أمن الحرم المكي يجهز خططا لإفاضة الحجاج ومنع السرقات

تدعمه غرفة مراقبة تلفزيونية تضم 2000 كاميرا

حاج يتلقى المساعدة من رجال الأمن بعد أن ضل طريقه في عرفة أمس  (تصوير: عبد الله بازهير)
حاج يتلقى المساعدة من رجال الأمن بعد أن ضل طريقه في عرفة أمس (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

أمن الحرم المكي يجهز خططا لإفاضة الحجاج ومنع السرقات

حاج يتلقى المساعدة من رجال الأمن بعد أن ضل طريقه في عرفة أمس  (تصوير: عبد الله بازهير)
حاج يتلقى المساعدة من رجال الأمن بعد أن ضل طريقه في عرفة أمس (تصوير: عبد الله بازهير)

وضعت قوة الأمن بالحرم المكي الشريف لمساتها الأخيرة على خططها الرامية لتفويج الحجاج في طوافي الإفاضة والوداع، بالإضافة إلى تأمين الحجاج أثناء تأديتهم لشعيرة الطواف ضد أي حالات مخلة بالأمن من سرقة ونشل أو أي اعتداءات أخرى، بهدف خدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم في أداء الركن الإسلامي.
وعززت قوة أمن الحرم أخيرا من متابعتها لما يجري في الحرم بتدشين غرفة مراقبة تلفزيونية، وضمت الغرفة عددا من الشاشات المركزة على أرجاء المسجد الحرام، حيث يبلغ عدد الكاميرات الموزعة في كل الأنحاء نحو 2000 كاميرا، ويُستخدم أكثر من 900 منها لعمليات رصد الحالات والإشراف والمتابعة لكل الخدمات التي ستقدم لقاصدي بيت الله الحرام. ويقع موقع الغرفة غرب المسجد الحرام.
واستنادا إلى هذه الوسائل أكملت القوات الأمنية استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، ومن ثم تفويجهم لأداء طواف الإفاضة بعد وقوفهم بعرفة وإفاضتهم منها ومن مزدلفة في يوم النحر، وكذلك لأداء طواف الوداع يومي الثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، عبر العديد من الخطط المرورية والأمنية التي تهدف لراحتهم وسلامتهم.
وكشف اللواء يحيى الزهراني، قائد قوة أمن الحرم، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن تجهيزهم لخطة خاصة في تفويج الحجاج أثناء طواف الإفاضة بالحرم المكي، تعتمد على تحويل المصلين إلى الأدوار العلوية من سطح الحرم، وكذلك الساحات الخارجية، بالإضافة إلى التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإتاحة الفرصة للحجاج للطواف والسعي بيسر وسهولة وضمان سلاسة تحركاتهم.
ويشير قائدة قوة أمن الحرم إلى أن «الغرفة تضم أحدث الأجهزة المتطورة والكاميرات الحديثة، من بينها كاميرات الديجيتال التي تتميز بالجودة العالية والدقة في التصوير والوضوح، لكل اللقطات على مدار الساعة، ويباشرها رجال الأمن الذين يمثلون عددا من القطاعات الأمنية والمدنية».
آلية التفويج تعتمد على إعطاء الفرصة للحجاج للطواف في صحن المطاف والمواقع الأخرى المخصصة للطواف، في الوقت الذي يُفتح فيها المجال للحجاج للطواف في سطح الحرم والدورين الأول والأرضي، مع منع المصلين من التوجه إلى هذه الأماكن، بالتحول للتوسعة الجديدة والساحات الخارجية، ويعلق اللواء الزهراني على ذلك بتوضيحه أن كل ذلك يتم وسط تنسيق مستمر بين الجهات الأمنية للإشراف على الخطة ومساعدة الحجاج على تنفيذها.
أحد أهم الأقسام التابعة لقوة أمن الحرم هو قسم البحث الجنائي الذي يضم ضباطا وأفرادا سريين مهمتهم الرئيسة مكافحة حالات السرقة التي قد يتعرض لها الحجاج أثناء تفرغهم لأداء مناسك الحج. ويشدد اللواء الزهراني على أنه «بالنسبة للقضايا الجنائية التي تقع في داخل الحرم، من سرقات أو نشل وخلافهما، فإن شعبة البحث الجنائي في أمن الحرم بما تضمه من ضباط وأفراد سريين، مناطة بها، وتعد من أولوياتها، بالإضافة إلى ما يرصد أيضا من غرفة العمليات، كذلك ما يضبط أيضا من رجال الأمن الظاهريين والمنتشرين في أنحاء الحرم». ولم تسجل قضية بارزة تستحق الذكر أو التنويه بحسب قائد أمن الحرم.
المبالغ المالية الكبيرة وكذلك بعض الوثائق المهمة وبطاقات المصارف المالية تغري الكثير من ضعاف النفوس لارتكاب عملية السرقة والنشل، ولذلك ينصح الحجاج بتجنب حملها معهم، والاكتفاء بالحد الأدنى منها أثناء أدائهم للطواف بالبيت العتيق، ويعلق على ذلك قائد أمن الحرم بقوله «لا يحتاج الحاج لأي مبالغ كبيرة، أو حتى الوثائق الأخرى من بطاقات مصرفية أو غيرها من الوثائق المهمة، خاصة في حالات الزحام كالتي تحصل بالقرب من الحجر الأسود، أو عند التوجه لأماكن حاويات مياه زمزم».
الحاج الذي يضطر لحمل أشياء ثمينة من أموال ووثائق سيخرج من مأزقه بإيداع ممتلكاته في صناديق الأمانات المنتشرة بجوار الحرم، وأيضا في حالة فقدان الحاج لأي من مقتنياته فعليه التوجه إلى قسم المفقودات. ويوضح اللواء الزهراني أن «هناك الكثير من المبالغ المفقودة تُعاد لقسم المفقودات بأمن الحرم، وبالتالي نقوم نحن بإعادتها لأصحابها».
القوة الخاصة بأمن المسجد الحرام بمكة المكرمة تعمل على أمن وسلامة مرتادي المسجد الحرام في ثلاثة محاور، أولها المحور الأمني وهو الأهم، والمحور التنظيمي، وأخيرا المحور الإنساني. ويفصّل قائد أمن الحرم في ما يتعلق الجوانب الإنسانية بقوله «هي تتعلق بالعديد من الأمور في هذا المجال، منها وضع التائهين من الحجاج، والنواحي الإسعافية والطبية في ظل وجود الهلال الأحمر بجانبنا، بالإضافة إلى وزارة الصحة والدفاع المدني، وجميع هذه الجهات التي أشرت إليها بالإضافة إلى الجهات الأمنية تشاركنا التنظيم في الخارج، ليكون العمل بأكمله ضمن منظومة واحدة، بتنسيق من قبل غرفة عمليات الحرم التي يوجد فيها مندوبون يمثلون كل جهات الدولة المشاركة بجانب قوة أمن الحرم».
ويعلق اللواء الزهراني على ذلك قائلا «نأمل من حجاج بيت الله تنفيذ عدد من النصائح التي نقدمها لهم، فنحن نقدم كل ما يتطلب أن يقدم للحاج أو المعتمر وكل مرتادي المسجد الحرام؛ لأن هذا شرف عظيم، ومن يختارهم الله للعمل في هذا المكان فقد شرفهم به، وأنا أوصي نفسي وزملائي بالتفاني في خدمة ضيوف الرحمن؛ ابتغاء المثوبة والأجر من الله».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».