باريس للأزياء الراقية... تفاؤل بالمستقبل وعودة إلى الماضي

مصمم دار «فالنتينو» أنهى الأسبوع على نغمة عالية

من عرض «شانيل» - من عرض «شانيل»... فتحات عالية بسحابات
من عرض «شانيل» - من عرض «شانيل»... فتحات عالية بسحابات
TT

باريس للأزياء الراقية... تفاؤل بالمستقبل وعودة إلى الماضي

من عرض «شانيل» - من عرض «شانيل»... فتحات عالية بسحابات
من عرض «شانيل» - من عرض «شانيل»... فتحات عالية بسحابات

«شانيل»

حتى كارل لاغرفيلد الذي كان إلى عهد قريب ينأى بنفسه عن كل ما يمكن وصفه بـ«الجميل» لم يعد يخاف أو يتهرب من هذا الوصف، والسبب كما قال: «إنه يعكس حجم التفاؤل الذي تعيشه فرنسا حالياً بعد انتخاب ماكرون». كان عرضه فرنسياً محضاً، وهو ما لم ينكره أو يخفيه. فقد سبق أن صرح بأن «مهمة الأزياء الفرنسية أن تُروج لباريس» مضيفاً: «إن هذا جزء من عملي». هذا التصريح كان رداً على سؤال حول الديكور الذي اختاره وكان عبارة عن شارع باريسي على طول نهر السين تترامى حوله «أكشاك» لبيع مجلات الموضة والقطع الفنية على خلفية مبانٍ لمؤسسات معروفة مثل المعهد الفرنسي الذي بناه لويس لو فو للكاردينال مازارين في عام 1660. الأزياء هي الأخرى عكست هذه البنايات من خلال خطوطها الهندسية ودرجات ألوانها التي تتباين بين الرمادي والبيج في غالبها، وبين الحين والآخر تتخللها تطريزات تلمع لتضيئها وتُدخل عليها الحيوية.
علاقة الحب بين كارل لاغرفيلد وباريس بدأت في الخمسينات حين وصل إليها وعمره 18 سنة فقط، ولحسن الحظ أنها لا تزال مستمرة وقوية تأخذ في الآونة الأخيرة أشكالاً اقتصادية وفنية على حدٍّ سواء. اقتصادياً كان من بين أوائل المصممين الذين اختاروا فرنسا مكاناً لعروض الـ«كروز» التي كانت الفكرة منها الترحال بعيداً إلى وجهات لا تخطر على البال. السبب واضح ويعود إلى محاولته الإسهام في إنعاش اقتصادها. فنياً ظل يستقي من شوارعها وثقافتها لسنوات، ومنذ أن ضمت «شانيل» ورشات حرفية متخصصة مثل «لوساج» و«ماسارو» وغيرهما وهو يُبرهن أن الـ«هوت كوتير» حق باريسي، وتستحق مكانتها الرفيعة كأحد الوجوه الفنية التي يجب الاحتفال بها. لكن الجميل في الأمر أنه أيضاً يشجع على التعامل معها كخط يناسب كل المناسبات، بإخراجها من نخبويتها لكن بأسلوب راق لا يتنازل عن الأساسيات التي أسس عليها هذا الخط منذ أكثر من قرن من الزمن.
