قتل 6 من حركة «حسم» (التي تعتبرها السلطات الجناح المُسلح لجماعة «الإخوان»)، أمس، في مواجهات مع الأمن المصري خلال دهم مخبئهم في محافظة البحيرة في دلتا مصر. وقالت وزارة الداخلية، إن «القتلى متورطون في استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية السابق في مارس (آذار) الماضي».
وكانت انفجرت عبوة ناسفة أسفل إحدى السيارات على جانب الطريق في شارع المعسكر الروماني في منطقة رشدي شرق الإسكندرية، أثناء مرور اللواء مدير أمن الإسكندرية السابق مستقلاً سيارته، مُخلفة 7 قتلى وجرحى، قبل يوم من بدء الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية.
ويتفق خبراء الأمن على أن «حسم» أحد إفرازات جماعة «الإخوان»، التي أزيحت عن السلطة عبر مظاهرات شعبية حاشدة في يونيو (حزيران) عام 2013، وأنه عقب وصول «الإخوان» للحكم وخروجهم منه، كانت هناك أجنحة لم تقبل هذا الخروج، وبدأ ظهور مجموعة «العمليات النوعية» بقيادة محمد كمال (مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان» ولجانها النوعية)، وظهرت في ذلك الحين «حسم».
وسبق أن رفعت شعار «حسم» مجموعات تابعة للجان نوعية تشكلت من شباب جماعة «الإخوان» بعد فض اعتصامين لأنصار الجماعة في ميداني «رابعة» في ضاحية مدينة نصر شرق القاهرة، وميدان «النهضة» بالجيزة في أغسطس (آب) عام 2013.
يذكر أن التحقيقات مع عناصر «حسم» أمام النيابة العامة في مصر، أشارت في وقت سابق، إلى اعترافهم بالاتفاق مع قيادات من «الإخوان» في الخارج لإخضاعهم لتدريبات عسكرية متقدمة على استعمال الأسلحة النارية المتطورة وتصنيع العبوات الناسفة الشديدة الانفجار.
وأفادت الداخلية في بيان أمس، بأن الخطة الأمنية الموضوعة لتتبع وملاحقة باقي كوادر البؤرة الإرهابية وتضييق الخناق عليهم وصولاً إلى ضبطهم، أسفرت عن تحديد أحد العناصر المنفذة باختبائه في إحدى الشقق السكنية في الإسكندرية، وتم ضبطه وعثر في حوزته على «بندقية عيار 9 مم، وكمية من الطلقات، ومفجّرَي عبوات ناسفة، وكمية من المواد التي تستخدم في صناعة العبوات المتفجرة، وأدوات للتنكر».
وأشارت نتائج الفحص والمعلومات إلى انتمائه إلى حركة «حسم» الإرهابية وسفره وعدد من عناصر الحركة للخارج خلال عام 2017؛ لتلقي دورات تدريبية في مجال استخدام الأسلحة المختلفة وتصنيع العبوات المتفجرة، وشارك عقب عودته للبلاد في رصد عدد من الأهداف المهمة والحيوية بالمحافظة، ومن بينها موكب مدير أمن الإسكندرية السابق.
وأضافت الداخلية: إن نتائج البحث والتحري أكدت قيامه بالتنكر وقيادة السيارة المفخخة المستخدمة في الحادث، وتركها بمكان التنفيذ بشارع المعسكر الروماني عقب تفعيل الدائرة الإلكترونية للعبوة الناسفة. كما أسفرت عمليات تتبع باقي عناصر البؤرة عن التحقق من اتخاذ بعضهم من إحدى الشقق السكنية بمحافظة أسيوط وكراً لاختبائهم، حيث تم دهمها وتبادل إطلاق الأعيرة النارية معهم؛ مما أسفر عن مصرع 4 عناصر وعثر بحوزتهم على بندقيتين آليتين وطبنجتين وعبوة ناسفة.
وتتعرض قوات الشرطة لهجمات متكررة على نقاطها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لـ«الإخوان» عن السلطة في عام 2013. وتقول الحكومة، إن «عدداً من رجال الأمن قتلوا في هجمات استهدفت مرتكزات ونقاطاً أمنية» في سيناء ومحافظات مصر.
وأكدت وزارة الداخلية، أن جهودها نجحت في ضبط قيادي في حركة «حسم» تولى تدبير السيارة المستخدمة في الحادث واستغلالها في نقل المواد المتفجرة والأسلحة وتسليهما لعناصر البؤرة بمدينة الإسكندرية في إطار الإعداد لتنفيذ الحادث المشار إليه. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة وتباشر نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات، وجار مواصلة الجهود لضبط باقي عناصر البؤرة.
