إنجلترا تواجه كولومبيا بحذر خوفاً من اللحاق بركب الكبار المودعين

الفريق الإنجليزي يأمل باستغلال فرص خروج المنافسين الأقوياء للتقدم خطوة جديدة نحو اللقب

هاري كين قائد إنجلترا وهدافها يسيطر على الكرة وسط زملائه في التدريبات استعداداً لمواجهة كولومبيا (أ.ف.ب)
هاري كين قائد إنجلترا وهدافها يسيطر على الكرة وسط زملائه في التدريبات استعداداً لمواجهة كولومبيا (أ.ف.ب)
TT

إنجلترا تواجه كولومبيا بحذر خوفاً من اللحاق بركب الكبار المودعين

هاري كين قائد إنجلترا وهدافها يسيطر على الكرة وسط زملائه في التدريبات استعداداً لمواجهة كولومبيا (أ.ف.ب)
هاري كين قائد إنجلترا وهدافها يسيطر على الكرة وسط زملائه في التدريبات استعداداً لمواجهة كولومبيا (أ.ف.ب)

تأمل إنجلترا في ألا تلحق بركب منتخبات كبرى ودعت مونديال روسيا 2018 باكراً، وذلك عندما تتواجه اليوم مع كولومبيا في الدور ثمن النهائي على ملعب «اوتكريتيي ارينا» في العاصمة موسكو.
وستكون مباراة المنتخبين إعادة للقاء الدور الأول من مونديال 1998 (فازت إنجلترا 2 - صفر). وبعدما بدأت نهائيات النسخة 21 بغياب عملاقين أوروبيين هما إيطاليا بطلة العالم 4 مرات وهولندا وصيفة 1874 و1978 و2010، وآخر من أميركا الجنوبية بشخص تشيلي بطلة كوبا أميركا 2015 و2016، تحققت المفاجأة الكبرى الأولى في الدور الأول بخروج ألمانيا حاملة اللقب وبطلة العالم 4 مرات.
وتواصل خروج الكبار في ثمن النهائي بعدما لحقت الأرجنتين والبرتغال مع نجميهما ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وإسبانيا بطلة أوروبا 2008 و2012 والعالم 2010، بالألمان، وانتهى مشوارها على يد فرنسا وأوروغواي وروسيا المضيفة على التوالي.
وعلى رغم أنها تشارك بتشكيلة شابة قائدها هاري كين (24 عاماً)، تبقى إنجلترا بين المنتخبات الكبرى، حتى وإن فشلت في إحراز أي لقب منذ تتويجها الأول والوحيد بكأس العالم عام 1966 على أرضها.
ومنذ تتويجها باللقب في 1966، لم تحقق إنجلترا سوى 5 انتصارات فقط في أدوار خروج المهزوم بنهائيات كأس العالم، وهو ما يعزز من الحذر الذي ستواجه به المنتخب الكولومبي. ولم يحقق المنتخب الإنجليزي أي انتصار في أدوار خروج المهزوم منذ 2006، كما لم يحقق بها سوى 5 انتصارات طوال 52 عاماً، منذ أن اعتلى منصة التتويج بمونديال 1966.
وكان آخر انتصار حققه المنتخب الإنجليزي في الأدوار الفاصلة بالمونديال، في نسخة عام 2006 بألمانيا، حيث تغلب على منتخب الإكوادور 1/ صفر، ثم خسر بعدها أمام نظيره البرتغالي بضربات الجزاء الترجيحية.
وخرجت إنجلترا من دور الـ16 في مونديال 2010 ثم خرجت من دور المجموعات في مونديال 2014 بالبرازيل، وودعت كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) إثر الهزيمة أمام آيسلندا في دور الـ16.
واستهل الإنجليز بقيادة الدولي السابق غاريث ساوثغيت النهائيات بالفوز على تونس (2 - 1) وبنما (6 - 1)، لكنهم سقطوا في الاختبار الجدي الأول أمام بلجيكا صفر - 1 في مباراة خاضها المنتخبان بتشكيلتين رديفتين.
وتصدرت بلجيكا المجموعة السابعة أمام الإنجليز، لتواجه اليابان في ثمن النهائي، فيما وقع «الأسود الثلاثة» في مواجهة كولومبيا التي وصلت إلى ربع النهائي في النسخة الأخيرة.
في إنجلترا ورغم الخسارة، أشادت الصحف بالمنتخب، معتبرة أن الخسارة وعدم تصدر المجموعة عبّدا «للأسود الثلاثة طريقاً أسهل إلى النهائي».