فبعد عدة مواسم من محاولات التغزل بالشابات ومحاولات إدخالهن نادي الـ«هوت كوتير»، الأمر الذي يعني محاولات لإنزال هذا الخط من برجه العاجي بضخه بالأسلوب «السبور»، يبدو أنه مثل العديد من المصممين ممن أعادوا ترتيب أوراقهم وأفكارهم. فموسم خريف 2018 وشتاء 2019 كان عودة واضحة إلى أناقة زمان والأسلوب الكلاسيكي إلى حد ما. انتبهوا أخيراً إلى أنه ليست كل الشابات هن «ريهانا» أو «بيونسي» وأن الزبونة الحقيقية التي تشتري تصاميمهم امرأة تعيش حياة أخرى تماماً. لكنّ هذا لا يعني أنهم عادوا إلى التنورات المستديرة الضخمة أو الفساتين ذات الذيول الطويلة التي تستحضر صور الأميرات. ما قاموا به أنهم أعادوا صياغة مفهوم الأناقة الراقية بأسلوب عصري. فمثلاً، لم يستغنِ كارل لاغرفيلد عن رموز الدار مثل التويد، ماركة الدار المسجلة. فقد استعمله حتى في فستان الزفاف الذي أنهى به العرض. هذه المرة بدا التويد عموماً أكثر سمكاً، ربما لأن الموسم موجه إلى الخريف والشتاء، وقد ظهر هذا السُّمك أكثر في جاكيتات بأكمام مُبتكرة وتنورات طويلة تُفتح بسحابات عالية لتكشف أحياناً عن تنورات قصيرة من تحتها تتلالأ بالأحجار والتطريزات.
الابتكار في الأكمام تجسد أيضاً في فتحات عالية تعلو الكوع وتتمتع هي الأخرى بسحابات في حال أرادت صاحبتها تركها مفتوحة. بيد أن التويد لم يكن القماش الوحيد المستعمل في هذه التشكيلة، فقد استعمل المصمم المخمل والموسلين وغيرها من الأقمشة التي أضفت على أزياء السهرة والمساء تحديداً نعومة. وعموماً كانت التشكيلة سهلة، بمعنى أنه يمكن استعمالها لكل المناسبات، وهو أمر لمسناه في أغلب عروض هذا الموسم. حتى ستيفان رولان خفف من تصاميمه المعمارية ليقدم اقتراحات أكثر مرونة يمكن تطويعها للحياة اليومية. قال إنه خص بها امرأة مسافرة، أو على الأقل تعيش في بيئات مختلفة، لهذا فهي تناسب كل مكان وزمان. مثله مثل «شانيل» قدم صورة عصرية مُفعمة بالديناميكية تُبرر حقها الشرعي في أسبوع تُقدَّر فيه القطعة الواحدة بمئات الآلاف من الدولارات. ورغم هذه الأسعار الخرافية، فإن الفكرة من الـ«هوت كوتير» حسب ما كرره معظم المصممين هذا الموسم، وترجموه على منصات العروض، هو الإبقاء على تلك العلاقة بين الزبونة والأزياء واقعيةً، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة أو بمعطف أو «كاب» أو بتايور للعمل. محاولات كثيرة قاموا بها لتحقيق هذه المعادلة. نجح بعضهم بينما لا يزال بعضهم الآخر يتخبط ويجتهد في تعلم لغة العصر التي تفرضها الزبونات الجديدات.

