نساء يقدن بلدان المنتخبات المتأهلة إلى نصف نهائي كأس العالم

ألمانيا والبرازيل والأرجنتين وهولندا، أربع دول تتقاسم أشياء كثيرة، لعل أبرزها حالياً، كون منتخباتها نجحت في العبور إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل. لكن عاملا مشتركا يجمعها بالصدفة، وهو أن نساء يتولين قيادة ثلاث منها، وتنازلت ملكة إحداها (هولندا) عن الحكم لابنها.
البداية من البرازيل، التي تستضيف هذه الدورة، فرئيستها هي ديلما روسيف سيدة عمرها 67 سنة، فازت في الانتخابات الرئاسية 2010، لخلافة لولا داسيلفا، الذي حطم الرقم القياسي في نسبة تأييد لرئيس حين مغادرته السلطة (حوالى 80 في المائة)، نظرا لسياساته الاقتصادية التي قفزت بالبرازيل. فرأى السياسي اليساري أن أفضل من يخلفه هي وزيرته خبيرة الاقتصاد ورفيقة درب النضال القادمة من أقصى اليسار، والناجية من الموت جراء السرطان.
لاتينية أخرى تقود بلادها، هي كريستينا فرنانديز دي كيرشنر (61 عاما)، وتتقاطع مع نظيرتها البرازيلية في ثلاث خصائص، أولها أنها جاءت خلفا لرجل قوي، والثانية أن السرطان هدد حياتها، والثالثة كونها أول رئيسة منتخبة لبلادها.
فازت 2007 متقدمة على سيدة أخرى زاحمتها في الانتخابات، وانتخب في المنصب بعد زوجها الرئيس السابق نيستور كيرشنير، الذي توفي بعد ثلاث سنوات على رئاستها، فقررت أن تلبس الأسود إلى الأبد.
أواخر 2011 أعلن عن إصابة رئيسة الأرجنتين بالسرطان، لكن عملية جراحية أظهرت أنها مصابة بورم حميد لا يحمل خلايا سرطانية.
أما ألمانيا، فهناك أنغيلا ميركيل أول سيدة تصبح مستشارة (رئيسة وزراء بصلاحيات تنفيذية واسعة). وقد باتت بصماتها واضحة، وشعبيتها في ارتفاع، وانعكس ذلك على النتائج التي يحققها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تترأسه.
فالزعيمة الألمانية (60 عاما) تدخل عامها الرابع عشر في قيادة أقوى اقتصاد أوروبي، بثبات ونجاح، متصدرة قائمة أقوى النساء تأثيرا في العام خمس مرات متتالية.
أما في هولندا البلد الأوروبي الهادئ، فقد قررت الملكة بياتريكس ويلهيلمينا آرمجارد، ابريل (نيسان) العام الماضي، أن تتنازل لابنها ويليام ألكسندر عن العرش، بعد أن قضت 33 عاما متربعة عليه، وبلغت من العمر 75 عاما.
وليام قد لا يكون سوى ظل لوالدته، فهو أول ملك من الرجال في هولندا منذ 123 عاما، أي منذ عهد وليام الثالث الذي توفي عام 1890.
ربما لا تنطبق مقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة" على هذه الحالات، بل قد تكون عبارة "وراء كل بلد عظيم امرأة" أكثر توصيفا لحالة البلدان الأربعة.