وصبت مفاجأة الأحد على ملعب «لوجنيكي» في صالح الإنجليز، إذ أزاحت إسبانيا عن طريقها بعد خسارتها الأخيرة أمام روسيا المضيفة بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وستلتقي إنجلترا في ربع النهائي (في حال تخطيها كولومبيا) السويد أو سويسرا، ثم تواجه في نصف النهائي احتمال لقاء روسيا أو كرواتيا التي عانت الأمرين أول من أمس، قبل تخطي الدنمارك بركلات الترجيح، في مباراة لم يقدم فيها الكروات أداءهم اللافت في الدور الأول.
وحاول ساوثغيت حتى قبل انطلاق النهائيات أن يخفف من حجم الآمال والتوقعات، وبعد الخسارة الخميس أمام منتخب بلجيكا ورغم أنها جاءت بتشكيل مخالف بأكمله باستثناء لاعبين فقط، يرى المدرب أنها فرصة لإعادة التفكير بالأمور. وقال: «ندرك أنه يتوجب علينا أن نقدم أفضل ما لدينا من أجل الفوز على أفضل الفرق».
وأشار إلى أن التغييرات التي أجراها كانت تهدف للحفاظ على لاعبيه الأساسيين تحضيراً للأدوار الإقصائية، بغض النظر عمن سيواجه فيها.
وكان قرار ساوثغيت نابعاً من إيمانه بضرورة أن يكون اللاعبون الـ23 في تشكيلته على المستويين نفسهما الفني والبدني، بعدما خاض هو نفسه إحباط عدم المشاركة لدقيقة واحدة في المباريات الخمس لإنجلترا في مونديال 2002، عندما بلغت ربع النهائي قبل أن تخرج على يد البرازيل.
وبإدخاله داني ويلبيك في ربع الساعة الأخير من مباراة بلجيكا، عوضاً عن الزج بكين لمحاولة إدراك التعادل، ضمن ساوثغيت أن جميع لاعبي الميدان (من غير حراس المرمى) كانوا طرفاً في المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب في الدور الأول. وأكد ساوثغيت أنه اتخذ القرار الصحيح بإراحة كين وغيره من العناصر الأساسية في مباراة بلجيكا، وأضاف: «إذا دفعت به في آخر 10 دقائق من المباراة كان من المحتمل أن يتلقى ضربة في الكاحل، وكان سيصبح هذا خطأ».
وركز ساوثغيت على هذه المسألة بالقول: «لدينا 20 لاعباً لعبوا الآن في كأس العالم. هذا أمر في غاية الأهمية للأجواء في معسكرنا خلال الأسابيع القليلة المقبلة»، في حال ذهبت إنجلترا بعيداً، لكن في حال انتهى مشوارها قد يلام المدافع السابق على خوضه مباراة بلجيكا بتشكيلة رديفة، بحجة أن هذا الأمر أثر في اندفاع ووتيرة المنتخب.
وعلى لاعبي «الأسود الثلاثة» رد الجميل للمدرب من خلال منح بلادهم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2006، لكن المهمة لن تكون سهلة ضد كولومبيا التي في إمكانها إيذاء دفاع الإنجليز بوجود لاعبين مثل راداميل فالكاو وخوان كوادرادو وكارلوس باكا، بينما لم تتأكد بعد مشاركة هداف مونديال 2014 خاميس رودريغيز بعد خروجه مصاباً من المباراة ضد السنغال في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول (1 - صفر).
ويعاني رودريغيز نجم بايرن ميونيخ الألماني من «كدمة طفيفة» في عضلات ربلة الساق، بحسب المنتخب الذي أشار الأحد، إلى أن أي قرار بشأن مشاركته في المباراة ضد إنجلترا لم يتخذ بعد.
وكان مدربه الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، قد أعرب بعد المباراة الحاسمة الأخيرة ضد السنغال عن «قلقه جداً» من إصابة خاميس، لا سيما أنها تأتي قبل أيام من مباراة إنجلترا.
ولا يجب أن ينكر فشل فالكاو في ترك بصمة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر يونايتد وتشيلسي حقيقة أنه هداف كبير ويشكل خطورة حقيقية.