إيلي صعب

> أقل ما يقال عنه أنه أخذنا في رحلة شيقة إلى برشلونة. قال إنه استوحى تشكيلته لخريف وشتاء 2018 من أجوائها، أو بالأحرى من أعمال المهندس المعماري أنطوني غاودي. عنوانها كان «الأشكال والضوء» وبالتالي لعب فيها على الضوء والألوان وعلى الأحجام، مستحضراً بذلك أيضاً ابن إسبانيا العبقري كريستوبال بالنسياجا، الذي كان عاشقاً للأحجام الهندسية الضخمة. قال صعب إنه حاول هنا استكشاف تلك العلاقة بين الضوء والأشكال الطبيعية والخطوط الهندسية، وهي عناصر تُميز أعمال غاودي. لكنه لم يُترجمها بشكل حرفي واضح، بل اختار كعادته استعمالها بجرعات خفيفة جداً بحيث لم تطغَ على أسلوبه الذي عوَّدنا عليه. صحيح أن بعض الأشكال الضخمة كانت توجهاً جديداً لم نعهده في تصاميمه من قبل، لكنه نجح في تطويعها وجعلها متناغمة مع أسلوبه الرومانسي.
وحتى يفهم الحضور عرضه أكثر، قدم كتيباً في بداية العرض تظهر فيه صور لبعض أعمال المهندس الإسباني ألهمته وتكتسب ديناميكية أحياناً في حجم «كاب» طويل وأحياناً في غرزات صغيرة على ياقة أو أكمام أو حواشٍ وأحياناً أخرى في ألوان رمادية وبيضاء طبعت مباني إسبانية كثيرة صممها المهندس. لكن بعد المجموعة الأولى من العرض والتي تميزت بضخامة الأشكال وفخامة التصاميم، بدأت الصورة تعود إلى ما تعودنا عليه من المصمم، فساتين منسدلة على الجسم وأخرى محددة تعانقه بأسلوب رومانسي مع بعض التطريزات التي تُطالعنا بين الفينة والأخرى. كان واضحاً أن الرغبة في الابتكار موجودة، كذلك الرغبة في استقطاب الزبونات الجديدات، لكن ليس على حساب زبوناته الوفيّات، الأمر الذي يفسر التنوع الذي تضمنه العرض. ما يُحسب لإيلي صعب ذكاؤه الفطري، والذي يمكن القول إنه نابع من شخصية وفية، إنه حتى قبل أن ينتبه باقي المصممين إلى أن الزبونة «ملكة» تتحكم في سوق الـ«هوت كوتير»، أدرك هو هذا الأمر واحترمه دائماً، وبالتالي لم يحاول ركوب موجة «السبور» التي ظهرت على الساحة وأصابت الكل بالتخمة. صحيح أنها قد تكون مناسبة لموسم الأزياء الجاهزة، لكن عندما يتعلق الأمر بقطعة تكلف مئات الآلاف فإن المرأة تريد ما هو أكثر. انطلاقاً من قناعته هذه، فهو لا يتوقف على تطوير نفسه والدفع بعجلة الابتكار إلى الأمام من دون الوقوع في مطب الصراعات وركوب موجات آنية. في كل موسم يُفاجئنا بالجديد، كما في الجزء الأول من عرضه في الأسبوع الماضي، إلى جانب تجديده للكلاسيكي بذكاء فني وتجاري فطري فيما يمكن اعتباره معادلة صعبة بالنسبة إلى العديد من المصممين المنافسين له على نفس السوق.
لكن لا بد من الإشارة هنا إلى أنه حتى عندما يتعلق الأمر بالكلاسيكي فإن التقنيات التي يستعملها والحرفية التي يُنجز بها كل قطعة تجعلها تحفة تُغذي العين والروح، وتؤكد قدرته العجيبة على إبهار واستقطاب حتى أكثر الفتيات جرأة ورغبة في الثوري. السبب بسيط أنه يطعّمها دائماً بلمسة «روك آند رول» أو نفحة قوطية تروق لها وتُدخلها عالمها الخاص.

جيورجيو أرماني ... الحلقة الأضعف

> في أسبوع زخر بالاقتراحات والابتكارات، ربما يكون المخضرم جيورجيو أرماني الحلقة الأضعف في هذا الطبق الدسم. هذا لا يعني أننا يمكننا نعته بعدم الحرفية والدقة في التفصيل التي اشتهر بها، ومن الصعب انتقاده في هذا الأمر، تهمته هنا أنه لم يقدم جديداً يُذكر. فأسلوبه لم يتغير باستثناء بعض التفاصيل التي أضافها حتى يُعطي الانطباع بأنها مختلفة عما قدمه في المواسم الماضية. فساتين السهرة كانت محددة على الجسم، أحياناً بطيّات أوريغامي مبتكرة، بينما جاءت التايورات والقطع المنفصلة، مثل البنطلونات والقمصان وغيرها، عملية جداً يسهل تسويقها. ولأن حسه التجاري في قوة حسه الفني، فإنه اجتهد هنا على شد انتباه الزبونات الشابات بتقديم قطع تناسب الحفلات والسهرات، لم يبخل فيها عليهن بأحجار الكريستال وكل ما يلمع. بعد عرض «فالنتينو» وما قدمه مصممها بييرباولو بيكيولي الذي شد الأنفاس، كان الأمل أن يقدم مخضرم مثل أرماني ما هو مماثل على الأقل، لأنه يمتلك داره وبالتالي له مطلق الحرية لكي يطلق العنان لخياله وتقديم الجديد بالمعنى الثوري وليس التجاري فحسب.

