«دبي» تعزز موقعها السياحي مع انطلاق «مهرجان التسوق»

استقطب خلال 18 دورة ماضية نحو 51 مليون زائر أنفقوا 35.3 مليار دولار

سوق دبي مول
سوق دبي مول
TT

«دبي» تعزز موقعها السياحي مع انطلاق «مهرجان التسوق»

سوق دبي مول
سوق دبي مول

انطلق يوم أول من أمس في مدينة دبي الإماراتية أيقونة الإمارة في قطاع السياحة والتجزئة «مهرجان التسوق» وسط توقعات أن يشكل ذلك انطلاقة حقيقية أمام نمو المبيعات في دبي مع دخول العام الجديد، خاصة أن فعالية مهرجان التسوق تعزز من مفهوم التسوق العالمي الذي تتطلع إليه مدينة دبي.
ويعتبر مهرجان التسوق واحدا من أنجح المبادرات التي أطلقتها «دبي» خلال العقدين الماضيين، حيث استطاع جذب الكثير من السياح إلى الإمارة خلال فترة إقامته، وعزز مفهوم تحول دبي إلى مدينة للتسوق على مدار العام، في الوقت الذي تشهد فيه محلات ومعارض التجزئة في الإمارة تخفيضات واسعة بهدف المشاركة في هذا المهرجان واستقطاب المزيد من السياح لها.
وقال هلال المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري: «يأتي انطلاق فعاليات مهرجان دبي للتسوق اليوم ليؤكد على المكانة المتميزة لهذا الحدث الذي استمر لمدة تسع عشرة سنة، وهو من المهرجانات الرائدة الذي يتكامل مع المهرجانات والفعاليات الأخرى التي تحتضنها دبي كل عام لتعزز من مكانتها الرائدة في قطاعات المهرجانات والفعاليات والتجزئة والضيافة، والتي تصب جميعها في نهاية المطاف بمصلحة دبي وباقتصادها، وتجعلنا نقترب أكثر من رؤيتنا الاستراتيجية الطموحة (رؤية دبي 2020 لتطوير القطاع السياحي) والرامية إلى الوصول إلى 20 مليون سائح بحلول مطلع العقد المقبل».
وأضاف: «يساعد ذلك أيضا على مضاعفة إسهام القطاع السياحي في الاقتصاد المحلي لدبي للوصول إلى عائدات تصل إلى 300 مليار درهم (81.6 مليار دولار)».
إلى ذلك قالت ليلى محمد سهيل المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة خلال حفل الانطلاق، أن مهرجان دبي للتسوق تمكن من حجز مكانة له بين المهرجانات العالمية منذ دورته الأولى خلال عام 1996. وذلك انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية للقيادة، والتي ترمي إلى تحويل دبي كواحدة من أرقى وجهات السياحة والأعمال.
وأضافت: «على مدار ثمانية عشر عاما ساهم المهرجان في تحويل دبي إلى معلم بارز على خارطة السياحة العالمية، إضافة إلى تقديمه الكثير من الجوائز والترفيه».
وكان مهرجان دبي للتسوق قد استقطب خلال 18 دورة ماضية نحو 51 مليون زائر أنفقوا نحو 130 مليار درهم (35.3 مليار دولار) بين عامي 1996 و2013. في الوقت الذي قدم فيه المهرجان مكافآت لزواره والمتسوقين بما يقارب من 1.7 مليار درهم (462 مليون دولار) على شكل جوائز ضخمة منها 702 كيلوغرام من الذهب خلال نفس الفترة.
وتكمن أهمية الدورة الحالية أنها تأتي بعد فوز دبي بتنظيم المعرض العالمي «إكسبو» في عام 2020. في الوقت الذي كشف عن سبيكة ذهبية تحمل شعار «إكسبو 2020 دبي ـ مدينة مضيفة» والتي تم إطلاقها بمناسبة فوز الإمارة باستضافة المعرض الدولي، لتأكيد مكانتها كمدينة قادرة على احتضان أفضل وأكبر الأحداث العالمية وتأكيد اللقب الذي اشتهرت به «دبي مدينة الذهب».
وبينت سهيل أهمية قطاع تجارة الذهب والمجوهرات باعتباره من قطاعات التجزئة المهمة التي توليه المؤسسة كثيرا من الاهتمام وفقا للصلاحيات المخولة لها بتنشيط قطاع التجزئة في دبي إلى جانب قطاع تنظيم الفعاليات والمهرجانات.
وشددت على أن «مهرجان دبي للتسوق 2014» يعد منصة مثالية لإطلاق العروض والحملات الترويجية وأنه مع سحوبات الذهب والمجوهرات الكبرى فإن متعة التسوق سوف تزداد ويتحقق شعار الحملة التسويقية «التسوق بكل روائعه» من خلال سوق الذهب التي اشتهرت بها دبي وكذلك الأسواق الأخرى.
ويشارك ما يزيد على 300 من محلات التجزئة لبيع الذهب والمجوهرات بدبي في الحملة الترويجية التي تقدم للمتسوقين فرص الفوز بكيلوغرام من الذهب إضافة إلى خاتم «سوليتير من الماس» يوميا.
وتنتظر أن يضم «ليالي مهرجان دبي الغنائية» أكثر من 25 حفلة موسيقية وغنائية من مختلف أنحاء العالم، منها ثلاث حفلات عربية تنظم بالتعاون مع شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، حيث أشارت المؤسسة أنها حريصة على التعامل مع الأطراف والمؤسسات ذات الصلة بقطاع تنظيم المهرجانات والنشاطات العائلية الترفيهية خصوصا الحفلات الغنائية ذات المستوى الراقي شكلا ومضمونا.
وبالعودة إلى سهيل التي أكدت أن استثمار حكومة دبي المباشر في قطاع المهرجانات يأتي لما له من تأثير إيجابي واضح على قطاع التجزئة في الإمارة حيث إن المهرجانات ذات المستوى العالمي التي تحتضنها إمارة دبي تسهم في استقطاب الزوار من الإمارات المجاورة ومن دول المنطقة ومن أنحاء العالم مما يعزز من أداء قطاعي السياحة والتسوق بشكل رئيس وهو من أهم أهداف مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة.
وقالت: «تكمن أهمية المهرجان للتجار، حيث إنه يشكل ما نسبته 25 إلى 30 في المائة من إجمالي مبيعاتهم السنوية، ولهذا فإنهم يتنافسون في إطلاق العروض الترويجية والجوائز القيمة لتقديم قيمة إضافية لزوار المهرجان، كما أنه يقدم الكثير من الفعاليات التي ستحول دبي على مدار 32 يوما إلى إمارة مفعمة بالحيوية مع ما تتضمنه من فعاليات ترفيهية وثقافية ورياضية وغيرها».
ويشارك في المهرجان نحو 70 مركز تسوق وأكثر من 6 آلاف محل تجاري في تقديم تخفيضات تصل إلى 75 في المائة، بالإضافة إلى تضمنها على فعاليات متنوعة وجوائز، في الوقت الذي يختتم المهرجان في الثاني من فبراير (شباط) المقبل.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.