ثيا بورتر.. مصممة بريطانية عشقت الشرق وجعلت العباءة والقفطان جزءًا من بصمتها

ارتبط اسمها بالموجة البوهيمية.. ومن محبيها إليزابيث تايلور وكيت موس

الممثلة البريطانية فينيلا فيلدينز في قفطان من تصميم ثيا بورتر وثيا بورتر في مشغلها و العارضة كيت موس وفستان من ثيا بورتر  ظهرت به في حفل زواجها
الممثلة البريطانية فينيلا فيلدينز في قفطان من تصميم ثيا بورتر وثيا بورتر في مشغلها و العارضة كيت موس وفستان من ثيا بورتر ظهرت به في حفل زواجها
TT

ثيا بورتر.. مصممة بريطانية عشقت الشرق وجعلت العباءة والقفطان جزءًا من بصمتها

الممثلة البريطانية فينيلا فيلدينز في قفطان من تصميم ثيا بورتر وثيا بورتر في مشغلها و العارضة كيت موس وفستان من ثيا بورتر  ظهرت به في حفل زواجها
الممثلة البريطانية فينيلا فيلدينز في قفطان من تصميم ثيا بورتر وثيا بورتر في مشغلها و العارضة كيت موس وفستان من ثيا بورتر ظهرت به في حفل زواجها