«ديور»

> إذا كان كارل لاغرفيلد محظوظاً، من ناحية أنه لا يحتاج إلى إثبات نفسه بعد كل هذا العمر والخبرة، فإن الإيطالية ماريا غراتزيا تشيوري، لا تنعم بنفس الحظ. كان لا بد أن تخط لها أسلوباً خاصاً بها بعد أن دخلت دار «ديور» في عام 2016. تعليماتها كانت واضحة تتلخص في أن تستقطب شريحة الشابات، وهذا يعني أن تقدم تصاميم تخاطبهن وتُذوب أي مقاومة أو حساسية تجاه هذا الخط الذي كان في يوم ما حكراً على أمهاتهن وجداتهن.
مهمة ليست سهلة في دار تحتفل بعامها الـ70 وتُعد مؤسسة قائمة بذاتها تفتخر بها كل فرنسا. لكنها اجتازتها، ربما ليس بامتياز لكن حتماً بشرف. هذا الموسم احتفلت بطريقتها بمرور 70 عاماً على تأسيس الدار، بديكور ضخم في متحف «لو رودان» الذي أصبح شبه مقر رئيسي لعروض الدار. ديكور استوحته من المعرض الذي أقامته «ديور» مؤخراً في متحف الفنون الزخرفية وتنوي نقله إلى متحف «فكتوريا آند ألبرت» في شهر فبراير (شباط) المقبل. غطت كل الجدران من الأرض إلى السقف بتصاميم متنوعة يغلب عليها اللون الأبيض. كان الهدف من هذا الديكور خلق انطباع بأننا في «أتولييه» أي مشغل وبأن الضيفات في جلسة حميمة لاختيار ما يناسبهن منها. كان الأبيض وكل هذه التصاميم المعلقة، خلفية رائعة لتشكيلة غلبت عليها ألوان هادئة ترجمت فيها «ذي نيو لوك» التي تشتهر بها الدار وترتبط بها منذ عام 1947 بلغة عصرية.
المشكلة أنه رغم أن كل قطعة اختالت بها العارضات كانت في قمة الجمال والرومانسية، وكل ما فيها يشي بحرفية عالية، فإنها لم تنجح في شد الأنفاس أو خلق ذلك الإحساس بالانبهار أو الحلم. فالمصممة اجتهدت، لكن المأخذ عليها أنها لم تتجرأ على المتعارف عليه أو الخروج عن ميدان «المضمون». السؤال الذي يمكن طرحه: هل ستحقق المطلوب، أي النجاح التجاري؟ والجواب هو نعم، فهي قطع أنيقة تخاطب امرأة شابة أياً كانت المناسبة التي ستحضرها، وفي الوقت ذاته تتميز بخطوط كلاسيكية تجعلها استثماراً بفضل تركيز تشيوري على الحرفية والتصميم الدقيق، مستعملة في المقابل أقمشة خفيفة وعصرية من دون أي مبالغات أو تطريزات على الإطلاق.
تفسيرها لهذا الأمر أنها أرادتها أن تكون مضاداً للموجة السائدة حالياً، وتتمثل في تلك الحاجة الملحّة التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي لخلق صور مُبهرة وملونة، على حساب الأناقة أحياناً، بينما تطمح هي أن تقدم أزياء تعكس وتتضمن قيمة فنية «فأنا لا أريد الصورة فقط، بل أريد أن تجد المرأة عندما تدخل المحل أزياء مصنوعة بحرفية وبأناقة تُدخل على نفسها السعادة».

