رغم هبوط سعر الذهب إلى أدنى مستوياته لهذا العام في نهاية الأسبوع الماضي، فإن خبراء الذهب في السعودية يبدون تفاؤلهم بأن المعدن النفيس يمر - حاليا - بمرحلة سعرية تصحيحية، ترقبا لعودة موجة جديدة من الارتفاعات، مستبعدين خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أن تنزل الأونصة إلى 1100 دولار، بعد أن كسرت حاجز 1227 دولار للأونصة قبل أيام.
يأتي ذلك بعد أن هبطت أسعار الذهب بنحو 6.5 في المائة خلال شهر واحد فقط، في حين تسود بعض التوقعات بأن تهوي أسعار الذهب لتحقق أرقاما متدنية جديدة، وهو ما يستبعده خبراء الذهب في السعودية، متوقعين أن يعود الذهب للارتفاع خلال الربع الأخير من العام الجاري، بحيث ينهي العام بارتفاعات سعرية جديدة، وهو ما يرونه يعزز من كون الأسعار الحالية تعد مغرية للراغبين في الادخار والاستثمار.
ويرى زياد محمد جمال فارسي، عضو غرفة مكة ونائب شيخ الجواهرجية بمكة، أن أسعار الذهب مقبلة على ارتفاعات، مرجعا ذلك لأسباب عدة، من أبرزها الطلب المتنامي على شراء الذهب (خاصة من الصين)، قائلا: «الذهب غالبا هو الملاذ الآمن لأي مستثمر، سواء على صعيد الدول أو محافظ البنوك أو كبار المستثمرين، لذا لا بد أن ننظر إلى الأسباب التي أدت إلى نزول أسعار الذهب في هذه الفترة، فعندما كانت أسواق الأسهم العالمية في هبوط، سيّل أصحاب رؤوس الأموال الكبرى محافظهم ومن ثم اشتروا الذهب، وهذا أدى بدوره لارتفاع أسعار الذهب خلال السنوات الماضية».
وتابع فارسي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «في الأشهر الأخيرة، بدأت أسواق الأسهم العالمية بالتعافي وعادت للانتعاش، ومن كانوا قد سيّلوا محافظهم لشراء الذهب باعوا الذهب للدخول في أسواق الأسهم، وهذا ساهم في نزول أسعار الذهب في الأشهر الماضية».
وأضاف: «لو نظرنا للذهب كسلعة، فهو سلعة مطلوبة ومرغوبة، لذا أعتقد أن الوضع الحالي لنزول أسعار الذهب هو أمر مؤقت، والذهب مقبل على ارتفاعات جديدة، لكن من الصعب التنبؤ بحجم هذا الارتفاع ونسبته، إلا أننا نتوقع أن يكون هناك ارتفاع واضح في الربع الأخير من السنة (الثلاثة أشهر المقبلة)».
وبسؤال فارسي إن كانت الفترة الحالية مناسبة للشراء على ضوء توقعاته المتفائلة، أجاب «أرى أن الأسعار الحالية للذهب تجعل الفرصة مواتية للشراء، فالذهب دائما هو سلعة استثمارية على المدى الطويل، ومن يستثمر على المدى القصير أو بشكل مؤقت فهذا يعود لوجود قنوات استثمارية أخرى يستطيعون الدخول فيها، لكن ربما يرون أن الوقت غير مناسب، لذا يوجهون أموالهم لشراء الذهب، وأستطيع القول إن الذهب هو استثمار طويل المدى، ليس فقط على مستوى الأفراد، بل أيضا بالنسبة للبنوك والدول التي تطلب كميات كبيرة من الذهب سواء للاستهلاك أو للخزن الاقتصادي».
واتفق معه أحمد الشريف، عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودي، قائلا: «قد يواصل الذهب نزوله، لكن وصوله إلى 1100 دولار للأونصة أمر مستبعد وصعب، علما بأن هبوط الأسعار في هذا الوقت أمر طبيعي من حيث الارتفاع والنزول»، وأضاف: «لا توجد متغيرات عالمية حصلت تستدعي وصول الذهب لأسعار متدنية جدا».
