بعد موسم استثنائي مع فريقه ليفربول توج خلاله بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز وأفضل لاعب في البطولة كان من المتوقع أن يتألق المهاجم المصري محمد صلاح في كأس العالم المقامة حاليا في روسيا.
ولكن بعد أن غاب عن مباراة "الفراعنة" الأولى أمام أوروغواي للإصابة بدا أنه يفتقر إلى الحسم في الثانية أمام روسيا، فإن آماله في إحداث تأثير كبير في روسيا قد انتهت بالخسارة أمام السعودية بهدفين مقابل هدف رغم أنه كان صاحب الهدف الوحيد للفريق المصري.
وقد ترك صلاح ، الذي أكمل عامه السادس والعشرين في نفس يوم مواجهة أوروغواي التي غاب عنها، روسيا وبدأ في التفكير فيما سيحدث بعدها.
لكن هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ترى أن كأس العالم سيفتقد صلاح وذلك لعدة أسباب لخصتها فيما يلي:
كأس العالم حُرم من أحد نجومه
عندما تعرض صلاح للإصابة في كتفه خلال التحام مع سيرغيو راموس قائد ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي فإن آمال ليفربول في الفوز باللقاء قد انتهت بالفعل.
وفي مصر، التي يبلغ عدد سكانها نحو مئة مليون نسمة، حبست جماهير كرة القدم أنفسها نظرا لأنها تدرك أهمية مهاجم ليفربول جيدا للفريق الوطني.
وساهم صلاح في تسجيل وصنع سبعة بين ثمانية أهداف أحرزها الفريق المصري خلال التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 ، حيث سجل خمسة وصنع هدفين لزميله عبد الله السعيد.
وبدونه لم يظهر للفريق المصري أي تأثير على مرمى أوروغواي خلال الخسارة بهدف نظيف في الجولة الأولى للمجموعة الأولى لكنه سجل الهدف الوحيد للفريق الافريقي في الخسارة 3-1 أمام أصحاب الأرض وكان من ركلة جزاء.
كما أنه كان صاحب التأثير الوحيد والخطير على السعودية وسجل هدفا واهدر عدة فرص محققة أهما من انفراد كامل بالحارس السعودي بعد هدفه في الشوط الأول.
وقال الجناح الاسكتلندي السابق بات نيفين لمحطة راديو (بي.بي.سي5) : "مع الفرص التي سنحت له أمام روسيا والسعودية يجب أن نستفسر عن مدى جاهزية صلاح".
وقال الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للفريق المصري عن صلاح : "إنه لم يستعد معنا خلال التدريبات طوال الوقت وكان عليه أن يتدرب بمفرده. إذا لم يكن مصابًا ، فمن الصعب جدًا معرفة ما كان سيحدث ولكننا ندرك قدراته جيدا".
سنرى القليل من المعجبين
بالتأكيد ، فإن مشجعي كرة القدم عادة ما يبدون اعجابهم بالنجوم لكن بالنسبة للمصريين فصلاح بات بطلا قوميا إذ أن هناك لوحة جدارية ضخمة في القاهرة لهداف ليفربول.
وأطلق اسمه على مدرسة في مسقط رأسه في محافظة الغربية (شمال القاهرة) كما أنه يدعم المستشفيات والجمعيات الخيرية في بلده ومنحه بعض المصريين أصواتهم للفوز برئاسة البلاد في الانتخابات الرئاسة التي جرت في مارس/ آذار الماضي رغم أنه لم يكن بين المرشحين.
وكان هذا الحب والعشق لصلاح والانتماء لمصر واضحا في روسيا ، حيث غنت الجماهير أغنيته المشهورة في ليفربول وارتدوا قمصانه وحملوا صور وملصقات عليها صورة "الملك المصري".
صراعه على الكرة الذهبية ينتهي مبكرا
بعد موسم مذهل فاز فيه بـ 34 جائزة فردية ، برز صلاح كمرشح لكسر احتكار كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لجائزتي الأفضل التابعة للفيفا والكرة الذهبية التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية والتي يصوت فيها 173 صحفياً.
وكان البرازيلي ريكاردو كاكا اخر اللاعبين الفائزين بالكرة الذهبية بعيدا عن الثنائي رونالدو وميسي وكان ذلك في عام 2007.
ولكن مع فوز رونالدو مع فريقه ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا وتسجيله أربعة أهداف في أول مباراتين في كأس العالم مع البرتغال واستمرار ميسي في البطولة وربما قيادة منتخب بلاده بنجاح في روسيا بشكل مثير فبات من المؤكد أن فرص صلاح للفوز بالجائزة قد انتهت.
فرصة وحيدة لصنع التاريخ
صلاح كان هو أول لاعب في ليفربول يسجل أكثر من 10 أهداف في موسم واحد في دوري أبطال أوروبا وفاز بأكثر عدد من الجوائز الفردي خلال الموسم الماضي واختير أفضل لاعب في الشهر ثلاث مرات خلال الدوري الممتاز الإنجليزي وسجل رقما قياسيا بتسجيله (32) في الدوري خلال 38 مباراة.
دخل صلاح كأس العالم أملا في مساعدة مصر على الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب في أكبر مسابقة في العالم وللمرة الأولى لكن هذا الحلم تبخر.
وخلال مباراة السعودية كاد أن يسجل أكثر من الهدف الرائع الذي هز به شباك ياسر المسيليم وأهدر انفرادا سهلا للغاية.
ولم تفوز مصر في أي مباراة لكأس العالم ، حيث شاركت فقط في بطولتين سابقتين عامي 1934 و1990، وهي إحصائية مفاجئة للمنتخب الافريقي الاكثر فوزا بكأس الأمم الافريقية برصيد سبعة ألقاب بينها ثلاثة متتالية بين عامي 2006 و2010.
صلاح وحد المصريين في الداخل والخارج
يعتبر صلاح شيئا نادرا في مصر فالمصريون يتحدون خلفه لكن الأمر لا يقتصر على بلده الأم فقط حيث يتمتع بدعم وشعبية واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم.
توجه مشجعو كرة القدم إلى أقدم مسجد في بريطانيا ، في ليفربول، لمشاهدة مباراة مصر وروسيا وتشجيع صلاح ويعتقد أن هذه أول مرة التي يتم فيها عرض مباراة لكرة القدم في أحد المساجد البريطانية.
بي بي سي: كأس العالم سيفتقد محمد صلاح
بي بي سي: كأس العالم سيفتقد محمد صلاح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة