فاليري تريرفيلر تفجّر قنبلة موسم النشر في فرنسا

السيدة الأولى المهجورة تنتقم من هولاند في كتاب تعترف فيه بأنها حاولت الانتحار

فاليري تريرفيلر تصفي حسابها في كتاب يصدر اليوم  -  غلاف مجلة «باري ماتش» الصادرة أمس
فاليري تريرفيلر تصفي حسابها في كتاب يصدر اليوم - غلاف مجلة «باري ماتش» الصادرة أمس
TT

فاليري تريرفيلر تفجّر قنبلة موسم النشر في فرنسا

فاليري تريرفيلر تصفي حسابها في كتاب يصدر اليوم  -  غلاف مجلة «باري ماتش» الصادرة أمس
فاليري تريرفيلر تصفي حسابها في كتاب يصدر اليوم - غلاف مجلة «باري ماتش» الصادرة أمس

إنه الكتاب الذي سيكون له وقع القنبلة. بهذه الكلمات وصف مدير تحرير مجلة «باري ماتش» الكتاب الذي جرى التحضير له في سرية تامة ويصدر اليوم، في باريس، لمؤلفته الصحافية فاليري تريرفيلر، الشريكة السابقة لحياة فرنسوا هولاند. وتحت عنوان «شكراً لهذه اللحظة» تنتهز الحبيبة المخدوعة الفرصة لتقول كلمتها في الفضيحة التي هزت أركان «الإليزيه»، مطلع العام الحالي، عند نشر صور للرئيس الفرنسي وهو يتسلل من القصر الرئاسي، على دراجة نارية، ليذهب لملاقاة حبيبة ثانية هي الممثلة جولي غاييه ويمضي ليلته في شقتها.
لقد مر الصيف بارداً على محرري الصحف الشعبية الفرنسية الذين لم يفوزوا بلقطات مختلسة وأسرار تشبع نهم قراء متعطشين للفضائح. وقد باءت توقعاتهم بزواج هولاند وغاييه بالفشل. وحتى حفل عرس أنجلينا جولي وبراد بت الذي جرى في فرنسا، قبل أيام، فاتهم ولم يعرفوا به إلا بعد انقضائه. وها هم يستفيقون على مفاجأة جرى تحضيرها في الغرف المغلقة ولم يبق لهم سوى اللهاث وراء تداعياتها. إنه الكتاب الذي صدر في 320 صفحة عن منشورات «ليزارين» في باريس ولم تظهر أخباره سوى يوم أمس. وهو أول كتاب منحه ناشره اسماً حركياً للتمويه على عمال المطبعة والموزعين وأصحاب المكتبات، ولم يستبقوا نشره بأي إعلانات أو حملات تسويق، تاركين الخبطة تعلن عن نفسها في حينها.
وحدها مجلة «باري ماتش»، الصحيفة التي تعمل فيها المؤلفة، حصلت على حق نشر مقاطع صغيرة مجتزأة من كتاب تريرفيلر، بعد أن كان مديرها واحداً من القلائل الذين أُتيحت لهم مطالعته قبل التوزيع. وجاء في معلومات دار النشر أنها طبعت 200 ألف نسخة من الكتاب الفضائحي، لتنافس بذلك كتب الروائيين الأكثر رواجاً، أمثال مارك ليفي وإميلي نوتومب والصادرة عن كبريات دور النشر في الموسم الأدبي الراهن.
تؤكد الصحافية الشقراء أن كل ما روته في كتابها صحيح تماماً. وهي تبدأ من أول تعارفها على هولاند، يوم كان سياسياً من الصف الثاني في الحزب الاشتراكي ولا يمكن لأي كان أن يراهن على دخوله «الإليزيه». ثم تنتقل من سنوات الغرام الأول إلى اللحظات الصعبة مع انكشاف علاقتهما وانتهاء الحياة المشتركة الطويلة التي عاشها مع رفيقته في الحزب سيغولين روايال، المرأة التي أخرجته من حياتها وأرادت أن تدخل القصر الرئاسي رئيسة للجمهورية، لا سيدة أولى وشريكة لحياة الرئيس. وطبعاً، فإن هذه التفاصيل «البائتة» لا تهم القراء كثيراً بقدر ما يريدون دس أنوفهم في المخدع الرئاسي، ومعرفة ما حدث في تلك اللحظات الرهيبة، يوم كشفت مجلة «كلوزر» وقائع الخيانة ووضعت هولاند وجهاً لوجه أمام فاليري المخدوعة.
تكتب المؤلفة في مقطع نشرته «باري ماتش» في عددها الصادر أمس: «كان خبر جولي غاييه هو أول أخبار نشرات الصباح. كنت منهارة ولا أستطيع سماع الخبر وأسرعت إلى الحمام وتناولت الحقيبة البلاستيكية الصغيرة المحتوية على حبوب منومة. ولحق بي فرنسوا وحاول انتزاعها، وجريت إلى الغرفة بينما كان هو يلتقط الحقيبة التي تمزقت وتبعثرت الحبوب على الفراش والأرضية. وتمكنت من انتشالها وابتلاع ما يمكنني منها. أردت أن أنام وألا أعيش الساعات التي ستأتي. لقد شعرت بالزوبعة التي ستضربني ولم أكن أمتلك الشجاعة لمقاومتها. أردت الهروب والنوم وفقدت الوعي». ويأتي هذا المقطع ليؤكد الشائعة التي كانت قد سرت عن محاولة تريرفيلر الانتحار عقب معرفتها بخيانة هولاند لها، وهو ما يفسر نقلها إلى المستشفى لبضعة أيام، وجاء في الرواية الرسمية أنها متعبة وتحتاج للراحة.
لكن المرأة التي نقلها القدر من مكاتب الصحافة إلى جناح السيدة الأولى في «الإليزيه»، لم تجتهد لتأليف هذا الكتاب لمجرد رواية حكاية عاطفية من نوع فيلم «غرام وانتقام». لقد أصابتها الحادثة في صميم كرامتها وجعلتها هدفاً لسخرية الفرنسيين ولنصيرات سيغولين اللواتي تشفين فيها ووجدن أنها ذاقت من الكأس المرة نفسها، يوم سلبت الرجل من شريكته الأولى ووالدة أبنائه الأربعة. لذلك فإنها تتطرق في الكتاب إلى مواقف سياسية وتضرب حيث يؤلم الضرب، منها ردة فعل هولاند حين علم بتوقيف القطب الاشتراكي دومينيك ستروس - كان، في نيويورك، بتهمة التحرش بعاملة في فندق، عام 2011. وحسب رواية المؤلفة فإن هولاند، في تلك الليلة وهما في الفراش، لم يكن مهتماً بمصير رفيقه بقدر ما كان يفكر في تداعيات الحادث على مستقبله السياسي. إنها اللحظة التي أزاحت عن السباق الرئاسي خصماً من الوزن الثقيل وفتحت الباب أمامه لبلوغ المنصب.
وكانت الصحف قد تداولت، في الربيع الماضي، أخباراً عن مبالغ طائلة عرضتها دور النشر على فاليري تريرفيلر لتكتب مذكراتها. ولم تنف صاحبة الشأن الخبر، يومها، وعندما سئلت عن المشروع ردت «ولم لا؟». مع هذا لم يتوقع أحد أن تنتهي من الكتابة وأن يأخذ الكتاب طريقه إلى المطبعة من وراء ظهر الصحافة. وحتى أوليفييه روايان، مدير تحرير «باري ماتش»، لم يعرف بالأمر إلا منذ 5 أيام. وقال في حديث إذاعي، أمس، إن المؤلفة طلبت من الناشر أن يعرضه عليه الكتاب الذي وصفه بأنه «في مستوى رواية من روايات التجسس». وأضاف: «حتى زوج تريرفيلر السابق لم يكن على علم به، ولا أبنائها منه. أما هولاند فلم يعرف إلا حين نشرت الصحف الخبر، مثله مثل كل الناس».
يصف مدير التحرير انطباعاته بعد القراءة بأنه أحس بالذهول. فقد وجد نفسه وسط علاقة حميمة بين رجل وامرأة وشعر بأنه يحضر جلسات قضية طلاق. فالكتاب ليس مجرد وجهة نظر امرأة مخدوعة، بل تجربة في سبر غموض مشاعر الحب، تروي فيه الكاتبة بدايات علاقتها مع هولاند وأيام السعادة، دون أن تخفي أنها فشلت في كسر الثنائي الذي يجمعه مع سيغولين، طوال العمر. وليس خافياً أن فاليري امرأة غيور. وهي في أحد فصول كتابها تتوقف عند ما نشرته الصحف من صور غاضبة للأميركية الأولى ميشيل أوباما بسبب تباسط زوجها في الحديث والمزاح مع رئيسة وزراء الدنمارك، أثناء جنازة مانديلا، وتقول «أنا سعيدة لأنني لست الغيور الوحيدة».
حتى في الحياة اليومية، فإن الرئيس لم يكن لطيفاً دائماً مع شريكته، بل يمكنه أن يكون قاسياً و«ذكورياً». وتنقل عنه أنه سألها ذات يوم، وهما يستعدان لحضور حفل عشاء: «لا شك أنك تستغرقين كثيراً من الوقت لتكوني جميلة بهذا الشكل». ثم أضاف بنبرة جادة ودون أن يمزح بأن كل المطلوب منها هو أن تكون جميلة، لا أكثر. إنه الحبيب الذي تعترف بأنها أُغرمت به بحيث زعزع حياتها، وهو ما زال يبعث لها رسائل نصية كثيرة كل يوم وينوي استعادة الفوز بها وكأنها معركة انتخابية. لكن صدمة الخيانة كانت قاسية عليها، فقبل يوم واحد من الفضيحة كانت تتفقد حضانة الأطفال الملحقة بالقصر الرئاسي وتفكر في تنظيم احتفال بمناسبة مرور 30 عاماً على إنشائها، كما أرادت أن تطلق عليها، بالمناسبة، اسم «حضانة دانييل ميتران»، تيمناً بزوجة الرئيس الاشتراكي الأسبق التي تعتبرها مثالاً لها.
هل صحيح أن العاصفة هبت دون مقدمات؟ إنها تكتب بأن الأمور كانت قد تراجعت بينهما في الأشهر الستة الأخيرة التي سبقت خروجها من «الإليزيه»، بحيث إن شكوكاً ساورتها فسألته: «هل هناك ما تلوم نفسك عليه؟». لكنها، رغم الشكوك، لم تكن مستعدة للتخلي عن «زوجها» الذي لم يرتبط بها رسمياً والتنازل عن التضحيات والنصائح والرفقة التي قدمتها له. مع هذا فقد كانت العاصفة فوق احتمالها.
أوساط القصر الرئاسي أكدت أن الرئيس لم يكن على علم مسبق بالكتاب وأن أياً من مساعديه لم يطلع عليه. وقال مقرب من هولاند إنه «مندهش» بعض الشيء، من الخبر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.