وبالطريقة نفسها يجب أن يتم وضع فترة الجناح خوان كوادرادو المخيبة للآمال مع تشيلسي أمام عروضه المثيرة للإعجاب في الدوري الإيطالي مع يوفنتوس وأهميته للمنتخب الكولومبي ومدربه بيكرمان.
وقال لاعب خط الوسط الكولومبي كارلوس سانشيز: «خاميس مهم للغاية بالنسبة لنا، ولكن إن لم يستطع المشاركة، سيحل لاعب آخر مكانه ويحاول إحداث الفارق. كل لاعب في الفريق مستعد للمشاركة».
وأضاف: «نعرف أن المنتخب الإنجليزي هو المرشح الأوفر حظاً للفوز. فلديهم تاريخ أكبر، هم مخترعو كرة القدم ولديهم لاعبون من الطراز الأول. لكننا نتسلح بالرغبة في تقديم مستويات قوية أمامهم. لدينا فرصنا أيضاً».
وتوقع كارلوس سانشيز مواجهة متكافئة، وقال: «إنها مباراة كل فريق لديه فيها الفرص نفسها للاستمرار في كأس العالم. تحترم كولومبيا منافسيها كثيراً، لكننا نستطيع أيضًا أن نفعل أشياء جيدة».
في المقابل بدا كين، قائد إنجلترا ومتصدر ترتيب الهدافين في مونديال روسيا (5 أهداف)، واثقاً من أنه سيكمل ما بدأه في المباراتين الأوليين، قائلاً: «ربما لو شاركت ضد بلجيكا ولم أسجل، لساورني الشك. لكني أدخل إلى المباراة على خلفية ثلاثية في مرمى بنما، وأنا جاهز لخوض مباراة مهمة لنا ضد كولومبيا».
وتعززت حظوظ كين بأن يصبح ثاني إنجليزي يتوج هدافاً بعد غاري لينيكر الذي سجل 6 أهداف عام 1986، مع خروج رونالدو (4 أهداف)، ليبقى البلجيكي روميلو لوكاكو (4 أيضاً) الأقرب إليه أمام الفرنسي كيليان مبابي والروسي دينيس تشيريشيف والأوروغوياني ادينسون كافاني (3 لكل منهم). لكن كين أكد أن هدفه ليس الحذاء الذهبي، بل الفوز بكأس العالم.
ويقول كيران تريبيير الظهير الأيمن للمنتخب الإنجليزي، الذي تألق في أول مباراتين، إن اللاعبين على دراية بالتحدي الذي يواجههم، «لقد درسنا كولومبيا كثيراً. عند النظر للاعبين الذين تمتلكهم وإلى الطريقة التي تأهلت بها من مجموعتها يمكن رؤية بعض اللاعبين الممتازين ونحتاج إلى توخي الحذر».
ويرجح تريبيير أن إنجلترا ستواصل اللعب بالنهج نفسه الذي أظهرته حتى الآن في البطولة وبالتأكيد سيعود ساوثغيت إلى التشكيلة التي بدأ بها المباراة الأولى ضد تونس.
وهذا يعني أن ديلي إلي سيستعيد مكانه في الفريق خلف المهاجم كين، على حساب روبن لوفتوس - تشيك.
ورفض المهاجم الإنجليزي ديلي إلي اعتبار أن منتخب بلاده هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بالمباراة، وقال: «هذه بطولة كأس العالم. وعلينا أن نتعامل مع كل مباراة وكأننا نواجه أفضل فريق في العالم. والمنتخب الكولومبي منافس قوي للغاية».
وأكد ديلي إلي لاعب توتنهام أن إصابة خاميس لا تقلل من قوة المنتخب الكولومبي، وأشار إلى أن مبدأ المداورة الذي اتبعه مدرب إنجلترا لن يؤثر في استقرار الفريق، وقال: «المدير الفني اتخذ قراراً ونحن ندعم القرار تماماً».


مقالات ذات صلة

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية ستكون كأس العالم 2034 فرصة لاتعوض للسياح لزيارة العُلا واستكشافها (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: التراث السعودي لإبراز أصالته للعالم

مع ترقب إعلان استضافة السعودية «كأس العالم 2034»، رسمياً اليوم الأربعاء عبر اجتماع «كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم»، تبرز فرصة استثنائية لتسليط الضوء.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.