مصادر محلية: مسلحو «داعش» على بعد 5 كيلومترات من الحبانية

التنظيم المتطرف يصفي منتسبي الأمن ومسلحي العشائر بالرمادي

جنود عراقيون في منطقة الكرمة غربي بغداد أمس (أ.ف.ب)
جنود عراقيون في منطقة الكرمة غربي بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

مصادر محلية: مسلحو «داعش» على بعد 5 كيلومترات من الحبانية

جنود عراقيون في منطقة الكرمة غربي بغداد أمس (أ.ف.ب)
جنود عراقيون في منطقة الكرمة غربي بغداد أمس (أ.ف.ب)

فيما تواصل قوات الحشد الشعبي تحشيداتها في قاعدة الحبانية غربي بغداد، أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحي تنظيم «داعش» الذين سيطروا على الرمادي مركز محافظة الأنبار الجمعة الماضي أصبحوا على بعد 5 كيلومترات من القاعدة.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار يحيى المحمدي إن «عناصر تنظيم داعش وصلوا إلى مناطق قريبة من مدينة الخالدية، 30 كلم إلى الشرق من الرمادي وأصبحوا على مسافة 5 كيلومترات فقط من قاعدة الحبانية».
وأضاف المحمدي: «لا بد للحكومة العراقية من اتخاذ موقف حازم تجاه هذا التدهور الأمني وإرسال تعزيزات عسكرية إلى حصيبة الشرقية ومدينة الخالدية قبل سقوطها هي الأخرى بيد مسلحي تنظيم داعش».
بدوره، شكا قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي من عدم وصول أي تعزيزات لقوات الشرطة المحلية في المحافظة. وأضاف أن قوات الشرطة المحلية تعتمد على الموارد المتوفرة لدى القوات والأجهزة الأمنية الأخرى التي تشترك معها في القتال ضد تنظيم داعش، مطالبا وزارة الداخلية بـ«إرسال تعزيزات عسكرية وأسلحة وأعتدة لشرطة الأنبار».
وعلى صعيد التحشيدات العسكرية في الحبانية تمهيدا لمعركة استعادة الرمادي، قال مصدر في وزارة الدفاع العراقية إن أرتالا من الدبابات والمدرعات العسكرية وصلت إلى القاعدة، مضيفًا أن «نحو 200 دبابة ومدرعة وصلت إلى القاعدة كما وصلت فصائل شيعية مسلحة منضوية تحت لواء الحشد الشعبي تنفيذا لأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بالمشاركة في عمليات تحرير مدينة الرمادي وباقي مدن الأنبار».
في غضون ذلك، أطلقت قوات الحشد الشعبي المتمركزة في قاعدة الحبانية طائرة من دون طيار «درون» تجوب أجواء مدينة الرمادي لكشف مواقع تمركز مسلحي تنظيم داعش. وقال مصدر في قوات الحشد الشعبي إن «سرايا عاشوراء انفردت من بين قوات الحشد الشعبي بإطلاق طائرة مسيرة من دون طيار لكشف مواقع العدو».
في السياق نفسه، أعلن القيادي في منظمة بدر معين الكاظمي، أن العمليات العسكرية الكبيرة لم تبدأ في الأنبار، مشيرا إلى أنهم قادرون على تحشيد 100 ألف مقاتل لتحرير الأنبار. وأضاف أن «العملية العسكرية الكبيرة في مدن محافظة الأنبار لم تبدأ بعد وأن ما يحدث حاليا هو مناوشات بين الحشد الشعبي وتنظيم داعش». وتابع الكاظمي أن «هناك استنفارًا لكل الحشد الشعبي منذ يوم الأحد وتم عقد اجتماع لغرفة العمليات وتم توزيع المحاور على الفصائل»، مشيرًا إلى أن «قوات الحشد الشعبي تجري استعداداتها للقيام بعمليات تدريجية في الحرب ضد داعش وتحرير المدن في محافظة الأنبار.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.