الجيش الليبي «يتحرى» عن سفينة أسلحة قد يكون مصدرها قطر

الناطق باسمه توقع هجوماً على «الهلال النفطي»

إيطاليا تعلن تسليم البحرية الليبية 12 زورقاً إضافياً لإنقاذ أرواح المهاجرين في البحر الأبيض (رويترز)
إيطاليا تعلن تسليم البحرية الليبية 12 زورقاً إضافياً لإنقاذ أرواح المهاجرين في البحر الأبيض (رويترز)
TT

الجيش الليبي «يتحرى» عن سفينة أسلحة قد يكون مصدرها قطر

إيطاليا تعلن تسليم البحرية الليبية 12 زورقاً إضافياً لإنقاذ أرواح المهاجرين في البحر الأبيض (رويترز)
إيطاليا تعلن تسليم البحرية الليبية 12 زورقاً إضافياً لإنقاذ أرواح المهاجرين في البحر الأبيض (رويترز)

قال العميد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، إن الجيش «يتحرى حاليا معلومات عن دخول سفينة تحمل أسلحة قطرية للإرهابيين في ليبيا، عبر ميناء الخمس، شرق العاصمة طرابلس»، فيما توقع «هجوما إرهابيا» على منطقة الهلال النفطي.
وأضاف المسماري لـ«الشرق الأوسط» «نحن نتحرى كل نشاط مشبوه قد يشكل تهديدا أمنيا، أو دعما لإرهابيين، أو لتعميق الأزمة الليبية»، وزاد موضحا «نحن نتحرى ما إذا كانت قطر هي مصدر السفينة وصاحبة حمولتها... وحتى اللحظة لم نتأكد من ذلك، سواء من قطر أو من غيرها».
وقالت مصادر أمنية من داخل الميناء إن «السفينة (روكيفيا) القادمة من بلغاريا رست مؤخرا بالميناء، وكانت محملة بأنواع كثيرة من الأسلحة الثقيلة»، مشيرة إلى أن «حمولتها من تبن القمح كانت للتغطية» فقط، وأن سلطات الميناء تحفظت على الباخرة، وأمرت بعدم الإفراج عن شحنتها.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه «غرفة عمليات مرادة» لحماية الحقول النفطية عن محاصرة مجموعة، يرجح أنها تابعة لـ«الجماعات الإرهابية»، كانت قد اقتحمت «حقل الناقة»، التابع لشركة الهروج للعمليات النفطية شرق مدينة زلة قبل يومين.
وأوضحت الغرفة أن رتلاً يرجح تبعيته لميليشيات «سرايا الدفاع عن بنغازي»، عبر أول من أمس من جهة «خشوم الخيل»، قادما من اتجاه الغرب، حيث تمت محاصرته هناك.
وكانت الغرفة قد أعلنت حالة النفير والاستعداد التام، بعد ورود معلومات عن تحشيد لبعض الآليات المسلحة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة بعيدة عن حوض الحقول النفطية.
من جهة أخرى، تصاعدت حدة الخلافات بين الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، بعدما أعلنت «قوة الردع الخاصة»، التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، عن اعتقال مدير الإدارة العامة لقوة الأمن المركزي العميد محمد الدامجة، بطلب من النائب العام.
وقال أحمد بن سالم، المتحدث باسم القوة، إن اعتقال الدامجة، المحتجز حاليا لدى القوة في طرابلس، تم على خلفية اتهامه في قضية رشوة. فيما قالت: «قوة الردع الخاصة» في بيان لها، أمس، إنها اعتقلت الدامجة بعد تلقيها معلومات عن تقاضيه رشاوى، مشيرة إلى أن عملية اعتقاله جرت بمنزله في العاصمة طرابلس، وهو بحالة تلبس بعد كمين محكم.
إلى ذلك، رأى خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، في طرابلس لدى استقباله مساء أول من أمس رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني، أنه من المهم إجراء الاستفتاء على الدستور قبل إجراء الانتخابات لتجنب الدخول في مرحلة انتقالية أخرى.
ونقل بيان للمشري عن رئيس البرلمان الأوروبي، قوله إن «مدينة طرابلس مستقرة وأكثر أمناً مما يشاع عنها في الإعلام»، معتبرا أن تحديد موعد الانتخابات في ليبيا أمر خاضع للإرادة الليبية، قبل أن يبدي استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم الفني لإجراء هذه الانتخابات في الموعد الذي يقرره الليبيون».
من جهته، عبر وزير الخارجية الإيطالي إينزو ميلانيزي، عن اعتقاده بأن «الشعب الليبي ومؤسساته الأوسع تمثيلاً، هي التي من شأنها أن تقرر متى يجب دعوة البلاد للانتخابات التشريعية والرئاسية التي تخطط بعثة الأم المتحدة لإجرائها قبل نهاية العام الجاري».
وقال موافير في جلسة استماع، وفقا وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، أمس، للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ: «نعتقد أن الانتخابات يجب أن تُجرى، ولا ينبغي تأجيلها إلى ما لا نهاية»، معتبرا أنه «لا يمكن أن يكون مؤتمر أو قوة أجنبية من يقرر الموعد، الذي يجب أن تتم فيه هذه الانتخابات».
وكان غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، قد أعلن مساء أول من أمس، أنه ناقش مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي العملية السياسية الليبية، وتنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة وآخر المستجدات في منطقة الهلال النفطي، مشيرا إلى أنه بحث أيضا مع وزير الخارجية ميلنيزي الدعم الإيطالي للأمم المتحدة.
وعبر سلامة خلال مؤتمر صحافي مع الأخير عن اعتقاده بأنه لا يوجد مخرج من الأزمة في ليبيا من دون هوية وطنية أقوى، تشمل جميع الليبيين دون أي تمييز، مشيراً إلى أن «إمكانية رفع حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، لا تدرج ضمن صلاحياته، وأنها مسألة يجب أن يعالجها مجلس الأمن».
من جهة ثانية، وعلى صعيد بأزمة المهاجرين غير الشرعيين التي تعاني منها ليبيا، قال وزير الخارجية الإيطالي إينزو مورافيرو ميلانيزي، في روما أول من أمس إن بلاده سوف تسلم 12 زورقا إضافيا لخفر السواحل الليبي من أجل إنقاذ أرواح المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، وليس لمنعهم من الوصول إلى أوروبا.
وقال موافيرو في مؤتمر صحافي مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إن «قرار الحكومة بالتبرع بالسفن إلى خفر السواحل الليبي يتمحور حول الحق الأساسي في الحياة»، بحسب وكالة آكي للأنباء الإيطالية، مبرزا أن الفكرة «ليست لوضع عقبة في طريقهم، ولكن لجعل هؤلاء الناس في أمان في أقرب وقت ممكن».
ووافق مجلس الوزراء الإيطالي على منح 12 زورقا إضافيا لمساعدة ليبيا، التي دمرتها الاضطرابات في تعزيز دورياتها الساحلية، ومنع قوارب الاتجار بالمهاجرين من الإبحار من شواطئها، حسبما قال رئيس الوزراء الشعبوي جوزيبي كونتي الأسبوع الماضي.
وقال كونتي إن الزوارق التي وافق عليها مجلس الوزراء الإيطالي تضمنت عشرة زوارق دورية وسفينتين أكبر.
وستتولى الحكومة الإيطالية أيضا مسؤولية صيانة القوارب الـ12 حتى نهاية العام، وتقديم التدريب لخفر السواحل الليبي والسلطات البحرية.
وأعاد خفر السواحل الليبي نحو 10000 شخص إلى الشاطئ هذا العام، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.