التراجع العالمي لأسعار «الألمنيوم» خارج حسابات الأسواق الخليجية

سعر الخام انخفض بنحو 20 % بعد وصول الطن إلى 1700 دولار

التراجع العالمي لأسعار «الألمنيوم» خارج حسابات الأسواق الخليجية
TT

التراجع العالمي لأسعار «الألمنيوم» خارج حسابات الأسواق الخليجية

التراجع العالمي لأسعار «الألمنيوم» خارج حسابات الأسواق الخليجية

تشهد أسعار الألمنيوم العالمية تراجعا ملحوظا، قدّره خبراء القطاع بنحو 20 في المائة، وذلك ترافقا مع التراجعات المتتالية في أسعار النفط والتي انعكست بدورها على أسعار المعادن الخام، إذ يظهر تقرير صدر هذا الأسبوع عن غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات تباين أسعار المعادن غير الحديدية ببورصة لندن، خلال الأسبوع الثالث من شهر أبريل (نيسان) الحالي، إذ انخفض سعر طن الألمنيوم إلى 1780 دولارا.
ورغم أن سعر طن الألمنيوم يتذبذب عند الـ1700 دولار منذ عدة أسابيع، بعد أن كان يصل إلى ما فوق الـ2500 دولار في وقت سابق، فإن مستثمري قطاع الألمنيوم في الأسواق الخليجية أكدوا أن التراجعات العالمية في أسعار الألمنيوم لم تنعكس بدورها على الأسواق المحلية، وهو ما يبررونه بوجود كميات قديمة في مخازن التجار بالأسعار القديمة للألمنيوم، إلى جانب قلة المصانع التي تستورد الألمنيوم الخام، واحتكام السوق إلى مبدأ العرض والطلب.
وخلافا للتراجع العالمي، يوضح محمد الحصان، مدير عام مصنع الحصان للألمنيوم والأعمال المعدنية والخشبية، أن أسعار الألمنيوم شهدت ارتفاعا بنحو 5 في المائة في السوق السعودية منذ بداية هذا العام، وذلك على الرغم من التراجعات الكبيرة في أسعار النفط وفي أسعار الألمنيوم العالمي، مفيدا بأن معظم تجار السوق يبررون ذلك بوجود كميات كبيرة قديمة في مخازنهم.
ويشير الحصان خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كثيرا من المصانع السعودية تأخذ الألمنيوم كمنتج نهائي بصورة قضبان جاهزة لعملية التصنيع، وقليلة هي المصانع التي تستورد قوالب الألمنيوم الخام، بحسب قوله، موضحا بأنه بعد استخلاص الألمنيوم من المواد الطبيعية وصهره يتم إنتاج قوالب الألمنيوم التي تختص بها دول معينة، ثم تُصدر هذه القوالب لمصانع الألمنيوم، والمصانع تضع القوالب في أفران الصهر، لتكوين المنتجات المطلوبة والجاهزة للبيع.
ويضيف الحصان: «أسعار الألمنيوم ارتفعت خلال الـ5 سنوات الأخيرة بنحو 25 في المائة»، مشيرا إلا أن الألمنيوم يمتاز بكون حركته ثقيلة وبطيئة من حيث التذبذب السعري ما بين النزول والارتفاع مقارنة ببقية المعادن الأخرى، إلا أنه يعود ليؤكد على أن السوق المحلية لا تتأثر بصورة واضحة بأسعار البورصة العالمية للألمنيوم.
من ناحيته، يوضح أحمد عبد الحق، وهو مدير مبيعات لمصنع ألمنيوم في البحرين، أن مصاهر الألمنيوم الخام هي الأكثر تأثرا بالتراجع العالمي لأسعار الألمنيوم، مشيرا إلى أن أسعار تصنيع الألمنيوم مستقرة ولم تتغير كثيرا بالنسبة إلى المستهلك، وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 80 في المائة من مصانع الألمنيوم الخليجية هي ما بين قطاع المصانع التحويلية ومصانع الإنتاج النهائي.
وفي الإمارات يكشف تقرير اقتصادي حديث أن التراجع العالمي في أسعار الألمنيوم انعكس بصورة نسبية على أسعار التجزئة التي انخفضت بدورها بنحو 30 في المائة، خصوصا المستخدم منها في قطاع الإنشاءات، وذلك على الرغم من ارتفاع حجم الطلب على منتجات الألمنيوم المعدة للاستهلاك المحلي.
تجدر الإشارة إلى أن أحدث إحصاءات المجلس الخليجي للألمنيوم تشير إلى أن حجم الطلب سيزداد في عام 2020، إذ يتوقع أن يحتاج العالم إلى قرابة 70 مليون طن من الألمنيوم، والإنتاج العالمي في الوقت الحالي يقدر بنحو 50 مليون طن، أما بالنسبة إلى إنتاج المصاهر الخليجية والبالغة 6 مصاهر فهو قرابة 5 ملايين طن من الألمنيوم، أي ما يعادل 10 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي.
يأتي ذلك في حين يكشف تقرير اقتصادي حديث أن دول مجلس التعاون الخليجي من المراكز الريادية للنشاطات التجارية الخاصة بالألمنيوم، حيث يجري استغلال 40 في المائة من إنتاجها من قبل الصناعات التحويلية في المنطقة التي تخدم الأسواق الخليجية والعالمية، بينما يجري تصدير الجزء الآخر من الألمنيوم الأولي لمناطق مختلفة حول العالم.
وأشارت تقديرات إلى أن إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من الألمنيوم سيرتفع إلى 9 ملايين طن بحلول عام 2022، ويعد إنتاج الألمنيوم في دول مجلس التعاون الخليجي ذا جودة عالية جدا، إذ إن المصانع مجهزة بأحدث المعدات، وتتسم هذه المصانع بكونها الأكثر تقدما حول العالم في ما يتعلق بحماية البيئة، وتعتبر كل من السعودية والإمارات من بين أكبر أسواق الألمنيوم في منطقة الخليج.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.