برلين: استمرار الجدل حول قانونية تسليم حارس بن لادن إلى تونس

اتهم ألمانيا باختطافه... ووزير الهجرة يهدد بالطعن في قرار ترحيله

التونسي «سامي أ.» حارس بن لادن («الشرق الاوسط»)
التونسي «سامي أ.» حارس بن لادن («الشرق الاوسط»)
TT

برلين: استمرار الجدل حول قانونية تسليم حارس بن لادن إلى تونس

التونسي «سامي أ.» حارس بن لادن («الشرق الاوسط»)
التونسي «سامي أ.» حارس بن لادن («الشرق الاوسط»)

اشتعل الجدل في ألمانيا حول قانونية تسليم التونسي سامي أ.، المعروف بحارس بن لادن الشخصي، إلى تونس، بعد أن هدد وزير الهجرة واللجوء في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا بالطعن في قرار المحكمة الاتحادية الذي طلب إعادة المرحل فوراً.
ودافع الوزير يواخيم شتامب، من الحزب الليبرالي، عن تسفير سامي أ. بالقول بعدم وجود قرار من المحكمة الاتحادية يقف بالضد من قرار تسفير التونسي حتى لحظة إركابه الطائرة المنطلقة من فرانكفورت إلى تونس. وأكد الوزير، في دسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، أن دائرته كانت ستلتزم بوقف الترحيل لو توفر قرار صادر عن المحكمة الاتحادية بهذا الشأن، وأضاف أن وزارته ستطعن في قرار المحكمة الاتحادية الداعي إلى إعادة سامي أ. إلى ألمانيا.
وبهذا التصريح، وضع شتامب نفسه بالضد من موقف حزبه الليبرالي الذي لا يتفق مع قرار تسليم حارس بن لادن الشخصي إلى تونس. وذكر فولفغانغ كوبيكي، نائب رئيس الحزب، أن القرار يعد خرقاً قانونياً للدستور الألماني، وأضاف أنه كان الأجدر بسلطات دسلدورف عدم ترحيل سامي أ. إلى تونس، وأن تجاهل قرار المحكم الاتحادية كان خاطئاً.
وذكر مصدر في الشرطة أن قرار ترحيل سامي أ.، يوم 13 يوليو (تموز) الماضي، تأخر 4 أيام عن الموعد الأول، يوم 9 يوليو، وأن الشرطة أبلغت رئاسة الشرطة الاتحادية بالموعد، ولم تعترض عليه، وأضاف أن شرطة الولاية أبلغت وزارة الخارجية الألمانية ببرلين أيضاً بموعد الترحيل، برغبة نيل موافقتها.
وعبرت المحكمة الإدارية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا عن امتعاضها من ترحيل سامي أ.، واعتبرته «فشلاً» لسلطات الولاية التنفيذية. وقالت المحكمة المحلية في غيلزنكيرشن إنه لم يجرِ تبليغها بالترحيل حتى آخر لحظات تنفيذ القرار، وأضافت أنها أصدرت قراراً مساء الخميس، أي قبل يوم من الترحيل، رأت فيه عدم شرعية تسليم المتهم بالإرهاب إلى تونس، بسبب ما قد يتعرض إليه هناك من التعذيب أو عقوبة الإعدام. ومعروف أن قرار المحكمة الإدارية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا وصل إلى شرطة التسفيرات يوم الجمعة، بعد أن كانت الطائرة قد أقلعت في الجو في الطريق إلى تونس.
إلى ذلك، قررت الحكومة الألمانية فتح الحوار مع الجانب التونسي حول إمكانية استعادة سامي أ. إلى ألمانيا، وطلبت وزارة الداخلية من القنصلية التونسية في دسلدورف ترتيب لقاء مع السلطات المسؤولة في تونس حول الموضوع، إلا أن السلطات التونسية رفضت منذ أيام إعادة تسليم المتهم إلى سلطات برلين.
وبعد الإعلان عن لقاء بين وزير الداخلية الاتحادية هورست زيهوفر ووزير داخلية الراين الشمالي فيستفاليا يواخيم شتامب حول الموضوع، أعلن الطرفان يوم أمس (الثلاثاء) عن إلغاء اللقاء. وكانت متحدثة باسم وزارة الداخلية الاتحادية قد نفت أي دور لوزارتها، أو لوزير الداخلية الاتحادي زيهوفر، في قضية ترحيل سامي أ.، المصنف في قائمة «الخطرين». وكان زيهوفر أكد أكثر من مرة أنه سيهتم شخصياً بقضية التونسي المعتقل.
وكان المفترض أن يكون «ترحيل الخطرين» الموضوع الرئيسي للقاء بين الوزيرين، إلا أن الطرفين ألغيا الموعد بسبب «وجود كثير من النقاط المهمة التي يتم بحثها مقدماً». وجاء في بلاغ صحافي لوزارة الداخلية أن اللقاء تم تأجيله إلى ما بعد العطلة الصيفية.
جدير بالذكر أن دائرة الدستور الاتحادية صنفت سامي أ. منذ سنة 2012 في قائمة المتشددين الخطرين، الذين تعتقد الدائرة أنهم مستعدون لتنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا. كما فرضت عليه عدم مغادرة مدينة بوخوم، وتسجيل حضوره أمام شرطة المدينة يومياً.
ووصل التونسي إلى ألمانيا شاباً عمره 21 سنة على أساس منحة دراسية، ودرس تقنية النسيج، ومن ثم تقنية المعلومات، في عدة جامعات في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، منها كريفيلد وكولون، قبل أن يستقر في بوخوم سنة 2005. واضطرت جامعة بوخوم إلى ترقين قيده بسبب فشله في إنهاء دراسته، رغم مرور أكثر من 8 سنوات على البدء فيها. ونجح سامي أ. أكثر من مرة في الطعن بقرار تسليمه إلى تونس، بالاستناد إلى القانون الألماني الذي يحظر ترحيل المشتبه بتعرضهم للتعذيب أو الإعدام في بلدانهم.
واتهم سامي أ.، عبر محاميه الألماني، السلطات الألمانية بخطفه إلى تونس. ونقلت صحيفة «بيلد»، الواسعة الانتشار، يوم أمس (الثلاثاء)، عن المرحل قوله: «انتزعت من فراشي في الساعة الثالثة فجراً»، وأضاف أنه أخبر الشرطة بأن ترحيله غير جائز، وأن محكمة ألمانية اعترضت على القرار، لكن الشرطة قالوا إن قرار ترحيله جاء من جهات عليا، وإنه لا يمكن فعل أي شيء ضده. وقال سامي أ. إنه لم يعتقد بإمكانية حصول ما حصل معه في دولة قانون.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.