«الشرق الأوسط» تتجول في حاملة طائرات إسبانية... طبيب الأسنان أهم فرد في طاقمها

«خوان كارلوس 1» مجهّزة بمستشفى طبي يضم 140 سريراً وغرفتي عمليات

سطح حاملة الطائرات {خوان كارلوس1}
سطح حاملة الطائرات {خوان كارلوس1}
TT

«الشرق الأوسط» تتجول في حاملة طائرات إسبانية... طبيب الأسنان أهم فرد في طاقمها

سطح حاملة الطائرات {خوان كارلوس1}
سطح حاملة الطائرات {خوان كارلوس1}

السّفن الحربية عادة ما تكون مجهزة ببعض الأجهزة الطبية، ويرافقها فريق طبي يتحدّد حجمه وتخصّصه حسب المهمة الموكلة لها، لكن أهم فرد في الطاقم الطبي للسّفن الحربية أيا كانت مهمتها هو طبيب الأسنان، فقد يتم الاكتفاء بطبيب عام وعدد من الممرضين، ويستغنى عن باقي التخصصات، لكن ما لا يمكن الاستغناء عنه هو طبيب الأسنان.
جالت «الشرق الأوسط» على متن السفينة الحربية وحاملة الطائرات الإسبانية «خوان كارلوس1»، أثناء رسوها لاستراحة قصيرة في ميناء الإسكندرية، برفقة الفرقاطة «بلاس ليثو»، في طريق عودتها إلى إسبانيا، بعد مهمة استراتيجية لدعم قوات التحالف في العراق. كما زارت خلال الجولة أيضاً، المستشفى الطبي القابع في بطن السفينة برفقة كارلوس سانشيث، المسؤول الإعلامي لحاملة الطائرات، وعدد من قادة السفينة. البداية كانت في حجرة استقبال الطوارئ التي تضمّ مجموعة من الأسرة المعدّة لاستقبال المرضى للكشف عليهم قبل توجيههم إلى القسم المطلوب، حيث تتوزع غرف العمليات ووحدات الرعاية المركزة، وحجرات الأشعة، وغرف المرضى. أول عيادة تعرّفنا عليها في طريقنا كانت عيادة الأسنان.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال سانشيث: إنّ «طبيب الأسنان أهمّ عنصر في أفراد الطاقم الطبي للسفينة»، موضحاً أنّ «التوتر والضّغط العصبي الذي يتعرض له قادة السفينة يدفعهم للجزّ على أسنانهم باستمرار، ما يتسبب في ضررها واللثة، ولذلك لا يمكن الاستغناء عن طبيب الأسنان في أي رحلة أو مهمّة للسفينة الحربية».
وأضاف سانشيث أنّ «نوعية الطّاقم الطبي للسفينة وحجمه يتحدّدان وفقا للمهمة التي تجريها»، مشيراً إلى أنّ «حاملة الطائرات خوان كارلوس 1 مجهّزة بمستشفى طبي متكامل يضم 140 سريراً، وغرفتي عمليات، وعيادة أسنان، ووحدة رعاية مركّزة، وحجرة أشعة، كما يمكن إضافة عدد آخر من غرف المرضى في حجرات متنقلة على السطح، في حال تكليف السفينة بمهمة إنسانية أو المساعدة في مواجهة كوارث طبيعية»، موضحاً أنّ الطاقم الطبي للسفينة في المهمة الحالية يضم طبيبا عاما، وطبيب أسنان وممرضين اثنين»، مشيراً إلى «إمكانية إجراء جميع العمليات الجراحية على متن السفينة، وهي مزوّدة بتقنية العلاج عن بعد، وتقديم الاستشارات عن طريق ربطها بمستشفى القوات المسلحة في مدريد».
وكانت حاملة الطائرات (خوان كارلوس1) في مهمة لمساعدة قوات التحالف في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، وكانت قد بدأت رحلتها في الأول من مايو (أيار) الماضي، ووصلت إلى الكويت في 24 من الشهر نفسه، لتسليم خمس طائرات مروحية لقوات التحالف، من ثمّ استكملت رحلتها إلى مومباي في الهند التي تعمل على تصنيع سفينة مماثلة، وتوجّهت بعدها إلى البحر الأحمر حيث نفذت مناورة عسكرية مع حاملة الطائرات المصرية من طراز ميسترال، مرورا بقناة السويس، قبل أن ترسو في ميناء الإسكندرية في 18 يونيو (حزيران) الجاري، للاستراحة يومين. في طريق عودتها إلى إسبانيا، ووفقا لبيان صادر عن السفارة الإسبانية فإنّ «هذه المشاركة تأتي تأكيداً على قدرة القوات المسلحة الإسبانية على المشاركة في مهام خارج الحدود من منطلق التزامها بالوفاء بتعهداتها لصالح الأمن والدفاع».
