تونس: لا نية لإعادة ترحيل حارس بن لادن إلى ألمانيا

تحقيقات متواصلة معه على خلفية الاشتباه في صلته بالإرهاب

TT

تونس: لا نية لإعادة ترحيل حارس بن لادن إلى ألمانيا

قال سفيان السليطي المتحدث باسم القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب إن السلطات التونسية لا توجد لديها أي نية حاليا لإعادة ترحيل التونسي سامي العيدودي المتهم بالإرهاب إلى ألمانيا وإن التحقيقات القضائية ستتواصل معه حول شبهة قيامه بدور حارس لزعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وأشار إلى أن قاضي التحقيق في قطب مكافحة الإرهاب المتعهد بالملف والذي قرر إطلاق سراحه مؤقتا يوم الجمعة 27يوليو (تموز) الماضي، أبقى عليه بحالة سراح بعد انتهاء فترة الاحتفاظ (الحبس الاحتياطي) لمدة 15 يوما والاستماع له مع محاميه. ولن يتمكن سامي من السفر لبقائه على ذمة التحقيق لدى القضاء التونسي الذي تعهد بالقضية وفق المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب. ولا يسمح له مغادرة تونس إلى حين انتهاء التحقيقات التي تجريها السلطات التونسية ضده على خلفية الاشتباه في صلته بالإرهاب.
وأكد المصدر ذاته أن التحقيق مع المتهم بالإرهاب لا يزال مستمرا، وأشار إلى أن العيدودي مشتبه بكونه كان حارسا لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، وتلقى تدريبات عسكرية في أفغانستان، كما تلاحقه شبهة الانخراط في أنشطة متطرفة في ألمانيا، ولم تثبت بعد صحة هذه الشبهات، وهو ما يتطلب المزيد من التحقيقات القضائية والأمنية على حد تعبيره.
وكانت المهلة القضائية الممنوحة لهيئة شؤون الأجانب في مدينة بوخوم الألمانية، لإعادة التونسي سامي العيدودي الحارس المفترض لأسامة بن لادن الذي تم ترحيله إلى تونس، قد انتهت ليلة الثلاثاء الماضي. وأمهلت محكمة إدارية ألمانية هيئة شؤون الأجانب في مدينة بوخوم إلى حدود 31 يوليو الماضي وهددتها بدفع غرامة لا تقل عن 10 آلاف يورو لفائدة المتهم.
يذكر أن السلطات الألمانية قد رحلت المتهم التونسي يوم 13يوليو الماضي من ولاية محافظة - شمال الراين - ويستفاليا إلى تونس، رغم أن المحكمة الإدارية قررت عشية ترحيله أن هذا الترحيل غير قانوني، ووصف القضاة العملية بأنها «مخالفة جسيمة للقانون». ومنذ سنة 2005 أقرت عدة محاكم ألمانية بثبوت تلقي التونسي سامي العيدودي تدريبات عسكرية في أحد معسكرات الإسلاميين في أفغانستان وذلك خلال عامي 1999 و2000. وصار بعد ذلك من حراس زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي قُتل على يد قوات خاصة أميركية في باكستان عام 2011. وينفي سامي العيدودي الاتهامات الموجهة ضده. وكان الادعاء العام الألماني بدأ إجراءات تحقيق ضده، إلا أنه اضطر وقف إجراءات التحقيق لعدم كفاية الأدلة. وسافر العيدودي إلى ألمانيا سنة 1997 لدراسة هندسة الحاسبات، ثم الهندسة الكهربائية.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر قضائية تونسية تعهد القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بجريمة السطو المسلح الذي تعرض له فرع بنكي خاص في مدينة القصرين (وسط غربي تونس) يوم الأربعاء، بعد أن أشارت التحقيقات الأمنية إلى وجود شبهة الإرهاب وراء العملية. وكان رواد وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولوا إثر حادثة السطو على الفرع البنكي فيديو يجسد العملية بكافة أطوارها وهو ما اعتبرته أطراف قضائية تونسية «عملا ممنوعا يبث الهلع في صفوف التونسيين ويخدم الإرهابيين في تحقيق أهدافهم».
وأشارت التحقيقات الأمنية الأولية إلى أن عملية السطو تمت في وضح النهار ولم تدم أكثر من خمس دقائق وأن المتهمين الذين بلغ عددهم وفق تقديرات أمنية نحو 11 عنصرا قد نفذوا العملية بوجود عارية لا تحمل سمات الإرهابيين واستهدفوا بنكا يقع في الشارع الرئيسي لمدينة القصرين المصنفة ضمن المنطقة العسكرية المغلقة وهو ما خلف تساؤلات كثيرة حول سهولة اختراق المنظومة الأمنية والعسكرية في بلد يعاني من تنامي الظاهرة الإرهابية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.