قيادات عسكرية وحزبية موالية لصالح تطلب اللجوء من حكومة اليمن الشرعية

{الشرق الأوسط} تكشف عن اتصالاتهم..

قيادات عسكرية وحزبية موالية لصالح تطلب اللجوء من حكومة اليمن الشرعية
TT
20

قيادات عسكرية وحزبية موالية لصالح تطلب اللجوء من حكومة اليمن الشرعية

قيادات عسكرية وحزبية موالية لصالح تطلب اللجوء من حكومة اليمن الشرعية

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن اتصالات تقودها بعض القيادات العليا العسكرية والحزبية الموالين للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، للانضمام للحكومة اليمنية الشرعية، إلا أنهم يبحثون عن خروج آمن لهم مع عائلاتهم من اليمن، الأمر الذي دفعهم للاتصال بالحكومة الشرعية اليمينة وعبر وسطاء. وتتحفظ «الشرق الأوسط» عن نشر أسماء تلك القيادات العسكرية والحزبية لما قد يتعرضون له أو عائلاتهم في اليمن من عمليات تخويف أو استهداف مباشر.
وأكد الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف بمتابعة هذا الملف المعلومات في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط». وأشار إلى أن عددا من القيادات الموالية للرئيس المخلوع، رغبت في الانسحاب من التحالفات معه، وتبحث عن مخرج لها. وتبحث تلك القيادات عن فرص للخروج من اليمن عبر عدة وسائل منها البحر والبر، للتخلص من الحصار الذي يفرضه صالح عليهم إضافة إلى دعمه للمتمردين. وأكد ياسين: «أبدينا استعدادنا لاستقبالهم». وأضاف ياسين الذي يقوم بجولة خليجية للتنسيق حول التطورات في اليمن، مبتدئا بالدوحة، أن هناك اتصالات تمت مع بعضهم ممن يريدون الهروب من زعامة الرئيس المخلوع، بعد أن تلقوا ضربات موجعة، نفذتها العمليات الجوية لقوات التحالف.
وقال وزير الخارجية اليمني: «القيادات العسكرية والسياسية لم نفصح عن أسمائهم في الوقت الحالي، للتأمين على سلامتهم، تحسبا لتعرضهم لأي أذى من الرئيس المخلوع، كونهم أبلغونا أن عددا كبيرا من القيادات الكبيرة والصغيرة، لا يزالون مختفين عن الأنظار، بسبب قرارات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح العشوائية خلال الفترة الماضية، والقصف الرهيب على مواقعهم، وتدمير جزء كبير من مستودعات الأسلحة والذخائر التي سيطر عليها الرئيس المخلوع قبل بدء (عاصفة الحزم)».
وأشار ياسين إلى أن الدكتور خالد العطية، وزير الخارجية القطري، الذي رحب بتلك الاتصالات التي تعمل على تفكيك قيادات الرئيس المخلوع، وعودة تلك القيادات إلى جادة الصواب وذلك خلال لقائه معه أمس، ضمن جولة خليجية يقوم بها وزير الخارجية اليمني المكلف. وقال: «لقائي مع الدكتور خالد العطية كان مثمرا، وموقف قطر من موقف دول الخليج التي تساند اليمن ضمن قوات التحالف».
وأشار ياسين إلى أنه يقوم بجولة خليجية، يلتقي فيها وزراء خارجية دول مجلس التعاون، لترتيب بعض الأمور السياسية، وتقديم الشكر الجزيل من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدول الخليج على وقوفهم إلى الجانب اليمني الشرعي، بعد انقلاب المتمردين على الشرعية،. وبعد زيارته الدوحة، يتوجه اليوم إلى أبوظبي، ثم الرياض ومنها إلى المنامة والكويت.
ولفت وزير الخارجية اليمني المكلف إلى أن قطر أبدت استعدادها للتعاون مع اليمني الشرعية، على مختلف الأطر، موضحا: «ناقشت مع زميلي وزير الخارجية القطري، العمل السياسي للشرعية اليمنية في الخارج، ودول مجلس التعاون الخليجي تدعم العمل الدبلوماسي، حتى يخدم قضية الشعب اليمني، وكيفية التخلص من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والمتمردين على الشرعية اليمنية الحوثيين».
وأضاف: «أبلغني الدكتور خالد العطية أنه سيزور الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، في مقر إقامته بالرياض خلال الفترة المقبلة».
وذكر ياسين أن الخارجية اليمنية الشرعية بصدد إعداد لقاء يجمع كل رؤساء البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج، بعد «موقفها المشرف مع الشرعية اليمنية»، إلا أن اللقاء سيحدد مكانه إما في الرياض أو الدوحة. وقال: «أشيد بموقف الدبلوماسيين، حيث أجمع الكل على الشرعية اليمنية، وهي نقطة لتثبيت الشرعية، وكذلك جميع العاملين في الحقل الدبلوماسي، وأصبح موقفهم يدعم بلدهم، بخلاف بعض الدول التي انقسمت إلى قسمين بعد إحداث الثورة، وأقصد سوريا».
وأكد وزير الخارجية اليمني المكلف أن الإمارات أبلغت بلاده رسميا برفع الحصانة عن نجل الرئيس المخلوع أحمد علي عبد الله صالح، الذي كان يعمل سفيرا لليمن لدى الإمارات، وهذا «أمر ممتاز في السياسة اليمنية للتأكيد على الشرعية».