وتستغرق الرحلات والمهمات العسكرية الاستراتيجية مدة طويلة، تقارب الشهرين أو أكثر، ما يعني قضاء طاقم السفينة الذي قد يصل عدده إلى 300 فرد، معظم حياتهم في عرض البحر، بعيداً عن عائلاتهم وأصدقائهم.
وقال خواكيم، أحد أفراد طاقم حاملة الطائرات خوان كارلوس1. لـ«الشرق الأوسط» إنّ «المهمة الحالية تستغرق نحو شهرين، وسنعود إلى إسبانيا لمدة 10 أيام قبل أن ننطلق في مهمة أخرى»، مضيفا: «هذه حياة صعبة بالنسبة للعائلة والأصدقاء، فعلاقتنا بهم تقتصر على زيارات قصيرة من فترة لأخرى، في حين نقضي معظم الوقت على ظهر السفينة مع أفراد الطاقم الذي يصبح بمثابة العائلة».
ورغم صعوبة الحياة على متن سفينة حربية وسط البحر، غرفها صغيرة ومشتركة مع باقي أفراد الطاقم، ومواعيد النّوم والاستيقاظ منتظمة كما الأكل والتسلية، فإنّ هناك أمورا ممتعة أيضاً يتحدث عنها خواكيم قائلا: «نعم حياتنا صعبة، لكنّها ممتعة. أحب البحر والرحلات التي ننظّمها، وأتمكّن من خلالها رؤية أماكن جديدة وأتعرف على شخصيات من كل أنحاء العالم».
استكملنا جولتنا التي بدأت من حجرة الطّعام حيث اجتمع أفراد الطاقم لتوزيع المهمات قبل الحفل المسائي، من ثمّ انطلقنا إلى أعلى السفينة على ارتفاع 12 طابقاً تقريباً، حيث غرفة القيادة المطلّة على سطح السفينة الحربية الذي اصطفّ فوقه عدد من الطائرات الحربية التي يجري توجيه هبوطها وإقلاعها عبر برج المراقبة المجاور لغرفة القيادة الرئيسة، ويمكن للسفينة استقبال كافة أنواع الطائرات الحربية.
تعد «خوان كارلوس 1» أكبر مركب حربي إسباني، وهي الوحيدة من نوعها في إسبانيا، وتعمل تركيا والهند الآن على بناء سفن مماثلة تحت إشراف شركة نافنتيا الإسبانية التي بنت «خوان كارلوس 1»، وأطلق عليها حلف شمال الأطلسي «الناتو»، اسم (LHD)، أي ميناء مروحيات الهليكوبتر، وقد بدأت الإبحار في 8 مارس (آذار) 2008.
وتابع سانشيث قائلاً: إنّ «السّفينة مزوّدة بأحدث تكنولوجيا بحرية، وتتّسع لـ1433 شخصاً، بينهم 295 فرداً هم طاقم السفينة، ويمكنها أن تؤدي أربع مهمات رئيسية، وهي إنزال العتاد الحربيّ، والعمليات الجوّية، والعمليات العسكريّة المشتركة والمهمات الإنسانية، لكنّها لا تقوم بكل هذه المهام مع بعضها، مشيرا إلى أنّها «مرتفعة القيمة وتبلغ سرعتها 21 عقدة، لذلك تحرسها عدد من الفرقاطات حسب المهمة»، ويرافقها في المهمة الحالية الفرقاطة بلاس ليثو (إف - 103)، وهي قطعة حربية متعدّدة الأغراض شيّدت لمهام حراسة السفن الحربية في المحيطات. كما شاركت في المهام الاستراتيجية لوحدات مروحيات الجيش البرّي الإسباني (UHEL) لإعادة الانتشار في العراق، ضمن عملية «العزم الصّلب».
وقال دانيال بينيالبير، رقيب متخصص في التكنولوجيا على السفينة، لـ«الشرق الأوسط»: إنّها تضم مخزنين للمعدات الحربية، واحد للمعدات الخفيفة أقل من 20 طناً، والثاني للمعدات الثقيلة أكثر من 20 طناً، كما تستطيع توليد 22 ميغابايت من الكهرباء، وهي كهرباء قادرة على تغذية 300 ألف نسمة، ويبلغ طولها 232 متراً.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.