تحرير سلسلة جبلية شمال لحج وتقدم للجيش اليمني غرب تعز

ارتفاع عدد قتلى الميليشيات يحبط مساعيها للتحشيد في الأوساط القبلية

TT

تحرير سلسلة جبلية شمال لحج وتقدم للجيش اليمني غرب تعز

حررت قوات الجيش اليمني المسنودة بتحالف دعم الشرعية أمس مواقع جديدة، غرب تعز وشمال لحج، في وقت تواصل استعداداتها في جبهة الساحل الغربي لاستئناف معركة تحرير الحديدة، بالتزامن مع تأمين المناطق المحررة وصد الهجمات اليائسة للميليشيات الحوثية.
في غضون، ذلك، أفادت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» بأن مساعي قادة الميليشيات لتحشيد المزيد من عناصر القبائل إلى صفوفها، في محافظات ريمة وإب وذمار، باءت بالفشل، جراء رفض أبناء القبائل الاستجابة لتوسلات الجماعة المتكررة.
وذكرت المصادر أن الأعداد الكبيرة التي تتوارد يوميا من قتلى الميليشيات إلى مختلف مناطق سيطرتها، دفعت أبناء القبائل إلى الإحجام عن الاستجابة لدعوات التحشيد على الرغم من الاجتماعات المتكررة بزعماء قبائل المحافظات الثلاث والضغوط التي تمارسها الجماعة بترغيب الملتحقين بالمال والسلاح والراتب الشهري.
وفي تصرف ينم عن رعب الميليشيات من ذكر خسائرها وانهياراتها، أقدم مسلحون حوثيون أمس على دهم عدد من المنازل في مدينة عمران، لتفتيشها وتحذير الأهالي من مشاهدة أي قنوات تلفزيونية تابعة للشرعية اليمنية أو لدول تحالف دعم الشرعية.
وأفاد سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط» بأن عمليات الدهم، جاءت تنفيذا لتوصيات ندوة عقدتها الجماعة في المدينة عن مخاطر الإعلام المناهض لها في الحط من معنويات أتباعها.
وكانت الجماعة عممت قبل ثلاثة أسابيع على الفنادق في صنعاء والأماكن العامة، لإلغاء أي قنوات تلفزيونية مناهضة لها، من أجهزة الاستقبال، وبخاصة قنوات الحكومة الشرعية والأخرى التابعة لدول تحالف دعم الشرعية، وحذرت بأن إغلاق هذه الأماكن ومعاقبة ملاكها سيطال كل من يخالف التعليمات. وفي هذا السياق، أكد أمس نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، أن الحوثيين «بأفعالهم المشينة جنوا على العاصمة صنعاء، عاصمة كل اليمنيين وحولوها بطائفيتهم المقيتة إلى قرية، وكرسوا جهودهم للتعبئة الطائفية المستقاة من ملازم «أبو عواضة» ذات الطابع الإيراني التدميري».
وجاءت تصريحات الأحمر خلال تدشينه أمس في مأرب دورات تأهيل القادة والضباط بمدرسة القوات الخاصة، حيث أشار إلى أن القيادة اليمنية تسعى بكل إرادة وعزيمة وإصرار للرفع من قدرات ضباط الجيش وقاداته ليكونوا على مستوى المعركة الوطنية الدائرة وليكون مستواهم على درجة عالية من الحرفية والاختصاص والكفاءة في مواجهة الأخطار الإيرانية والإرهابية».
وعلى الصعيد الميداني، حررت قوات الجيش اليمني أمس مواقع جديدة في مناطق متفرقة بالجبهة الغربية لمحافظة تعز، إثر اشتباكات عنيفة مع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وقالت المصادر العسكرية الرسمية إن قوات الجيش في اللواء 17 مشاة حررت جبل القصر ومنطقة الويتر وهو أحد أهم مواقع تمركز الميليشيات في منطقة الأخلود، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات الانقلابية.
كما أفادت وكالة «سبأ» الحكومية بأن معارك عنيفة اندلعت أمس بين قوات الجيش الوطني في اللواء 17 مشاة وبين الميليشيات الحوثية في جبهة مقبنة، وجبهة العنين بمديرية جبل حبشي غرب محافظة تعز. وجاءت المواجهات، بحسب الوكالة، إثر هجوم شنته قوات الجيش أعلى مواقع تمركز ميليشيات الحوثي في جبل الحصن الاستراتيجي بإسناد جوي بغارتين شنتها مقاتلات التحالف الداعم للشرعية.
كما استهدفت المقاتلات بخمس غارات مواقع تمركز الميليشيات «في التلة الصفراء بالعنين ومنطقة الصراهم بجبل حبشي».
إلى ذلك، تجددت المواجهات بين الطرفين في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، في مناطق المدفون والقتب وبران والجرجور والعقران عقب هجوم عنيف للقوات الحكومية على مواقع الميليشيات الحوثية، رافقه قصف مدفعي متبادل وضربات للطيران، وسط تقدم للجيش الذي بات بحسب المصادر الميدانية على بعد خمسة كيلومترات فقط من مركز مديرية نهم.
وفي جبهة الساحل الغربي، حيث تتوغل قوات الجيش والمقاومة الشعبية بإسناد من تحالف دعم الشرعية في الأحياء الجنوبية للحديدة، أفادت مصادر الإعلام الحربي التابعة للقوات الحكومية بأن 50 حوثيا على الأقل قتلوا خلال يومين، جراء ضربات الطيران وعمليات التصدي لهجمات الميليشيات نحو مطار الحديدة.
ونقل موقع الجيش اليمني تصريحات لركن العمليات العسكرية في اللواء الثاني عمالقة، العقيد أحمد علي الجحيلي قال فيها إن القوات تمكنت من تأمين محيط مطار الحديدة من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية وجزء من الجهة الشمالية.
وكشف العقيد الجحيلي أن الميليشيات الحوثية تحاول بشكل مستمر قطع طريق الإمداد من جهة منطقتي الجاح والفازة، وتقوم بالهجوم على هاتين المنطقتين بشكل متكرر ولكن قوات الجيش أفشلت جميع محاولات الميليشيات، وتم اعتقال عدد من عناصرها، على حد قوله.
وذكرت مصادر ميدانية أمس أن قوات الجيش والمقاومة شنت قصفا مكثفا على مواقع الحوثيين جنوب مديرة الجراحي وغرب مديرية التحيتا، وامتدت الضربات التي تزامنت مع غارات لمقاتلات التحالف إلى الجهة الشرقية من مزارع النخيل وشرق مطار الحديدة.
وأكدت المصادر العسكرية، أن قوات الجيش انتهت من تجهيز ثلاثة ألوية جديدة ضمن ألوية العمالقة استعدادا لشن هجوم واسع لتحرير الحديدة تحت قيادة قائد جبهة الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.