«فالنتينو»

> إذا كان الانبهار مفقوداً في عرض «ديور» فإن بيير باولو بيكيولي، مصممم دار «فالنتينو» عوض عن كل ما افتقده الأسبوع كله من إبهار. كان عرضه مسك الختام وأنهاه على نغمة أوبرالية عالية وصورة لا يمكن أن تنمحي من الذهن بسهولة، من الشعر المنفوخ بشكل مبالغ فيه إلى التصاميم الفخمة ذات الأحجام الضخمة. ذكّرنا بأن الـ«هوت كوتير» تقوم على غزل الأحلام ونسجها من أقمشة مترفة وتصاميم فريدة، وهنا كانت عبقريته التي تجلت بكل بساطة في قدرته على بيع ما يمكن وصفه بالكلاسيكي لأصغر زبونة في القاعة التي صدح فيها صوت ماريا كالاس عالياً. الطريف أن هذا المصمم الذي كان نجم الأسبوع بلا منازع لم يكن يحلم أن يصبح مصمماً. كان يريد أن يكون مخرجاً سينمائياً قبل أن يغويه التصوير الفوتوغرافي.
ولعل هذه القدرة على التقاط الصور هي مكمن قوته لأنه في كل إطلالة قدم لوحة فنية متكاملة من كل الزوايا، قال إنه أراد من خلالها أن يواجه الماضي ويترجمه بتصور جديد «والنتيجة أن هذه هي أكثر تشكيلة حميمة أقدمها».
الطريف أن الحميمية لم تكن هي الوصف الذي خرج به الحضور، فالفخامة كانت أنسب وصف. الجميل فيها أنها رغم أنها كانت فخامة تحنّ إلى الماضي، بدءاً من تسريحات الشعر المنفوخة إلى القبعات التي أبدعها فيليب ترايسي مروراً بـ«كابات» التافتا الطويلة وألوان المجوهرات والطبيعة المتفتحة التي غلبت عليها، إلا أنها لم تخاصم الحاضر. ويمكن القول إنها قامت بما هو أكثر من ذلك، فبعد أسبوع طويل من الإبداعات والاجتهادات لإدخال الـ«هوت كوتير» الألفية وخزانة امرأة شابة في العشرينات من عمرها، وضح لنا خلال 20 دقيقة كانت فترة العرض، معنى الـ«هوت كوتير» الحقيقي وما يُبرر أسعارها الصاروخية.
كان كل شيء في هذه التشكيلة مادة دسمة قابلة للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك لم تعطِ الإحساس بأنها تحيد عن التقاليد القديمة وتلك الأساسيات التي بُني عليها هذا الخط منذ أكثر من قرن من الزمن. «كاب» واحد استنفد أكثر من 14 متراً من القماش، وفستان سهرة استغرق 900 ساعة لتنفيذه، وهكذا.

«جيفنشي»

> بينما كان عرض «فالنتينو» مسك الختام، فإن عرض «جيفنشي» كان في أول يوم من الأسبوع. أكدت فيه كلير وايت كيلر، مصممة الدار أنها لا تزال منتعشة بضربة الحظ التي حققتها باختيار ميغان ماركل لها لتصميم فستان زفافها.
ويبدو أنها تفاءلت خيراً بمؤسس الدار الذي استلهمت منه تصميم الفستان، لأنها في تشكيلتها هذه عادت إلى أرشيفه لتستقي منه أفكاراً طعّمتها بأسلوبها الرومانسي.
وبهذا أعادت للواجهة ذلك السؤال الملح حول أهمية الإرث وإلى أي حد على المصمم أن يتقيد به. المصمم السابق ريكاردو تيشي حلّق بخياله عالياً لكي يضع بصمته الخاصة، ضارباً عرض الحائط بهذا الإرث. فقد أخذ منه القليل جداً حتى يُبقي على خيط الوصل حياً لا أقل ولا أكثر. المصممة البريطانية في المقابل، ومنذ التحاقها بالدار، تحاول ربط خيوط أكثر سمكاً وعمقاً مع هذا الإرث. فصورة أودري هيبورن، التي ارتبطت بمؤسس الدار هيبار جيفنشي، وكانت مُلهمته وصديقته، تلوح لنا في معظم عروضها بشكل أو بآخر.
كيلر فهمت أن رومانسية السيد جيفنشي لم تكن من النوع الواضح بقدر ما كانت من النوع الذي تلمسه بين الخطوط والخيوط، لهذا لم تنسَ أن تضيف لها رشة قوة حتى تتوصل إلى وصفة متوازنة.
أدخلت التفصيل الرجالي مثلاً على الأكتاف أو الخصر وأبقت على الألوان والقصات مفعمة بالأنوثة، لتأتي النتيجة موفقة تعكس قوة داخلية تمتلكها المرأة.

«جيفنشي»

> بينما كان عرض «فالنتينو» مسك الختام، فإن عرض «جيفنشي» كان في أول يوم من الأسبوع. أكدت فيه كلير وايت كيلر، مصممة الدار أنها لا تزال منتعشة بضربة الحظ التي حققتها باختيار ميغان ماركل لها لتصميم فستان زفافها.
ويبدو أنها تفاءلت خيراً بمؤسس الدار الذي استلهمت منه تصميم الفستان، لأنها في تشكيلتها هذه عادت إلى أرشيفه لتستقي منه أفكاراً طعّمتها بأسلوبها الرومانسي.
وبهذا أعادت للواجهة ذلك السؤال الملح حول أهمية الإرث وإلى أي حد على المصمم أن يتقيد به. المصمم السابق ريكاردو تيشي حلّق بخياله عالياً لكي يضع بصمته الخاصة، ضارباً عرض الحائط بهذا الإرث. فقد أخذ منه القليل جداً حتى يُبقي على خيط الوصل حياً لا أقل ولا أكثر. المصممة البريطانية في المقابل، ومنذ التحاقها بالدار، تحاول ربط خيوط أكثر سمكاً وعمقاً مع هذا الإرث. فصورة أودري هيبورن، التي ارتبطت بمؤسس الدار هيبار جيفنشي، وكانت مُلهمته وصديقته، تلوح لنا في معظم عروضها بشكل أو بآخر.
كيلر فهمت أن رومانسية السيد جيفنشي لم تكن من النوع الواضح بقدر ما كانت من النوع الذي تلمسه بين الخطوط والخيوط، لهذا لم تنسَ أن تضيف لها رشة قوة حتى تتوصل إلى وصفة متوازنة.
أدخلت التفصيل الرجالي مثلاً على الأكتاف أو الخصر وأبقت على الألوان والقصات مفعمة بالأنوثة، لتأتي النتيجة موفقة تعكس قوة داخلية تمتلكها المرأة.

جون بول غوتييه

> شقي الموضة الفرنسية جون بول غوتييه، أدخل الرجل عالم الـ«هوت كوتير». فقد استهلّ عرضه بمجموعة رجالية غلب عليها «التوكسيدو» قبل أن يرسل مجموعته النسائية. وهذه أول مرة نرى فيها هذا التوجه تقريباً رغم أنه لعب سابقاً على مفهوم الأنوثة والذكورة من خلال تايورات مفصلة. هذه المرة كان الأمر أكثر وضوحاً، سواء تعلق الأمر بالأزياء أو الإكسسوارات، وليس أدل على ذلك من قبعة الـ«فاس» التي يقول البعض إنها مستوحاة من الثقافة التركية والبعض الآخر من مدينة فاس المغربية، وزينت رؤوس العارضين والعارضات على حد سواء. قال المصمم بعد عرضه إنه أراد أن يُذيق الرجل طعم الـ«هوت كوتير» منذ زمان «ولمَ لا؟ فنحن في عهد جديد أصبح كل شيء فيه مقبولاً ومفتوحاً».
من هذا المنظور كان من الطبيعي أن يكون التفصيل هو أساس هذه التشكيلة رغم وجود مجموعة لا يستهان بها من الفساتين والقطع المنفصلة.
فالـ«توكسيدو» مثلاً أخذ عدة أشكال وألوان تعكس شخصية المصمم الشقية وميله إلى المرح والدعابة، سواء تعلق الأمر بتايور أو بدلة أو بفستان مستوحى من هذه القطعة.
ما يُحسب له أنه لم يبالغ في هذا الأمر أو يجعله يأتي على حساب الأناقة الكلاسيكية. فهو أكثر مَن يعرف ضرورة أن تبيع تصاميمه، بعد أن أغلق جانب الأزياء الجاهزة ليتفرغ للـ«هوت كوتير» وبالتالي يحتاج إلى كل إمكاناته وخياله لكي يستمر.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.