«فايرفوكس كوانتام»... متصفح سريع وآمن

يمنح خصوصية أكبر ويوقف تعقب «فيسبوك» لنشاطات المستخدمين

«فايرفوكس كوانتام»... متصفح سريع وآمن
TT

«فايرفوكس كوانتام»... متصفح سريع وآمن

«فايرفوكس كوانتام»... متصفح سريع وآمن

هل حان الوقت لكم لتجربة متصفح إنترنت جديد آمن؟ الجواب: نعم بالطبع، وهو ما يحققه متصفح «فايرفوكس».
المشكلة القائمة في الإنترنت هي أنكم تعانون من الإزعاجات، فعندما تشترون آلة للتحميص أو فرناً عبر الإنترنت، فلا بدّ أنكم تتوقعون أن يقودكم إعلان لهذا الفرن من موقع إلى موقع. وفي حال فتحتم عدداً من النوافذ في محرك البحث، فستلحظون أن بطارية اللابتوب تنفد بسرعة. ولا داعي مطلقاً للتذكير بمقاطع الفيديو التي تعرض تلقائياً أثناء زيارتكم صفحة ما.
لقد وصلت شبكة الإنترنت إلى مستوى هابط من الأداء والخدمة، وأصبحت مزعجة، وغالباً سامة، وتتحوّل أحيانا إلى محيط غير آمن للتصفّح. والأهم أنّها أصبحت تجارة غير عادلة، كما يقول الخبراء الأميركيون؛ إذ يتنازل المستخدم عن خصوصيته إلكترونياً، ليحصل في المقابل على خدمات غير متكافئة وإعلانات موجّهة.
- متصفح سريع
هذا يعني أن الوقت قد حان ربما لتجربة محرّك بحث جديد. كلكم تتذكرون «فايرفوكس»، محرّك البحث هذا الذي طوّرته شركة «موزيلا» غير الربحية للمرّة الأولى، الذي انطلق عام 2000، بوصفه وسيلة تتميز بسرعة أكبر وتصميم أفضل لتصفّح الشبكة العنكبوتية. ولكنّه لاحقاً فقدَ جدواه بعد أن أطلقت «غوغل» محرّك «كروم» عام 2008، الذي يقدّم سرعة وأمانا أكبر، إلى جانب تعددية عالية في المهام. عمدت «موزيلا» أخيراً إلى الضغط على «زرّ إعادة ضبط (فايرفوكس)» وذلك بعد اجتماع حدث قبل عامين لستة من موظفي «موزيلا» ناقشوا وضع محركات البحث، وتوصّلوا أخيراً إلى أن شبكة الإنترنت تواجه «أزمة ثقة».
وفي إحدى المقابلات الصحافية، قال مارك مايو، رئيس قسم المنتج في «موزيلا»: «إن لم يثق الناس بالشبكة، فإنهم لن يستخدموها. وبدا لنا أنّ الوضع ذاهب في هذا الاتجاه. لهذا السبب، بدأنا التفكير في أدوات وهندسات ومقاربات مختلفة».
- مزايا الخصوصية
ولكن «فايرفوكس» عاد الآن، فقد أطلقت «موزيلا» نسخة جديدة في أواخر العام الماضي، حملت اسم «كوانتام». تتميّز هذه النسخة من المتصفّح بتصميم أنيق وسريع. وتقول الشركة إنّ «فايرفوكس» الجديد يستهلك ذاكرة أقل من منافسيه، مما يعني أنه يتيح لكم فتح القدر الذي تشاءونه من النوافذ والبحث عبرها، مع حفاظ البطارية على أدائها وطاقتها. وقد بدا واضحاً أن «فايرفوكس» الجديد يوفّر أدوات للخصوصية بوصفها ميزةً داخلية في تصميمه لحجب متعقّبي الإعلانات، إلى جانب «صندوق» خاص يمكن تحميله لمنع «فيسبوك» من مراقبة نشاطات المستخدم في أرجاء الشبكة، في وقت تفتقر فيه سائر المحركات لهذه الميزات.
بعد تجربة النسخة الجديدة من «فايرفوكس» في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وجد الخبراء أنّه يتساوى مع «كروم» في معظم المجالات. وفي النهاية، يمكنه توفير القناعة بأن ميزات الخصوصية الجديدة التي يقدّمها تجعله محرّك البحث الأول بدلاً من «كروم».