مصممة أزياء، وفنانة تشكيلية، ومصممة ديكور، تطورت من مرحلة لأخرى حاملة معها حب وشغف للثقافة والفن الشرقي. لا يعرف الكثيرون المصممة البريطانية الراحلة ثيا بورتر، ولكنها كانت حالة خاصة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث ارتبط اسمها بما عرف بـ«الأناقة البوهيمية». نشأت في الشرق الأوسط، وانطبعت بداخلها صور من الحياة فيها لونت عالمها بعد ذلك ونتجت عنها تصاميم غنية مدهشة وحية لأقمشة ستائر وعبايات وقفاطين بصمت أعمال ثيا بورتر وأقبل عليها المشاهير.
المدهش في سيرة المصممة الراحلة أن لمساتها لازمت النساء والرجال، وما زالت تلك التصميمات تحيا في مجموعات خاصة، إذ عندما قرر متحف الموضة والنسيج في لندن رفع الستار مرة أخرى عن إحدى أيقونات الموضة في بريطانيا، وجد نماذج من عملها محفوظة بعناية، وقدم منها 80 زيا ضمن معرض «ثيا بورتر.. الأناقة البوهيمية في السبعينات» المقام حاليا ويستمر حتى الثالث من مايو (أيار) المقبل.
المعروف عن ثيا بورتر أنها ولدت في القدس، حيث عمل والداها في عام 1927، وفي عام 1933 انتقلت العائلة إلى سوريا، وقضت سنوات طفولتها الأولى في دمشق وبلودان. تقول في مذكراتها، عن زيارتها للبازار في دمشق برفقة والدتها: «تبعتها وتعرفت على التوابل والبوظة بنكهة المسك والفستق.. وأيضا تعرفت على الأقمشة والزركشة والأزرار و«الدانتيل»، تعرفت على الذهب وعلى الأساور والأحجار الثمينة.. على العطور والروائح والزيوت. في أربعة أسطر خطتها بورتر نقلت مشهدا بارعا للبازار وروائحه وخلطاته السحرية من الألوان والأقمشة والعطور والحلي، عالم شرقي خالص تشربته الطفلة وانطبع في ذهنها حتى أصبح إلهامها في عملها بعد ذلك. ويرى البعض أن عشقها للثراء في الألوان والأنسجة قد يعود للحياة المتقشفة التي عاشتها مع والديها المتدينين.
ومن دمشق انتقلت إلى بريطانيا للدراسة، وبعدها إلى بيروت، حيث تزوجت الدبلوماسي بالسفارة البريطانية بوب بورتر وأنجبت ابنتها الوحيدة فينيشيا، التي أصبحت مسؤولة قسم الشرق الأوسط في المتحف البريطاني. خلال فترة زواجها القصير تميزت ثيا بأنها أكثر سيدات السلك الدبلوماسي أناقة، فكانت تحرص على زيارة ورش الحياكة وتفصيل نسخ من أحدث تصميمات دور الأزياء العالمية مثل لانفان وكاردان، ولكنها كانت تحرص على أن تستخدم أقمشة تشتريها من أسواق بيروت، لتحصل على «خلطة» مميزة خاصة بها.
ورغم انتقالها للعيش في لندن في عام 1964 صحبت ثيا بورتر كل المخزون الجمالي الشرقي معها لتبدأ رحلتها مع التصميم المنزلي، فقامت بإعداد الديكور الداخلي للسفارة السورية بلندن، وبعدها أسست أول محلاتها التجارية بشارع غريك ستريت بوسط العاصمة وعرضت فيها أنسجة وسجادا وملابس نسائية تقليدية أحضرتها من سوريا. ولقي المحل تجاوبا خاصة من جيل الشباب المفتون بالعالم الأسطوري والمشوق في الشرق. تذكر ثيا أن محلها نجح في جذب «أثرياء الهيبيين والممثلين والموسيقيين وزوجاتهم»، وبدأت الطلبات تنهال عليها لتفصيل ملابس مماثلة للمعروض في محلها، وكانت تلك بداية التحول لتصميم الأزياء. البداية كانت من صنع نسخ مطابقة للأردية السورية، صنعتها ثيا حسب الطلب لزبوناتها، ولكن لم يكن لفكرها المتوقد أن يقنع بالتقليد وتحولت ثيا لوضع بصماتها على الأزياء التي تصنعها وسرعان ما ذاع صيتها وأصبحت رمزا للأناقة البوهيمية.
ضم المعرض الذي أقامه متحف الموضة والنسيج ركنا حاكى تصميم وتأثيث متجر ثيا بورتر في غريك ستريت سوهو، فرأينا طبقات من الأقمشة الملونة المزركشة والمحلاة بشرائط من أقمشة تتناغم معها. لمن لم يرَ المحل فيمكنه تكوين صورة في مخيلته عبر العرض وأيضا عبر الصور الفوتوغرافية التي قدمها المعرض وظهرت فيها المصممة إما واقفة أمام المحل أو جالسة داخله، هناك أيضا صورة لعارضة ترتدي أحد تصاميمها وتجلس في نافذة العرض. الصور إلى جانب قيمتها الأرشيفية، تملك لمحة فنية أخاذة قد تكون نابعة من طريقة عرض الأزياء في المحل أو من الأقمشة التي تمنح المحل روحا شرقية متميزة، لا تعرف على وجه التحديد، ولكن الصور في كل الحالات ترسم معالم جيل أغرم بالخطوط والصيحات البعيدة عن التأثير الأوروبي ويعانق ثقافات بعيدة. ويضم المعرض انطباع المغني الشهير إلتون جون عن محلها، حيث يقول: «بالنسبة لي كان مجرد دخول متجر ثيا تجربة لا يمكن نسيانها. لم أرَ في حياتي ملابس وأقمشة باذخة وأنيقة مثل تلك التي رأيتها هناك. ذلك كان أول لقاء لي مع المغامرة وتجريب الأزياء». ونعرف أن ثيا التي قامت بتصميم ملابس رجالية في البداية سرعان ما جذبت نجوم الروك ليصبحوا من عملائها الأوفياء ومنهم ميك جاغر من فريق «رولينغ ستون» وكات ستيفنز (يوسف إسلام) وستيوارت كوبلاند من فريق «بوليس»، وغيرهم.
