ليلة موسيقية استثنائية مع أوركسترا «مارينسكي» في الظهران

الإعلان عن «أسبوع الثقافة السعودي ـ الروسي»

جانب من عرض أوركسترا «مارينسكي» على مسرح «إثراء» بالظهران أول من أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من عرض أوركسترا «مارينسكي» على مسرح «إثراء» بالظهران أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ليلة موسيقية استثنائية مع أوركسترا «مارينسكي» في الظهران

جانب من عرض أوركسترا «مارينسكي» على مسرح «إثراء» بالظهران أول من أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من عرض أوركسترا «مارينسكي» على مسرح «إثراء» بالظهران أول من أمس («الشرق الأوسط»)

شهدت الظهران، شرق السعودية مساء أول من أمس، ليلة استثنائية، اختلط فيها الفنّ بالموسيقى بالحناجر الأوبرالية، مع أول عرض لأوركسترا «مارينسكي» الروسية بقيادة المايسترو العالمي فاليري غيرغيف، وذلك خلال الحفل الذي نظمه لأول مرة مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالتعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
وتحفل أوركسترا «مارينسكي»، بتاريخ عريق يمتد لأكثر من 200 عام، فقد تأسست في عام 1860 وتُعد من أهم الفرق الموسيقية في العالم.
شارك في حفل الظهران، تحت قيادة فاليري غيرغيف العازف والمايسترو الروماني لورينز ناستوريكا هيرشكوفيتشكي الذي قدّم قطعة من موسيقى «الفصول الأربعة» للمؤلف الإيطالي فيفالدي، بصحبة آلة الكمان التي يعزف بها، والتي صنعت عام 1713 بيد صانع الآلات الموسيقية الإيطالي أنطونيو ستراديفاري. كذلك أضفت مغنية السوبرانو إيغول خيسماتولينا القادمة من تتارستان في روسيا صوتا أوبرالياً موسيقياً رائعاً، وكذلك مغني التنور يفجيني اخميدوف.
وأقيم الحفل على مسرح «إثراء» الذي أعلن افتتاحه مع انطلاق حفل الأوركسترا الروسية ويحظى المسرح بتصميم أوبرالي يضم 900 مقعد، على مساحة تقدر بـ10 آلاف متر مربع. ويهدف المسرح إلى تنظيم 30 عرضاً محلياً وعالمياً سنوياً، تشمل العروض المسرحية، وعروض السيرك، وعروض الدمى، بالإضافة إلى العروض الموسيقية المتنوعة.
حضر الحفل وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، الذي أعلن أنه سيعقد خلال هذا العام، «أسبوع الثقافة السعودي الروسي، لتبادل التجارب والخبرات، ودعم الشراكات بين البلدين». كما حضره مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي ووزير الإعلام السعودي الدكتور عواد العواد، ورئيس شركة أرامكو السعودية أمين الناصر ونخبة من رجال وسيدات المجتمع.
تعليقاً على هذه الفعاليات الموسيقية التي تستمر لمدة يومين، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر، أن استضافة أوركسترا «مارينسكي» المشهورة عالمياً على أرض المملكة، التي قامت بها أرامكو السعودية بالتعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي، «مبادرة أولى من نوعها، لتؤدي عرضها الافتتاحي في مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بما يحقق تمكين المجتمع وما هو أبعد من التعاون الاقتصادي والمؤسسي، فالتبادل الثقافي قادر على تشييد الجسور بين المجتمعات والشعوب».
وذكرت مديرة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) المكلّفة المهندسة فاطمة الراشد» تتمتع أوركسترا (مارينسكي) بتاريخٍ طويلٍ ومتميّزٍ كواحدة من أقدم المؤسسات الموسيقية في روسيا، ويأتي هذا العرض العالمي ليعكس مستوى النجاح الذي حققه المركز في تعزيز التواصل الحضاري والثقافي من خلال استضافة أرقى العروض الفنية من جميع أنحاء العالم».
من جهته، قال مدير البرامج في مركز «إثراء» عبد الله آل عيّاف: «المسرح جزءٌ مهمٌ في (إثراء)، ونهدف من خلاله إلى تقديم الأفضل من الثقافات العالمية لجمهورنا في المملكة، بالإضافة إلى توفير منصّة للمواهب الوطنية لعرض إبداعاتها وتنميتها وإتاحتها للجمهور».
وأشار آل عيّاف إلى أن المسرح سيستمر في تقديم برامجه خلال عام 2018 عبر مجموعة من العروض الموسيقية والمسرحية الإبداعية من أماكن مختلفة حول العالم، مثل: اليابان والنمسا وروسيا والهند والعراق وفرنسا والمغرب وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية»، مضيفا: «لن يكتفي المسرح باستضافة العروض الزائرة، بل سيقدم عروضاً مسرحية عربية من تطوير وإنتاج (إثراء)، فيما سيشهد عام 2019 أول مسرحية من إنتاج المركز تتحدث عن التاريخ العربي».



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.