المقاومة تعزز انتصاراتها في عدن.. وتوقع حسم المعركة بالكامل خلال ساعات

المقاتلون الموالون للشرعية يسيطرون على الميناء والمطار ومناطق استراتيجية كثيرة في المدينة الجنوبية.. والمتمردون محاصرون أمام البحر

المقاومة تعزز انتصاراتها في عدن.. وتوقع حسم المعركة بالكامل خلال ساعات
TT

المقاومة تعزز انتصاراتها في عدن.. وتوقع حسم المعركة بالكامل خلال ساعات

المقاومة تعزز انتصاراتها في عدن.. وتوقع حسم المعركة بالكامل خلال ساعات

أحرزت القوات العسكرية والمقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مزيدًا من الانتصارات في مدينة عدن أمس، بينما توقعت مصادر ميدانية «حسم المعركة وتحرير المدينة بالكامل خلال ساعات».
وكان من أبرز انتصارات المقاومة أمس استعادتها لأجزاء واسعة من منطقة المعلا بما فيها الميناء، في حين تواصلت الاشتباكات حتى وقت متأخر. وجاء هذا التقدم غداة استيلاء المقاومة على المطار الدولي بعدن وعلى مديرية خور مكسر، التي تقع في قلب المدينة. وجاءت هذه الانتصارات في إطار عملية «السهم الذهبي» التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية من أجل استعادة الشرعية في اليمن، بالتعاون مع المقاومة الشعبية الموالية للشرعية.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ» الموالية ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻤﻜنت من الاستيلاء على أجزاء واسعة من منطقة المعلا الواقعة غرب عدن، حيث وصلت إلى جولة حجيف ومبنى شرطة ﺍﻟﻤﻌﻼ. وتحدثت المصادر عن سقوط ﻗﺘﻠﯽ ﻭﻭﻗﻮﻉ أﺳﺮﯼ من الميليشيات بيد عناصر المقاومة.
وحول تفاصيل العملية، قالت مصادر ميدانية إن رجال ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻘدموا ﻓﺠرًا ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﻼ قبل أن يتمكنوا من السيطرة على حي الدكة الواقع جنوب الميناء ثم الوصول إلى الميناء نفسه. وأضافت المصادر أن المقاتلين الموالين للشرعية واجهوا أثناء تقدمهم مقاومة في بعض العمارات المرتفعة المطلة على حي الدكة والتي كان قنّاصة الميليشيات الحوثية قد تمركزوا بها. يذكر أن ميناء المعلا الذي سيطرت عليه المقاومة أمس هو ميناء تجاري صغير نسبيًا يبعد نحو ميل بحري فقط عن ميناء عدن الذي كان حتى ظهر أمس تحت سيطرة الحوثيين.
ودارت اشتباكات عنيفة في حي كريتر الذي يقع فيه القصر الجمهوري، وفي حي المعلا الذي تراجع فيه الحوثيون وقوات صالح بحسب مصادر عسكرية وسكان، بينما شنت مقاتلات التحالف ست غارات على مواقع للمتمردين في المنطقة.
وسادت أنحاء عدة من عدن مظاهر احتفال بتراجع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وانتشر مئات من سكان عدن في الشوارع لا سيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة «المقاومة الشعبية، وأطلق بعض المواطنين الذين يحملون السلاح النار في الهواء ابتهاجا بانسحاب الحوثيين وقوات صالح».
وقال مزود المرادي، وهو أحد سكان المدينة: «نحن نطلق النار في الهواء لأن أصحابنا استعادوا المطار وخور مكسر، وتحرير خور مكسر هو تحرير عدن». وكان مقاتلو «المقاومة الشعبية» تمكنوا أول من أمس من السيطرة على مطار عدن وعلى أجزاء من المدينة الجنوبية في إطار أول عملية عسكرية واسعة لهذه القوات بدعم من التحالف العربي لإخراج الحوثيين المدعومين من إيران، من المدينة.
وخسر المتمردون الحوثيون المدعومون بقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح مناطق استراتيجية وحيوية في عدن جراء الضربات الجوية والمواجهات على الأرض مع مقاتلي المقاومة الشعبية.
وقال الناطق الرسمي لمجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية علي الأحمدي أمس إن «المقاومة الشعبية وبإشراف وقيادة جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة تمكنت من إحكام السيطرة على غالبية أحياء وشوارع منطقة خور مكسر التي تمثل قلب عدن، وتطهيرها من الحوثيين وقوات صالح بعد معارك دامت لساعات». وأضاف أن «مقاتلي المقاومة المدعومين بعربات عسكرية حديثة واصلوا التقدم نحو كريتر وتمكنوا من استعادة أجزاء منها وهناك عملية تمشيط لبقية الأحياء، كما تقدموا باتجاه منطقة المعلا وتمكنوا من استعادة مبنى المحافظة». وتحدث الأحمدي عن «انهيار في صفوف الحوثيين وحلفائهم بعد استعادة خور مكسر».
من جهتها، ذكرت مصادر حكومية محلية أنه «تزامنا مع المواجهات في خور مكسر والمعلا وكريتر، استمر القصف العشوائي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا للحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية من المدخل الشمالي والشرقي للمدينة».
