فرنسا تتبنى إعادة تدوير الأزياء والإكسسوارات... عوض إتلافهاhttps://aawsat.com/home/article/1320741/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D9%86%D9%89-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D8%B3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%88%D8%B6-%D8%A5%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%87%D8%A7
فرنسا تتبنى إعادة تدوير الأزياء والإكسسوارات... عوض إتلافها
من تصميم ستيلا ماكارتني - تصميمات لستيلا ماكارتني التي كانت أول من تبنى حماية البيئة ورفض استعمال الجلود
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
فرنسا تتبنى إعادة تدوير الأزياء والإكسسوارات... عوض إتلافها
من تصميم ستيلا ماكارتني - تصميمات لستيلا ماكارتني التي كانت أول من تبنى حماية البيئة ورفض استعمال الجلود
تساؤلات كثيرة كانت تدور حول مصير الملابس والإكسسوارات التي لم تُبع. فدورة الموضة لا تتوقف وفي كل موسم على صناعها أن يطرحوا جديداً يُنسي القديم. إشاعات تقول بإتلافها حتى لا تقع في أيادٍ غير مرغوب فيها، وبعضها كان مصيره في أسواق «الآوتليت» التي تبيع موضة مواسم ماضية بأسعار مخفضة. لكن رغم ذلك، فإن السؤال يبقى مطروحاً، ويثير الكثير من اللغط في الآونة الأخيرة، ولا سيما مع تنامي أهمية حماية البيئة وما شابه من أمور تصب في هذا المجال. يُحسب لفرنسا أنها كانت أول بلد يصدر قانوناً ينص على عدم إتلاف الأكل الذي لم يُبع وتوزيعه على المحتاجين. وهي أيضاً من تأخذ خطوات جادة حالياً لنص القانون نفسه على الملابس بحلول 2019، إما بإيجاد حلول لإعادة تدويرها أو التبرع بها للجمعيات الخيرية. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية لجعل الاقتصاد الفرنسي مستداماً يعتمد على الترميم والتدوير عوض «الإنتاج والبيع ثم الإتلاف». فحسب دراسة قامت بها منظمة «إلين ماكارثر»، تتخلص فرنسا وحدها من 600.000 طن من الملابس والإكسسوارات سنوياً. ثلث هذا العدد فقط يتم تدويره أو توزيعه على المحال الخيرية. وحتى تنجح الاستراتيجية الجديدة يتوقع أن تقدم الحكومة بعض الإغراءات للشركات وبيوت الأزياء، على الأرجح بتخفيض الضرائب حتى يكون هناك ربط بينها وبين التدوير فتكون حافزاً لهم. ويأتي القرار الفرنسي مواكباً لما يتبناه بعض صناع الموضة مثل «شانيل»، والمنادين بضرورة استعمال الملابس أكثر من مرة، كذلك استعمال مواد قابلة للتدوير، مع إيجاد طرق جديدة لتسويق ما لم يتم بيعه. دار «شانيل» أكدت أنها لا تحبذ إتلاف البضائع التي لم يتم بيعها، وأضافت أنها لا تنتج أي كمية إلا بعد أن تتلقى الطلبات من المحال، وهو ما يجنبها إنتاجها بكميات أكبر من المطلوب. لكن ليست كل بيوت الأزياء والشركات تفكر بالطريقة نفسها. في العام الماضي هاجم التلفزيوني الدنماركي شركة «إتش آند إم» السويدية التي تبين أنها تحرق 12 طناً من الملابس الجديدة التي لم تُبع سنوياً، وإن كانت الشركة قد نفيت هذه الاتهامات. هناك أيضاً شائعات بأن «لويس فويتون» تفضل التخلص من إكسسواراتها ببيعها بأسعار مخفضة حتى تُبقي على صورتها متألقة ومنتجاتها مطلوبة. وتتزامن الخطوة الفرنسية مع الحملة العالمية ضد استعمال البلاستيك من جهة، ومع تنامي الوعي بضرورة حماية البيئة من جهة ثانية؛ الأمر الذي أدى إلى انتعاش شركات تتبنى مفهوم التدوير أو استعمال مواد مستدامة تأخذ بعين الاعتبار البيئة. نذكر منها شركة «باتاجونيا» الأميركية التي تُنتج ملابس رياضية مصنوعة من القطن العضوي والصوف الخالي من الكلور والبوليستر المعالج. كما أن ما نسبته 65 في المائة من هذه الملابس نفسها قابلة لإعادة التدوير، مستعينة بالمستهلك. فهي تضع له صناديق في مخازن الشركة يمكّنها ترك ملابسه القديمة فيها. شركة «بيوا» السويسرية تعرض بدورها ملابس مصنوعة من مواد معاد تدويرها بالكامل، ويتم إنتاجها عن طريق إذابة مواد معالجة وتحويلها إلى حبيبات وغزلها إلى خيوط بإحدى الكليات الألمانية، فيما يبدو أنه سيكون موضة المستقبل.
بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…
بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات
التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».
بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.
صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.
كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.
الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.
المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.
المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.
سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»
من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.
موسم الأعياد والحفلات
بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».
دمج بين الفينتاج والبوهو
تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.
مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.
إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.
أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.
رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.