من جهة أخرى شهد الفريق محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وبانوس كامينوس وزير الدفاع اليوناني، وسافاس إنجيليديس وزير الدفاع القبرصي، المرحلة الرئيسية للتدريب البحري الجوي المشترك: «ميدوزا 6»، الذي تنفذه عناصر القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة لكل من مصر واليونان وقبرص ويستمر لعدة أيام بالمياه الإقليمية المصرية.
وتنفذ القوات المسلحة المصرية واليونانية التدريب «ميدوزا» منذ سنوات بالتبادل، وتشارك فيه للمرة الأولى عناصر من القوات المسلحة القبرصية خلال فعليات التدريب، ما يجعله من أكبر التدريبات البحرية والجوية المشتركة التي تنفذ في البحر الأبيض المتوسط.
وشهدت المراحل الأولى تنفيذ تدريب مفاجئ للبحث عن واقتحام سفينة مختطفة والسيطرة عليها وتحرير الرهائن بداخلها، وأظهرت العملية مستوى التعاون والتنسيق الوثيق بين القوات والقدرة على العمل الجماعي المشترك، كما تم الإعداد والتجهيز للتدريب المشترك «ميدوزا 6 «من خلال رفع الكفاءة القتالية لجميع العناصر المشاركة والتخطيط الجيد للتمارين المطلوب تنفيذها لصقل مهارات العناصر المشاركة لتنفيذ المهام المكلفة بها في ظل ظروف جغرافية ومناخية متدرجة الصعوبة والتعقيد.
وتضمنت المرحلة تنفيذ كثير من النشاطات، منها التخطيط وإدارة أعمال قتال بحرية وجوية مشتركة ضد جميع التهديدات، والتدريب على أعمال الاستطلاع الجوى والبحري واعتراض الأهداف المعادية، أظهرت مدى قدرة القوات المشاركة على التعامل المواقف القتالية بكفاءة عالية، كذلك الاستعداد القتالي العالي للتعامل مع الأهداف البحرية والجوية المعادية، وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار نهاراً وليلاً، وإجراءات البحث والإنقاذ وتبادل البلاغات والمعلومات بين الوحدات والقطع البحرية، وأعمال الاعتراض البحري والدفاع ضد التهديدات غير النمطية أثناء الإبحار، كذلك تنفيذ معركة تصادمية بين الوحدات المشاركة من الجانبين، والتدريب على مهام البحث والإنقاذ ومكافحة أعمال التهريب والهجرة غير الشرعية والتدريب على حماية سفينة ذات أهمية حيوية، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها والسيطرة عليها وتنفيذ أعمال الإمداد والتزود بالوقود أثناء الإبحار واستقبال وإقلاع الطائرات الهليكوبتر الهجومي من طراز أباتشي على متن حاملة المروحيات «جمال عبد الناصر» نهاراً وليلاً، ومكافحة الأعمال الإرهابية بالبحر وتأمين خطوط المواصلات البحرية.
كما اشتملت الفعاليات قيام عناصر القوات الجوية المشاركة بالتدريب على أعمال الاستطلاع الجوي، وتنفيذ طلعات جوية مشتركة للدفاع والهجوم عن الأهداف الحيوية والبحرية بالمياه الإقليمية وتقديم المعاونة الجوية لعملية الإبرار البحري، التي أظهرت قدرة العناصر المشاركة على تنفيذ مهامها بدقة وكفاءة عالية.
وتم تنفيذ تدريبات خاصة لعناصر القوات الخاصة البحرية لكل من مصر واليونان وقبرص على أعمال الاقتحام والتفتيش والتغلب على العناصر الإرهابية، وكذلك تنفيذ كثير من المحاضرات النظرية والبيانات العملية التي ساهمت في توحيد المفاهيم المشتركة للقوات المنفذة التي أظهرت احترافية عالية.
وعلى هامش حضور المرحلة الرئيسية للتدريب «ميدوزا 6» عقد وزراء الدفاع في الدول الثلاث مباحثات، تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة، ومناقشة سبل مواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب فضلاً عن تأمين المصالح المشتركة.
مقتل 6 من «حسم» في مواجهات مع الأمن المصري
القاهرة واليونان وقبرص تنفذ أكبر تدريب لمكافحة الإرهاب
مقتل 6 من «حسم» في مواجهات مع الأمن المصري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة