السيسي يتلقى تأكيدات أسترالية بدعم مصر ضد الإرهاب

مفتي لبنان يشيد بمصر ودور الأزهر

السيسي يتلقى تأكيدات أسترالية بدعم مصر ضد الإرهاب
TT

السيسي يتلقى تأكيدات أسترالية بدعم مصر ضد الإرهاب

السيسي يتلقى تأكيدات أسترالية بدعم مصر ضد الإرهاب

ما زالت القاهرة تتلقى الدعم والتأييد الكامل من دول العالم في حربها ضد الإرهاب، حيث قدم رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خالص تعازيه في استشهاد عدد من الجنود المصريين إثر العمليات الإرهابية التي شهدتها محافظة شمال سيناء مؤخرا، مؤكدا في اتصال هاتفي دعم أستراليا الكامل ووقوفها إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب.
وأعرب الرئيس المصري عن تقديره للمشاعر الطيبة التي أبداها رئيس الوزراء الأسترالي، موضحا أن الإرهاب يمثل خطرا مشتركا، لا ينحصر في منطقة الشرق الأوسط، بل بات يهدد العالم بأكمله، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الدولي من أجل مواجهة الإرهاب والعمل على استئصال جذوره.
وتطرق الحديث إلى سبل مواجهة الفكر المتطرف، حيث أشاد أبوت بما تضمنه خطاب الرئيس في الأزهر الشريف، موضحا أنه يعكس شجاعة ورؤية بناءة، ولا سيما الدعوة لتجديد الخطاب الديني وعرض حقائق الأمور بالنسبة للدين الإسلامي الذي يمثل دين السماحة والسلام. وعلق السيسي بأهمية تصحيح الصورة الخاطئة التي يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف، مؤكدا على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لتصويب المفاهيم والتأكيد على المعاني السامية التي نزلت بها الأديان السماوية، والتي تؤكد على ترابط العلاقات الإنسانية بين الأمم والشعوب، ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي.
وأعرب أبوت خلال الاتصال عن تقديره لقرار السيسي بتسليم الصحافي بيتر غريست إلى السلطات الأسترالية.
كما التقى الرئيس السيسي أمس بالشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، وذلك بحضور الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، وسفير لبنان بالقاهرة.
وأكد مفتي لبنان على المكانة الرفيعة التي تحظى بها مصر في نفوس أبناء الشعب اللبناني، ومشيدا بالخطوات التي يتخذها الرئيس للنهوض بمصر وتحقيق آمال وطموحات شعبها.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن الرئيس رحب بمفتي لبنان، مؤكدا على مواصلة مصر دعمها ومساندتها للبنان، كما وجه التحية للشعب اللبناني الشقيق معربا عن تمنيات مصر وشعبها له بالاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية.
وقد ألقى مفتي لبنان الضوء على دور دار الفتوى في لبنان، مُستعرضا جهودها الدءوبة للتقريب بين المذاهب، بما يجمع بين المسلمين ويحقق مصالحهم، ويساهم في تعزيز علاقاتهم مع الطوائف المسيحية اللبنانية. وفي هذا الصدد، أشار مفتي لبنان إلى القمة الروحية التي نظمتها مؤخرا دار الفتوى اللبنانية للتأكيد على أهمية قيمة التعايش المشترك وتوجيه رسالة بهذا المضمون لكافة الدول العربية التي تتميز بالتنوع الديني. كما أعرب دريان عن امتنان بلاده تجاه مواقف مصر إزاء لبنان وحرصها على استقراره وأمنه، مشيدا بدور القوات المسلحة المصرية في الحفاظ على أمن مصر واستقرارها، ومعولا على دور مصر في لم الشمل العربي.
وقد قدم مفتي لبنان الشكر لمصر على تمثيل الأزهر ودار الإفتاء المصرية في حفل تنصيبه، معربا عن توافقه التام مع الأزهر والوثائق الصادرة عنه، ومشيرا إلى الارتباط المباشر بين الأزهر ودار الفتوى اللبنانية. كما أكد على الحاجة لتعزيز التعاون بين الأزهر ودار الإفتاء اللبنانية، مشيدا برسالة الأزهر الوسطية المعتدلة ودوره في مكافحة الإرهاب ونشر الفكر الإسلامي الصحيح.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشار إلى أهمية تصويب الخطاب الديني وإعادة صياغة المفاهيم ونشر قيم التعايش المشترك وبثها في نفوس النشء. وقد أبدى مفتي مصر اتفاقه في الرأي، مشيرا إلى الخطوات الجارية من جانب المؤسسات الدينية لمراجعة المناهج بمختلف المراحل الدراسية وإثرائها بالمبادئ الإسلامية السمحة، مؤكدا على أهمية تصويب الصورة المغلوطة التي حاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف.
من جانبه، أكد مفتي لبنان على اتفاقه مع رؤية الرئيس المصري حول أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقيح مناهج التعليم الدينية، معربا عن اهتمام دار الفتوى في لبنان بإيفاد الطلاب للدراسة في الأزهر، وإرسال علماء مصريين إلى لبنان، للمساهمة في حماية قيم الإسلام الصحيحة والحيلولة دون انتشار الأفكار المتطرفة التي تتطور إلى أعمال إرهابية تودي بحياة الأبرياء، على غرار ما شهدته سيناء مؤخرا من أعمال إرهابية آثمة. وفي هذا الصدد، قدم دريان التعازي للرئيس والشعب المصري في ضحايا حادث العريش الإرهابي.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد على محورية دور علماء الدين في مكافحة الفكر المتطرف ونشر قيم الإسلام السمحة من خلال ندوات التوعية، مؤكدا على دعم ومساندة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لدار الفتوى اللبنانية لإعداد الكوادر الدينية المستنيرة التي تبث قيم الإسلام الصحيحة وتؤمن بحرية العبادة والعقيدة وتحض على التفكير والتأمل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.