لعبة تناقش إدراك الروبوتات لحقوقها في مجتمعات المستقبل

دبلجة كاملة باللهجة المصرية لحوارات الشخصيات... وقدرة على تكوين قصص مختلفة في كل تجربة لعب

3 قصص مختلفة لروبوتات ذكية مدركة لوجودها
3 قصص مختلفة لروبوتات ذكية مدركة لوجودها
TT

لعبة تناقش إدراك الروبوتات لحقوقها في مجتمعات المستقبل

3 قصص مختلفة لروبوتات ذكية مدركة لوجودها
3 قصص مختلفة لروبوتات ذكية مدركة لوجودها

انتشرت تقنية الذكاء الصناعي بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ من الهواتف الجوالة إلى المساعدات الذكية واستخدامها لكتابة الأخبار، وصولا إلى تحدث الروبوت صوفيا حول مستقبل الاستثمار في السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
مستقبل هذه التقنية هو محور لعبة «ديترويت: نحو الإنسانية» Detroit: Become Human التي تأخذ اللاعب إلى 20 عاما في المستقبل، حيث تتعايش الروبوتات مع البشر لأداء الوظائف اليومية المطلوبة منها. ولكن اللعبة تناقش بشكل مكثف الحقوق المدنية للروبوتات وكيفية التعامل معهم وتأثير المشاعر السلبية عليها وعلى نهج عملها. اللعبة أطلقت عالميا وفي المنطقة العربية نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، واختبرتها «الشرق الأوسط» ونذكر ملخص التجربة.

قصة يحددها اللاعب
تركز لعبة المغامرات «ديترويت: نحو الإنسانية» على قصص 3 شخصيات روبوتية تقوم بأداء مهامها اليومية، هي «كونر» الذي يعمل في سلك الشرطة ويبحث عن الروبوتات التي خرجت عن نهج عملها الطبيعي، و«كارا» التي تهرب من البيت الذي تخدمه لحماية الطفلة التي تقطن المنزل ولتستكشف ماهية المشاعر، و«ماركوس» الذي يقرر تحرير الروبوتات من العبودية للبشر. وتضع اللعبة اللاعب في قصة لكل شخصية ويجب عليه فيها اتخاذ قرارات مختلفة ستؤثر على سير الأحداث اللاحقة للعبة، وقد يؤدي بعضها إلى مقتل شخصيته بطرق مختلفة. ويمكن من خلال هذه اللعبة تشكيل القصة وفقا لرغبات كل لاعب والحصول على تجربة مختلفة في كل مرة. وستتقاطع قصص الشخصيات في مرحلة من اللعبة وفقا للقرارات التي يتخذها اللاعب، والحصول على نهايات جيدة أو حزينة بناء على ذلك.
ولن نستطيع ذكر تفاصيل أكثر حول قصة اللعبة تلافيا لإفشاء أي معلومات قد تؤثر على قرارات اللاعبين أثناء تقدمهم، ونتركها لهم ليكتشفوها بأنفسهم، ولكن يمكننا القول بأن قصة اللعبة درامية وتطرح أسئلة عديدة على مستقبلنا كبشر وتفاعلنا المتزايد مع الذكاء الصناعي في حياتنا اليومية، والتفكير بما يدور داخل تلك الآلات وأثر تصرفاتنا عليها في حال استطاعت تطوير نظام يفكر خارج نطاق الأوامر المطلوبة فقط، وما الذي سيحدث في حال تصرف أحد الروبوتات تصرفا خاطئا ولكنه كان نابعا من نية صافية.
هل يجب على الروبوتات التدخل في العلاقات بين البشر، حتى لو كانت ضرب أب لابنته ضربا عنيفا، أم هل عليها الوقوف على الحياد وترك العنف الأسري يتفشى ويحطم حياة الأطفال؟ هل من الصحيح السماح للروبوتات اتخاذ قرار بالتضحية بشخص واحد لإنقاذ عدة أشخاص؟ هل يجب على الروبوتات تلقي الضربات يوميا من البشر الغاضبين من فقدان أعمالهم بسبب تلك الآلات، أم يستطيعون وضع حد لهذه الأعمال العنيفة التي تنخر وتؤثر سلبا في المجتمع؟ أسئلة اجتماعية عديدة تطرحها اللعبة يمكن أخذها في سياقات مختلفة، مثل الثورة على التمييز العنصري في دول الغرب قبل عدة عقود، وغيرها، وستجعل اللاعبين يشككون في صحة القرارات التي عليهم اتخاذها خلال مجريات اللعب.
ويعود السبب في تسمية اللعبة بمدينة «ديترويت» الأميركية إلى أن هذه المدينة كانت مهدا للعديد من الصناعات في السابق، ومنها صناعة السيارات. وفي المستقبل القريب، ستزدهر صناعة الروبوتات في هذه المدينة دون غيرها، لتعيش بقية مدن العالم في مشاكلها اليومية من اكتظاظ السكان والاحتباس الحراري والعلاقات الدبلوماسية المتقلبة بين الدول، وغيرها.

مزايا ممتعة
وسيحصل اللاعب على خريطة القرارات التي اتخذها والتي كان من الممكن أن يتخذها، مع عرض عدد من النهايات الممكنة التي يمكن معاودة اللعب بذلك القسم من القصة لتغيير نهايتها والتأثير على قصص بقية الشخصيات الأخرى أو التأثير على علاقة الشخصيات الرئيسية ببعضها البعض. ويمكن للاعب الاطلاع على نسبة اللاعبين الآخرين الذين اتخذوا قرارات مشابهة لقراره لمعرفة إن كان يلعب بشكل يشابه الآخرين أو يختلف عنهم. ويمكن إتمام كل تجربة لقصة اللعبة في نحو 10 ساعات دون أن يشعر اللاعب بالملل من إيقاع اللعب في أي قسم منها، وذلك بسبب تنقلها بين قصص الشخصيات المختلفة والقدرة على تغيير شخصيات ومصير كل روبوت وفقا للقرارات المتخذة، والتي ستؤثر على الشخصيات المساند للقصة خلال سردها. هذا الأمر يزيد من الرغبة بمعاودة اللعب باللعبة مرات عديدة وتغيير العديد من القرارات لمعرفة ما الذي يمكن أن يحدث. التحكم بالشخصية سهل، ويمكن اختيار القرارات بالأزرار الجانبية، والتفاعل مع البيئة من خلال الاستجابة السريعة لصورة الزر الذي يجب الضغط عليه في الوقت الصحيح. وتستطيع شخصية «كونر» معرفة ما حدث في مسرح الجريمة بتحليل الأدلة الموجودة وإعادة تصور ما حدث وفقا لتسلسل منطقي تستطيع الآلات والروبوتات إدراكه وحدها دون غيرها. وسيحصل اللاعب على معلومات مهمة بعد تخيل مجريات كل جريمة في مسرحها، والتي من شأنها مساعدته في سعيه للحصول على الإجابات المطلوبة أو إيقاف جريمة أخرى محتملة. هذا، ويمكن معرفة الحالة النفسية لكل روبوت بالنظر إلى لون الدائرة المضيئة القريبة من عينه، ذلك أنها ستظهر باللون الأزرق لتدل على أن الروبوت في وضع طبيعي، وباللون الأصفر للدلالة على قلقه، وباللون الأحمر في حال كان يشعر بالخطر.

مواصفات تقنية
وتدعم اللعبة عرض الصورة بتقنية المجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR لتقديم ألوان مبهرة لمدينة «ديترويت»، وخصوصا في الليل وبالقرب من المباني المليئة بالإضاءة المبهرة. وتقدم النسخة العربية من اللعبة دبلجة كاملة باللغة العربية للحوارات بين الشخصيات والاختيارات والقوائم، بالإضافة إلى عرض ترجمة الحوارات. واستخدمت الشركة المطورة اللهجة المصرية للدلالة على الاهتمام المتزايد لشركات تطوير الألعاب بالمنطقة العربية، بالإضافة إلى جهود الشركات نفسها وشركة «سوني» لدعم تعريب اللعبة وطرحها في المنطقة العربية.
تعابير أوجه الشخصيات في اللعبة غنية ويمكن معرفة مشاعر كل شخصية بالنظر إلى عينيها وتجاعيد وجهها وشكل فمها وحتى نبرة صوتها، على الرغم من أن الكثير من هذه الشخصيات هي روبوتات. كما يمكن مشاهدة المزيد من التفاصيل في حال استخدام جهاز «بلايستيشن 4 برو» القادر على عرض الصورة بالدقة الفائقة 4K. رسومات تحرك الشخصيات Animation واقعية في العديد من المشاهد، ويمكن لأي عابر بالقرب من المستخدم أن يظن أن الشخصيات حقيقية وليست روبوتات في لعبة إلكترونية، مثل ركض «كارا» مع الطفلة «أليس» تحت المطر في ليلة باردة. عالم اللعبة غني بالشخصيات المختلفة والمركبات والإضاءة والصوتيات التي تزيد من واقعية العالم الذي نشاهده، مثل موسيقار بشري يعزف في حديقة ما للناس بعد كتابته جملة «موسيقى بشرية مليئة بالأحاسيس، وليست موسيقى روبوتية» على ورقة بالقرب منه، وهي تدل على الانتشار الواسع للروبوتات في المستقبل القريب. وفي هذا المستقبل، يمكن شراء أي روبوت بسعر معتدل، الأمر الذي يدل على تكامل هذه الآلات مع الإنسان في حياته اليومية ولجميع الطبقات الاجتماعية. ويمكن مشاهدة تفاصيل تدل على جزء أكبر من القصة، مثل العثور على مخزن مليء بالروبوتات المتعطلة، الأمر الذي يدل على انفجار فقاعة الروبوتات قبل تطوير جودتها، ومشهد رائع في مدينة ترفيه مهجورة، وغيرها من التفاصيل الأخرى. موسيقى اللعبة جميلة وتتناسب مع الشخصيات التي يمكن التحكم بها، حيث إن موسيقى المحقق سريعة الإيقاع ويمكن الشعور بتصميم «كونر» على حل الجرائم بمجرد الاستماع إلى الموسيقى الحماسية المصاحبة لقصته، بينما تكون موسيقى «كارا» هادئة وحزينة بعض الشيء للدلالة على حال الطفلة «أليس» التي يجب على «كارا» العناية بها وحمايتها من سوء معاملة والدها. أما موسيقى شخصية «ماركوس»، فهي حالمة وغاضبة في بعض الأحيان للدلالة على رغبته بالمساواة مع البشر.
وقد يكون مستقبل تقنيات الذكاء الصناعي مبهما الآن، ولكن يجب التفكير في عوامل عديدة قبل تحويلها إلى واقع نعتمد عليه يوميا، وخصوصا في حال تطورت تصاميم هذه التقنية لتشابه البشر وتعيش معنا يوميا.

معلومات عن اللعبة
- الشركة المبرمجة: «كوانتيك دريم» Quantic Dream
www.quanticdream.com
- الشركة الناشرة: «سوني إنتراكتيف إنترتينمنت»
Sony Interactive Entertainment www.sie.com-en
- موقع اللعبة على الإنترنت:
www.playstation.com/en-us/games/detroit-become-human-ps4
- نوع اللعبة: مغامرات Adventure
- أجهزة اللعب: «بلايستيشن 4» حصريا
- تاريخ الإطلاق: 05-2018
- تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: M للبالغين فوق 17 عاما
- التصنيف العمري للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع GCAM: 18 عاما فما فوق
- دعم اللعب الجماعي: لا


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.