فسرعان ما تحول المتجر إلى عنوان لعشاق الأناقة البوهيمية، وتوافد نجوم الفن والغناء عليه، من البيتلز إلى بينك فلويد إلى قطة هوليوود إليزابيث تايلور والنجمة فاي دوناواي وباربرا سترايسند التي طلبت من ثيا تصميم عباءات مختلفة تناسب تصميم كل حجرة في منزلها. أما تايلور فعرض لها المعرض صورا من أفلام لها ترتدي فيها عباءات من تصميم بورتر، كما عرض فستان صممته لفاي دوناواي حمل اسمها. وعلى مدي 20 عاما خلقت بورتر تصاميم ديكور داخلي وأزياء من أنسجة فائقة الثراء مستوحاة من الشرق الأوسط. وعمدت لدمج بعض القطع التراثية النادرة مع أقمشة حريرية مطبوعة، وبذلك كونت شخصية خاصة لتصميماتها. وهو ما علقت عليه منسقة المعرض لورا ماكلوز بقولها: «كان طموح ثيا بورتر هو أن تصمم ملابس جميلة لا يفقدها مر الزمن بريقها. ولهذا فتصميماتها اليوم تجد تقديرا خاصا ممن يقتنونها، وأيضا من جيل جديد من المعجبين الأوفياء أمثال النجمة جوليا روبرتس والعارضة كيت موس (ارتدت موس الفستان الغجري من تصميم ثيا في إحدى حفلات زفافها في عام 2011)، ونجمة تلفزيون الواقع نيكول ريتشي والتوأمتان آشلي وماري كيت أولسون أيضا من المعجبات بها. فجاذبية رداء فريد وجميل من تصميمها يعيش إلى اليوم بين بعض أكثر النساء أناقة.
ما يوضحه المعرض أن تصاميم ثيا تتسم بخطوط خاصة ميزتها عن غيرها وضم المعرض الذي احتضنه متحف الموضة والنسيج سبعة تصميمات رئيسية لها ذكرتها المصممة في كتاب مذكراتها الذي لم ينشر وهي: العباءة، القفطان، الفستان الغجري، فستان فاي (على اسم الممثلة فاي دوناواي)، فستان مطرز بجوانب شفافة، الفستان الملفوف، الجاكيت والتنورة التي تشبه السروال الباكستاني. ومن تصميماتها الرئيسية ظلت العباءة بمختلف تصميماتها ملازمة لها في كل مجموعاتها.
ضم المعرض تسجيلا لبرنامج خصصته «بي بي سي» للمصممة، تتبع حياتها وحل ضيفا على مائدة العشاء في منزلها مع أصدقائها وابنتها فينيشيا، وتحدث المقدم مع زبونات مخلصات لها. ولكن الطريف أن ثيا قالت أثناءه إن أحد عملائها أخبرها أن متحف المتروبوليتان في نيويورك طلب أحد تصميماتها منه لضمها لمجموعة المتحف، ولكنها فيما يبدو لم تعجب بالفكرة وعلقت قائلة: «أنا بالطبع ممتنة، ولكني أفضل أن يرتدي الناس ملابسي» بدلا من عرضها في المتحف. كما قالت أن الملابس «يجب أن تضيف إلى استمتاعنا بالحياة، أرى أن الرداء يصبح فاشلا إذا لم يعطِ المرأة ثقة زائدة».
تقول فينيشيا بورتر ابنة المصممة الراحلة إن المعرض يعد الأول الذي يعرض تصميمات ثيا بورتر، وإنه كان بمثابة محاولة لإعادة وضعها على خارطة عالم الأزياء. فقد تألقت مع مجموعة من المصممين في فترة الستينات، منهم ماري كوانت وبيبا وأوسي كلارك، وإن كان اسمها قد توارى بعد ذلك.
تصف لنا فينيشيا مرحلة مشاركتها في الإعداد للمعرض وتقول: «لقد تعلمت وعرفت الكثير عنها، واكتشفت أشياء مدهشة من خطاباتها لوالدتها. عرفت أيضا عمق حبها لسوريا والشرق الأوسط». تلفت إلى أن ثيا لم تقم بتقليد التصميمات العربية، وأنها أحبت تصميم العباءة وأضافت إليه. المدهش أن تصميمات العباءة تحديدا جذبت إليها اهتمام عميلات من السعودية والكويت.
خلال المعرض وضعت سماعات نسمع من خلالها مقاطع من كتاب مذكرات ثيا بورتر بصوت ابنتها فينيشيا. ونعرف أن الكتاب لم ينشر من قبل، طُرح تساؤل على فينيشيا حول سبب ذلك، وتعلق قائلة: «في الثمانينات مرت دار ثيا بورتر بأزمة مادية، وقتها كتبت مذكراتها، وعرضتها على أكثر من دار نشر، ولكنها لم توفَّق. وبعد وفاتها، قمت أنا بمحاولات جديدة لنشر المذكرات ولم أوفق أيضا». ولكن المذكرات وجدت طريقها للنشر، وإن كانت ضمن كتاب أعدته فينيشيا مع لورا ماكلوز همز، من نشر متحف «فيكتوريا آند ألبرت».
تأثير العيش مع مصممة شهيرة على ابنتها؟ تقول فينيشيا: «أشعر أنني كنت محظوظة، في مراهقتي صنعت لي أردية رائعة مثل الفستان الذي صممته لحفل عيد ميلادي الحادي والعشرين، وعرض في المعرض».
ورثت فينيشيا عن والدتها أيضا حبها وتعلقها بمنطقة الشرق الأوسط، مما ترجم في عملها كخبيرة فنية في الفن العربي والإسلامي.
المعرض يمثل لفينيشيا موجة حنين لعالم عاشته والدتها واختفى للأبد و«نظرة للشرق الأوسط، الذي أحبته ثيا».



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.