارات ذاتية القيادة التي تلوح في الأفق، حسبما قال بعض الخبراء.
يقول إندرو بولياك، المدير الدولي لتطوير أعمال السيارات لدى شركة (كيو إن إكس) لنظم البرمجيات «سيكون من المحال أن تقوم بكل شيء عبر الهاتف الذكي». وتعتبر شركة (كيو إن إكس) مسؤولة عن البرمجيات الأساسية وراء الكثير من نظم السيارات المتصلة، ومن بينها نظم السيارة أودي وفورد. (تمتلك شركة بلاكبيري شركة (كيو إن إكس). ولا تزال السيارات تحتاج إلى نظم الملاحة المدمجة لأجل خصائص مساعدة القيادة شبه الذاتية، كما يقول السيد بولياك، فضلا عن الوفاء بمعايير السلامة والأمن.
يقول مارك هايدر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة فينلي، التي ظلت تعمل على جهاز لإضافة خصائص السيارات المتصلة إلى السيارات القديمة «عليك تغيير سلسلة الإمداد برمتها وكيفية تنفيذ الأمور الآن. والنتيجة هي استفادة الأشخاص الذين يستخدمون منتجات آبل فقط». وهو السبب وراء تشكك السيد هايدر في الأمر «لا أعتقد أن الأمر سوف ينتشر في كل مجالات صناعة السيارات».

* خدمة «نيويورك تايمز»



«غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا يمكن تصورها»

الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)
الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)
TT

«غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا يمكن تصورها»

الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)
الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)

طوَّرت شركة «غوغل» شريحة حاسوبية كمومية تتمتع بسرعة فائقة لا يمكن تصورها، حيث تستغرق خمس دقائق فقط لإكمال المهام التي قد تتطلب نحو 10 سبتيليونات سنة (10 ملايين تريليون سنة) لإكمالها بواسطة بعض أسرع أجهزة الكمبيوتر التقليدية في العالم.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن 10 سبتيليونات سنة، وهو رقم يتجاوز بكثير عمر الكون المعروف لدينا؛ ما يجعل الابتكار بمثابة اختراق مذهل في الحوسبة الكمومية، التي تعتمد على إجراء الكثير من المهام والقيام بعمليات حسابية معقدة في وقت قصير.

ويشبه حجم الشريحة الجديدة، التي تسمى «ويلّوو» والمصنوعة بواسطة فريق مؤلف من نحو 300 شخص في مدينة سانتا باربرا الساحلية في كاليفورنيا، حجم حلوى صغيرة، ويمكن أن تعزز عملية تطوير عقاقير جديدة من خلال تسريع المرحلة التجريبية للتطوير بشكل كبير، بحسب ما أكده مطوروها.

كما يمكن للشريحة التعامل مع المشاكل التي لا يمكن حلها مثل طاقة الاندماج الآمنة ووقف التغير المناخي.

وتنفق الحكومات في جميع أنحاء العالم منذ سنوات عشرات المليارات من الدولارات في الأبحاث على الحوسبة الكمومية. إلا أن «ويلّوو» أقل عُرضة للخطأ من الإصدارات السابقة، ويمكن أن تزيد من إمكانات مجال الذكاء الاصطناعي سريع التطور بالفعل.

وقال هارتموت نيفين، مؤسس «غوغل كوانتم إيه آي» (Google Quantum AI)، إن ابتكارهم، الذي نُشرت تفاصيله، الاثنين، في مجلة «نيتشر»: «يعدّ نقلة مذهلة ملموسة في تصحيح الأخطاء الكمومية التي سعى إليها هذا المجال لمدة 30 عاماً تقريباً».

وأضاف: «ما نفعله حقاً هو إظهار أن تكنولوجيا الحوسبة الكمومية تتقدم بسرعة إلى الأمام».

وفي منشور عبر منصة «اكس»، قال الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» ساندر بيتشاي: «إن (ويلّوو) يمثل خطوة مهمة في رحلتنا لبناء حاسوب كمي مفيد مع تطبيقات عملية في مجالات مثل الاكتشافات الدوائية، والطاقة الاندماجية، وتصميم البطاريات».

جدير بالذكر أن الأغراض التي يمكن أن تستخدم فيها أجهزة الكمبيوتر الكمومية في النهاية يمكن أن تشمل تطوير مواد جديدة مثل البطاريات والبحث في العلاجات الدوائية وتحسينات الأمن السيبراني ونماذج تغير المناخ.