بدوره، ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳم الحكومة اليمنية ﺭﺍﺟﺢ ﺑﺎﺩﻱ، أمس، ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟدولية ﻟﻠصليب ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺇﻟﻰ تسلم ﺃﺳﺮﻯ ﺟﻤﺎﻋﺔ «ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ» ‏الحوثية ﻓﻲ مدينة عدن، ﻭﺫلك بعد ﺳﺎﻋﺎﺕ على الانتصارات الأخيرة للمقاومة. وأكد بادي أن ﺍﻷﺳﺮﻯ «ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ تسلّمهم ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ بشكل رسمي». ﻛﻤﺎ دعت الحكومة ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ الدولية ﻭﺍﻟمنظمات ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ مدينة، «ﻟﻼﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺨﻴﻒ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺟراء ﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎت ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟرئيس الﻤﺨﻠﻮﻉ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻗﺼﻒ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ ﻭﻫﺴﺘﻴﺮﻱ».
وﺗﻮﻗﻊ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﻊ ميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ. ﻭﺃﺿﺎﻑ أﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ سيطرت على ﺍﻟﻤﻌﻼ وكريتر وهي ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ الساحلية، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺎﺻﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻣيﻠﻴﺸﻴﺎت ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ وصالح. وأشار إﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟميليشيات ﺑﺎﺗﺖ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺧﻂ ﺇﻣﺪﺍﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ أﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺃﺑﻴﻦ ﻭﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮاء ﻭﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺑﻤﺤﻴﻂ ﻓﻨﺪﻕ ﺍﻟﻤﻴﺮﻛﻴﻮﺭ والسوق التجارية «عدن مول» ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺧﻮﺭ ﻣﻜﺴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭﺩﺍﺭ ﺳﻌﺪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺜﻤﺎﻥ. ﻭﻋﻦ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ شمالا، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺇﻥ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎت ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ «ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ» ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻟﺤﺞ.
وخلال تقدمها نحو كريتر، كانت المقاومة ﺗﺤﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ (شقيق زعيم جماعة الحوثي) مع ﻗﻴﺎﺩاﺕ ﻭﺳﻄﯽ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﺿﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺻﺎﻟﺢ. ولم يعرف لاحقًا مصير هؤلاء. وكانت ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﺒﻴﺤﺔ قد أحرزت تقدما في جبهة غور العميرة رأس العارة شمال راس عمران، إذ تمكنت أول من أمس ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺤﺎﺭ ﺑﺨﻮﺭ ﻋﻤﻴﺮﺓ ودحر ﻣﻴﻠﻴﺸﺎت ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ وصالح ﻣﻨﻬﺎ.
من ناحية أخرى، ﻋﻠﻖ ﺍﻟﻠواء ﻣﻬﺪﻱ ﻣﻘﻮﻟﺔ، ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻫﺎﺩﻱ ﻋﺰﻣﻪ ﺃﺩاء ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ «ﻓﻴﺲﺑﻮﻙ»، ﺇﻧﻪ «ﺳﻮﻑ ﻳﺨﻠﻊ ﻋﺴﻴﺒﻪ (جنبيته وحزام خاصرته) ﻭثوبه ويرتدي ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴاء ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻫﺎﺩﻱ ﻋﺪﻥ»، ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ تحد. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻣﻘﻮﻟﺔ، ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﺧﻼﻝ ﺛﻮﺭﺓ 2011، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، أﻥ «ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻜﺬﻭﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ 94 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﺓ ﻋﺪﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻜﺬﻭﺑﺔ ﻟﺪﺧﻮﻟﻬﻢ ﺻﻨﻌاء ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺪﺑﺮ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ». يشار إلى أن مهدي مقولة كان قد أقيل من قيادة منطقة عدن على اثر ثورة الشباب 2011 وحينها تم اتهامه بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة لإسقاط محافظة أبين، ومؤخرًا وفي الحرب الدائرة تم تكليفه لقيادة كتائب الحرس الجمهوري المحاربة في عدن إلى جانب ميليشيات الحوثي.
