«لانيما».. مطعم إيطالي في قلب لندن وبعيد عن عينها

روح مطبخ كالابريا في أطباقه

أطباق شهية بنكهة المتوسط
أطباق شهية بنكهة المتوسط
TT

«لانيما».. مطعم إيطالي في قلب لندن وبعيد عن عينها

أطباق شهية بنكهة المتوسط
أطباق شهية بنكهة المتوسط

إذا كنت من محبي ارتياد المطاعم الإيطالية المميزة في لندن، ولكنك من النوع الذي يفضل أن يأكل بعيدا عن أعين السياح، لا سيما من المنطقة العربية، وفي الوقت نفسه تحب الأكل في أجواء راقية، بهدف تذوق ألذ أطباق مطبخ مدينة كالابريا الساحلية الإيطالية، فالعنوان الأفضل في هذه الحالة يكون مطعم «لانيما» الذي يعني «الروح» الواقع بالقرب من محطة ليفربول ستريت في وسط لندن المالي.
وعندما نقول بأن المطعم واقع في مكان بعيد عن السياح، فنحن لا نعني بأنه في منطقة معزولة وبعيدا عن وسط لندن المعروف باسم «الويست إند» إنما يقع في منطقة مشهورة بوجود أهم وأكبر المصارف البريطانية والعالمية، فالمطعم يفتح أبوابه فترة الغداء والعشاء. في النهار يرتاده رجال الأعمال بهدف الأكل وعقد الصفقات وهم يتذوقون ألذ الأطباق المتوسطية، وفي فترة المساء يتحول المطعم بإنارته الخافتة إلى واحد من أجمل المطاعم الراقية التي تتميز بديكور يترجم البساطة الممزوجة بالذوق الرفيع والعصرية التي ابتدعها المصمم العالمي كلاوديو سيلفسترين الذي قام بوضع لمساته على جميع محلات جورجيو أرماني في العالم.
المقاعد كلها من الجلد الطبيعي الأبيض، والجدران من حجر رخامي بني اللون خام، وأرضية من حجر «اللايم ستون» الأبيض، واجهات زجاجية عملاقة، تتدلى من السقوف إنارة بيضاء عصرية طويلة، وتم تقسيم المكان إلى بار بلوري لمن يرغب في الأكل السريع، وركن مخصص للأكل على آرائك من الجلد الأبيض أيضا مع طاولات قصيرة للذين يرغبون بالجلوس من دون تكلف وهناك شرفة تكشف على المطعم بكامله، ويأخذك ممر محفور في الحجر الخام إلى غرفة خاصة تستوعب 14 مقعدا بسقف من الحجر العقد، تدخل إليها عبر قنطرة، يتخيل إليك أنك في كهف أنيق تزينه مقاعد شفافة وتجري مياه شلال صغير على أحد جدرانه، وتزين جدرانه الباقية أشكال هندسية رائعة، وتعتبر هذه الغرفة جيدة للمناسبات الخاصة وللذين يرغبون في الخصوصية التامة.

* الطعام

* المأكولات التي يقدمها «لانيما» تعكس شخصية الطاهي الرئيس ابن كالابريا فرانتشيسكو ماتزي الذي بدأ العمل في المطبخ وهو في سن مبكرة، احتفظ بكثير من الوصفات التي نقلها عن جدته، وها هو اليوم يطبقها في مطعمه الذي يستقطب كثيرا من الذواقة.
ويمكنك رؤية المطبخ من المطعم، من خلال تقسيمات هندسية ذكية على شكل شقوق في الجدران.
أهم ما يميز الأطباق هي المكونات التي يستخدمها ماتزي فيها، التي يستقدمها من إيطاليا. ومن أهم الأطباق التي يجدر بك تذوقها، الخضار المقلي، والكالاماري، وطبق جبن البوراتا مع الطماطم، أما بالنسبة للأطباق الرئيسية فلا بد من تذوق أطباق السمك وأطباق اللحم الأحمر وطبق «Aged Beef Tagliata»، وهو عبارة عن قطع من لحم البقر تقدم على قطعة عظم من الركبة وتحشى بالبطاطا المهروسة «Mash» تشبه في طريقة تقديمها الفطر، فهذا الطبق غني بالنكهة، كما يقدم المطعم المقالي الإيطالية، على طريقة كالابريا، بالإضافة إلى طبق السمك مع الفريغولا السردينية، والكسكس، وطبق الريزوتو مع ثمار البحر والأصداف، لا يمكن وصفه بكلمات فحبات الأرز تذوب في الفم.

العنوان:
2DQ ،EC2A، 1Snowden Street
أقرب محطة قطار «ليفربول ستريت».



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».