محادثات مصرية - أميركية بشأن توترات البحر الأحمر

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
TT
20

محادثات مصرية - أميركية بشأن توترات البحر الأحمر

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)

تصدرت «توترات البحر الأحمر» أجندة محادثات مصرية - أميركية بين وزيري دفاع البلدين، اللذين ناقشا تأثير هجمات الحوثيين على قناة السويس، بحسب إفادة رسمية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء الثلاثاء.

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أجرى اتصالاً هاتفياً مع القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، عبد المجيد صقر، «لتأكيد متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين»، مشيراً إلى أن الوزيرين استعرضا «سبل تعزيز المصالح المشتركة»، وفقاً للإفادة الأميركية.

وقال البنتاغون إن «الوزيرين ناقشا أهمية أمن البحر الأحمر، وتطرقا للأفعال المتهورة من جانب جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، التي كان لها تأثير سلبي على قناة السويس والاقتصاد العالمي». بينما لم يصدر بيان مصري رسمي بشأن المحادثة.

ومطلع الشهر الحالي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حسابه على منصة «تروث سوشيال»، إنه ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي «التقدم العسكري الهائل الذي أحرزناه ضد الحوثيين الذين يدمرون السفن في اليمن. كما ناقشنا أيضاً غزة، والحلول الممكنة، والاستعداد العسكري، وما إلى ذلك».

وقالت «الرئاسة» في إفادة رسمية للمتحدث باسمها السفير محمد الشناوي، إن الاتصال تناول «تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وجهود الوساطة لاستعادة الهدوء للمنطقة، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على الملاحة في البحر الأحمر، ويوقف الخسائر الاقتصادية لكل الأطراف».

وبدأت الولايات المتحدة في 15 مارس (آذار) الماضي هجمات عسكرية على الحوثيين، بعد أيام قليلة من إعلان الجماعة المدعومة من إيران عزمها استئناف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل وتمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، منهين فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي مع وقف إطلاق النار في غزة. وقال ترمب إن «الضربات جاءت رداً على هجمات الجماعة على سفن الشحن في البحر الأحمر».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»، ما دفع شركات الشحن العالمية، لتغيير مسارها متجنبة المرور في البحر الأحمر.

وشنت جماعة «الحوثيين» اليمنية المدعومة مع إيران أكثر من 100 هجوم على سفن الشحن منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في أواخر 2023، وفق «رويترز».

سفينة حاويات تابعة لشركة «MSC» (إ.ب.أ)
سفينة حاويات تابعة لشركة «MSC» (إ.ب.أ)

وتحدثت القاهرة مراراً عن تضررها من استمرار التوتر في البحر الأحمر، وقال السيسي الشهر الماضي إن «الخسائر في إيرادات قناة السويس بلغت 800 مليون دولار شهرياً بسبب الوضع في المنطقة».

وبينما أكد الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج أن القاهرة تؤيد أي جهود من شأنها الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر، لا سيما مع تأثر قناة السويس سلباً بحالة عدم الاستقرار في الممر الملاحي؛ فإنه يشدد على أن «مصر ترفض الدخول في أي تحالفات عسكرية».

وقال فرج لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تطالب بالمساعدة في تأمين الملاحة في البحر الأحمر، لكنها ترفض الدخول في أي تحالفات عسكرية، وسبق ورفضت الانضمام لتحالف (حارس الازدهار) الأميركي»، مشيراً إلى أن «استعادة الأمن في البحر الأحمر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوقف الحرب في غزة، بدليل توقف الهجمات على السفن خلال الهدنة».

وتشكك أصوات يمنية في مزاعم الحوثيين، إذ ترى أن الجماعة لا تؤثر في مسار الحرب الإسرائيلية، وتتهمها بجني دعاية واستقطاب داخلي في اليمن جراء هذه الهجمات.

وشكّلت الولايات المتحدة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تحالف «حارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تنضم له.

بدوره، أوضح مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة تدرك أن هجمات الحوثي مرتبطة بالحرب في غزة»، وقال: «في ضوء هذا التفسير لن تدخل القاهرة طرفاً في نزاع مباشر مع (الحوثي)، ولن تشارك في تحالفات وأعمال عسكرية ضده».

وفي رسائل تمت مشاركتها عن طريق الخطأ مع صحافي أميركي في مجلة «ذي أتلانتيك» الشهر الماضي، كشفت عن خطط الحرب الأميركية على الحوثي، قال أحد المسؤولين الأميركيين الذي نُقلت عنه أقواله في المحادثة إن ترمب وافق على خطط اليمن، لكن «سنوضح قريباً لمصر وأوروبا ما نتوقعه في المقابل».

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري السفير حسين هريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حديثاً أميركياً عن محاولات لإشراك مصر بطريقة أو بأخرى فيما يجري في البحر الأحمر»، مرجحاً أن يكون الاتصال بين وزيري دفاع البلدين في هذا الإطار.

وأوضح هريدي أن «مصر رغم أنها أكثر المتضررين من توترات البحر الأحمر فهي ترفض الدخول في تحالفات عسكرية كونها تدرك أن المشكلة ليست في اليمن بل في استمرار الحرب على قطاع غزة».

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أشار في مؤتمر صحافي الشهر الماضي، إلى أن «قناة السويس خسرت نحو 65 في المائة من إيراداتها، ما يفوق 8 مليارات دولار»، وأضاف: «موقفنا واضح وهو ضرورة تخفيض التوتر والتصعيد والتوقف الكامل عن استهداف السفن وضمان حرية الملاحة»، مشيراً إلى أن «العسكرة والتصعيد لا يخدمان أي طرف في المنطقة، من المهم المحافظة على حرية الملاحة والابتعاد عن العسكرة والتعامل مع جذور المشكلة من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 -2023 إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023- 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.