في غضون ذلك، أﻋﻠﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺣﺴﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻪ ﻋﻘﺐ ﺍلاﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ، فقال إن ﻭﺟﻮﺩ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺮﺍً ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ. ووصف مراقبون ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ اﺗﺨﺬﻩ ﺣﺴﻦ زيد بأﻧﻪ مؤشر على هزيمة وشيكة للميليشيات الحوثية، وإن المسألة باتت مجرد ﻭﻗﺖ.
يذكر أن ﺣﺴﻦ ﺯﻳﺪ يعد من ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻭبمثابة ﺫﺭﺍﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲة ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﺣﺴﻦ ﺯﻳﺪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺼﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺣﺪ ﺍلانﺸﻘﺎﻕ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، وفق ما توقعت مصادر في عدن. وبدوره، عد ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﺎﺷﻄﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، في تعليقات لهم على «فﻴﺲﺑﻮﻙ»، ﻣﻮﻗﻒ ﺣﺴﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ واتهموه بالتخلي عنها ﻣﻊ ﺃﻭﻝ اﻧﺘﺼﺎﺭ كبير للمقاومة.
وبعيدا عن عدن، تواصلت في محافظة الضالع الجنوبية أيضًا، المعارك ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ وتحديدا في مناطق ﺳﻨﺎﺡ ﻭﺍﻟﻘﺒﺔ ﻭﻟﻜﻤﺔ ﻋﺮﺍﺵ. وقال المتحدث باسم جبهة العقلة شرق سناح د. محمد مسعد العودي لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات قصفت بجميع أنواع الأسلحة منطقة العقلة موقع الكربية والمظلوم ولكمة عراش، وأصيب في هذا القصف المقاوم عبد الحفيظ صالح مقبل. وأضاف أن الاشتباكات ﺍﻧﺪﻟﻌت ﻓﺠﺮ أمس ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻨﺎﺡ ﻭﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﻭﻟﻜﻤﺔ ﻋﺮﺍﺵ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍلأﺳﻠﺤﺔ. وأشار إلى أﻥ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ تواصلت أمس وأﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ أﻃﻠﻘﺖ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺎﺗﻴﻮﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟميليشياﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ.
وفي محافظة أبين شرق عدن وقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة واللواء 15 مشاة في زنجبار، وتحديدا في جبهة حصن شداد. وسقط في صفوف الميليشيات عدد من القتلى والجرحى، بينما سقف في صفوف المقاومة قتيل وبعض الجرحى. وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة تمكنت من تدمير سلاح 23 جنوب غربي اللواء بعد الهجوم بسلاح الهاون على المعسكر. وكان رجال المقاومة في محافظة شبوة شرق عدن قد هاجموا موقع تتحصن فيه مجموعة من الميليشيات ويقتلون 7 منهم في العرم ويسيطرون على الموقع.
وفي جبهة بلة العند شمال الحوطة عاصمة محافظة لحج، قالت مصادر في المقاومة إن المقاتلين الموالين للشرعية استعادوا أﺟﺰاء ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﺨﻴﻠﺔ ﻭﺳﻴﻄﺮوا ﻋﻠﻰ مواقع في جبال ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟميليشيات. ﻭأضافت المصادر أﻥ هجوم المقاومة تزامن مع غارات مكثفة نفذها طيران التحالف ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ. ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ أﻥ ﻣﺎ ﻻﻳﻘﻞ ﻋﻦ 5 ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑﺎلإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻋﺮﺑﺔ ﻣﺼﻔﺤﺔ ﻭالاستيلاء على ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍلأﺳﻠﺤﺔ. وأشارت إلى التحاق مئات من المقاتلين ﻣﻦ أﺑناء ﻳﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻀﺎﻟﻊ إلى الجبهة ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺻﻮﺏ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻌﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ.
وفي محافظة شبوة شرق اليمن قالت مصادر في المقاومة ﺃﻥ ميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭصالح ﺃﺧﻠﺖ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﺒﻮﺓ، ﺟﻨﻮب ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺘﻖ، ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ. ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺍﻧﺴﺤﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺴﻮداء، بينما ﺃﺧﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻧﺼﺎﺏ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﺘﻖ عاصمة محافظة شبوة.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.