- ميزات الخصوصية التي تريدونها: يدعم محرّكا «فايرفوكس» و«كروم» آلاف البرامج المساعدة، وهي عبارة عن إضافات تغيّر تجربة المستخدم أثناء التصفح. يتفوّق «كروم» بمئات آلاف البرامج الإضافية، مقابل 11 ألفاً فقط لـ«فايرفوكس».
بعد أشهر من استخدام «فايرفوكس»، يجد المستخدم أنّه لم تعد هناك أشياء يستطيع القيام بها على «كروم» ولا يستطيع القيام بها على محرّك «موزيلا» الجديد. يدعم كلا المحركين برنامج «باسوورد1»، المصمم لإدارة كلمات المرور والذي يحظى بشعبية واسعة، كما يدعمان أيضاً البرامج المساعدة التي تمنع مقاطع الفيديو من العرض الأوتوماتيكي أثناء زيارة المستخدم موقعا معينا، وبرنامج «يو بلوك أوريجين»، الحاجب للإعلانات الذي يوصي به كثير من خبراء الأمن الإلكتروني.
- يقدّم «فايرفوكس» الجديد برنامجاً مساعداً يعرف باسم «صندوق فيسبوك» (Facebook Container). يستطيع فيسبوك عادة تعقّب النشاطات البحثية للمستهلك حتى عندما يكون خارج منصته، من خلال استخدام برامج تعقب مزروعة في مواقع أخرى على شكل ملفات وحدة الارتباط. ومع برنامج «موزيلا» المساعد، عندما تفتحون «فيسبوك» في نافذة للتصفح، يعمل المحرّك على عزل هويتكم على «فيسبوك» في صندوق خاص به، مما يصعّب على منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة ملاحقتكم من خارج موقعها.
تمسّك «فايرفوكس» ببعض ميزات الخصوصية التي أدرجت في المتصفح. ففي إعدادات الخصوصية، يمكنكم أن تفعّلوا ميزة الحماية من التعقّب، التي تعمل على منع المتعقّبين من جمع بيانات المتصفح من مواقع متعددة. أثناء استخدام «كروم»، يمكنكم أن تحمّلوا برنامجا مساعدا مستقلا لحجب المتعقبين، ولكن الأفضل دائماً أن تكون الإضافات التي تزيدونها على المتصفح قليلة.
- أمن وسلامة
يذكر أن «موزيلا» حاز إعجاب الخبراء الأمنيين على الجهود التي قام بها على صعيد الخصوصية. وقال كوبر كوينتين، الباحث في الشؤون الأمنية بمؤسسة «إلكترونيك فرونتيير» غير الربحية: «يبدو أنّ (فايرفوكس) نصب نفسه متصفحاً صديقاً للخصوصية، بالإضافة إلى أن الشركة تقوم بعمل رائع لتحسين الأمن أيضاً. من ناحية أخرى، فان (غوغل) شركة تعتمد في الأساس على الإعلانات، لذا من المستبعد أن تبدي أي اهتمام بتعزيز سياسات الخصوصية في محرّك (كروم)».
إلا إن «غوغل» قالت إنها تهتم بالأمن والخصوصية، وإنّها تتزعّم القطاع على الجبهتين، لافتة إلى أن محرّكها هو الوحيد الذي يتميّز بوسيلة موثوقة لمعالجة ثغرة «سبيكتر» الأمنية التي برزت هذا العام والتي لا يمكن معالجتها بالكامل. وتؤثر ثغرة «سبيكتر» على المعالجات الدقيقة في كل كومبيوترات العالم تقريباً، وتتيح سرقة المعلومات من أحد التطبيقات لتتم مشاركتها مع تطبيق آخر. يضمّ محرّك «كروم» أيضاً فلتراً يحجب الإعلانات غير الملائمة والخبيثة، من العرض. وقال باريزا تبريزا، مدير قسم الهندسة المتخصص بالشؤون الأمنية في «غوغل»: «لا يمكنكم أن تتمتعوا بخصوصية دون أمن على الشبكة». في الحقيقة، يتميّز محرّكا «فايرفوكس» و«كروم» بأمن متماسك؛ إذ يحتوي كلاهما على نظام يعمل على عزل عمليات المحرك حتى لا يؤثر أحد المواقع الإلكترونية على الأجزاء الأخرى من الكومبيوتر. لذا؛ في حال فتحتم موقعاً ما يحمل رمزاً خبيثاً، فسيتم احتواؤه في صفحة إلكترونية حتى لا يؤثر على ملفاتكم والويب كام والميكروفون الخاصة بكم. ولكن عدّت «غوغل» أن شيئا واحدا يمكن تحسينه: تضمين إعدادات خصوصية لحجب التعقب التقني، تشبه الأدوات التي يقدّمها «فايرفوكس». ويضيف تبريزا: «أظنّ أنه يمكننا العمل على تحسين هذا الأمر. يملك محرّك (فايرفوكس) بعض الإعدادات التي نعمل على استكشافها».
- اختبار السرعة والبطارية
- اختبارات السرعة والبطارية: تقول بعض المواقع الإلكترونية التي تحدّد سرعة محرّك ما من خلال قياس استجابة مختلف العوامل الإلكترونية، إن محرّك «كروم» أسرع، في حين ترى مواقع أخرى أن «فايرفوكس» هو الأسرع. ولكن حسب بعض الاختبارات عند تقليب أكثر من 10 نوافذ إلكترونية في وقت واحد، ظهر أنّ كلا المحرّكين سريع جداً... وأنهما يبدوان متعادلين.
تعزز وعود «موزيلا» للمستخدمين باستهلاك «فايرفوكس» ذاكرة أقل، الآمال باستهلاكه طاقة أقلّ. ولكن من خلال الاختبارات على لابتوب يتضمّن برنامجاً يحمّل أوتوماتيكياً أفضل 10 مواقع إخبارية، يمكن القول إن «فايرفوكس» عمل لبضع دقائق فقط أكثر من «كروم» قبل أن يبدأ مخزون البطارية في الضمور. في اختبار آخر، تضمّن عرض فيديو على «نتفليكس» عبر أداة خاصة على كلّ محرّك، دامت البطارية لنحو 20 دقيقة أكثر أثناء استخدام محرّك «كروم».
- التجديد ليس إلا البداية: يحلّ «فايرفوكس» في المرتبة الثانية عالمياً بين محركات البحث، حيث يسيطر على نحو 12 في المائة من سوقها، ولكنّه متخلف بشكل ملحوظ عن «كروم»، الذي يسيطر على نحو 67 في المائة من السوق، بحسب «ستيت كاونتر». أمّا بالنسبة لمحركات «مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر» و«سافاري» من «آبل»، فيحلان في مرتبة متدنية جداً في السوق؛ إذ يسيطر الأول على 7 في المائة، في حين يسيطر الثاني على 5.5 في المائة منها. وعلى هواتف «آندرويد»، لا يزال محرّك «كروم» يتمتع بشعبية أكبر بكثير من شعبية «فايرفوكس»، مقابل نسخ صغيرة جداً من الأخير متوافرة على أجهزة «iOS» من «آبل».


مقالات ذات صلة

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

صحتك قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

تُعرف «أكسفورد» تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص»

ماري وجدي (القاهرة)
يوميات الشرق التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص في العصر الحديث يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك الإنترنت وفقاً لـ«أكسفورد» (أ.ب)

«تعفن الدماغ»... كلمة عام 2024 من جامعة أكسفورد

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».