وتابع الشريف حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حدثت زوابع عالمية، وطالما ما زالت هذه الزوابع موجودة فإن أسعار الذهب إلى ارتفاع، لأنه في حال عدم الاستقرار على مستوى العالم، فإنه يجري اللجوء للذهب على اعتبار أنه الملاذ الآمن، وطالما أن حالة عدم الاستقرار مستمرة فإن الطلب على الذهب موجود، وبالتالي ستكون هناك ارتفاعات في الأسعار أو على الأقل ستكون الأسعار مستقرة إلى حد ما».
ويشير الشريف إلى أن الذهب وصل في إحدى مراحله إلى قرابة 2000 دولار للأونصة، وهو ما يجعل الأسعار الحالية مغرية للشراء بحسب ما يرى، قائلا: «الأسعار الآن أصبحت معقولة إلى حد ما، بعد مرحلة كان مبالغا فيها جدا من حيث الأسعار، لكنها الآن تحت طاقة الأفراد الراغبين في اقتناء الذهب»، إلا أن الشريف أوصى الراغبين بشراء الذهب للادخار أو الاستثمار بأن يتريثوا حتى اتضاح الرؤية، قائلا: «إذا تبين أن الذهب استقر قليلا، فهنا ستكون فرصة جيدة للشراء، قبل عودة موجة الصعود الأخرى».
أما دانة العلمي، وهي عضو لجنة تجار المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالغرفة التجارية بجدة، فترى خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن هبوط أسعار الذهب قد يستمر، قائلة: «الذهب يتلقى ضربة قاسية ويهبط بسبب ارتفاع الدولار الأميركي ويسجل أكبر خسارة في ثمانية أشهر»، وأضافت: «الذهب سيهبط ومن له رغبة في الشراء عليه الانتظار حتى يستقر السعر عند 1100 دولار للأونصة، وبالنسبة لهبوط الذهب فهو في مصلحة المستهلك وسينعكس إيجابا مع حركة السوق السعودي».
من جهة ثانية، يبدو واضحا انعكاس هبوط أسعار الذهب الحالي على حركة مبيعات القطاع في السعودية، من حيث ارتفاع القوة الشرائية لدى الأفراد وعودة المستهلكين إلى الرغبة في اقتناء الذهب، وهو ما يؤكده أحمد الشريف، عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودي، الذي قال: «رجعت الحركة لسوق الذهب السعودي».
ويضيف الشريف «كثير من التجار الذين كانوا قد خرجوا من السوق نتيجة ارتفاع سعر الذهب بنحو خمسة أضعاف ما اشتروا به خلال السنوات السابقة، وبعضهم ربما غيّر النشاط بالكامل، إلا أن هبوط الأسعار الحالي قد يجده البعض فرصة للرجوع إلى الاستثمار في سوق الذهب من جديد، في ظل تزايد الطلب على الذهب بعد انخفاض أسعاره».
وأشار الشريف إلى أن الانخفاضات القياسية في أسعار الذهب تتزامن مع اقتراب موسم الحج، قائلا: «في هذه الفترة ينتعش الطلب على الذهب، وفي ظل الأسعار الحالية فإن فرصة الشراء تكون أكبر بتكلفة مخفضة، خاصة في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذا ما علمنا أن ثلث مبيعات السنة من الذهب في هاتين المنطقتين يكون خلال فترة الحج».
السعودية: خبراء الذهب يستبعدون نزول الأونصة إلى 1100 دولار
يراهنون على عودة موجة الارتفاع العالمي.. وعدوا الفترة الحالية فرصة للشراء

هبطت أسعار الذهب بنحو 6.5 في المائة خلال شهر واحد فقط («الشرق الأوسط»)
السعودية: خبراء الذهب يستبعدون نزول الأونصة إلى 1100 دولار

هبطت أسعار الذهب بنحو 6.5 في المائة خلال شهر واحد فقط («الشرق الأوسط»)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة