ترمب يجدد دعمه حكومة السراج ويشترط التحضير الجيد للانتخابات

الجيش الوطني يؤكد اقتراب تحرير درنة بالكامل

عناصر من قوات الجيش الليبي عند مدخل مدينة درنة التي عرفت اشتباكات عنيفة أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش الليبي عند مدخل مدينة درنة التي عرفت اشتباكات عنيفة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ترمب يجدد دعمه حكومة السراج ويشترط التحضير الجيد للانتخابات

عناصر من قوات الجيش الليبي عند مدخل مدينة درنة التي عرفت اشتباكات عنيفة أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش الليبي عند مدخل مدينة درنة التي عرفت اشتباكات عنيفة أول من أمس (أ.ف.ب)

قال مصدر مسؤول في قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم) لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشاركة قوات أميركية في تأمين عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في ليبيا، أمر وارد، إذا طلبت السلطات الليبية الحصول على دعم أفريكوم».
وأوضح المصدر في «أفريكوم»، الذي طلب عدم تعريفه، أن جانباً من المحادثات التي أجراها وفد أميركي أول من أمس، ضم الجنرال توماس فالدهاوسير قائد «أفريكوم»، والقائمة بأعمال السفارة الأميركية ستيفاني ويليامز، مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، ولاحقاً مع مسؤولين من حكومته، ناقش إمكانية تقديم «أفريكوم» دعماً لوجيستياً لقوات الأمن التابعة لحكومة السراج لتعزيز قدرتها على تأمين الانتخابات.
وأضاف المصدر: «إذا تلقينا طلباً بشأن مشاركة أميركية من الحكومة، فإننا سنقيم الوضع على الأرض»، لكنه رفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وكان الوفد الأميركي قد أعلن أن اجتماعه مع السراج تطرق للتعاون الثنائي الحالي في المجال الأمني، والجهود المحتملة لبناء المؤسسات الدفاعية، ومساعدة قوات الأمن في المستقبل.
من جهتها، قالت السفيرة ويليامز إن بلادها زادت من المساعدات الثنائية لليبيا بهدف تحسين أمن المطارات، وأمن الحدود والشرطة وإدارة السجون، وبناء القدرات الليبية في مجال إزالة الألغام، إضافة إلى مساهماتها في المساعدات الإنسانية وإعادة الاستقرار، موضحة أنها قدمت منذ 2011 نحو 635 مليون دولار لدعم ليبيا. كما رحبت بلقاء باريس مطلع هذا الأسبوع، مشددة على ضرورة إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، على أن يتمّ التحضير لها جيداً لتجنّب مزيد من عدم الاستقرار، وأكدت في هذا السياق أن الولايات المتحدة تدعم بقوّة مهمة المبعوث الأممي غسان سلامة.
وأوضحت ويليامز أن بلادها تدرك أيضاً الظروف الصعبة التي لا يزال يواجهها الليبيون بشكل يومي، مؤكدة التزام أميركا بدعم السراج والشعب الليبي في جهوده لبناء الأمن والاستقرار، وبناء مستقبل أكثر رخاء في جميع أنحاء ليبيا.
وعقد الوفد الأميركي اجتماعاً أمنياً مع وزير الداخلية العميد عبد السلام عاشور، ورئيس الأركان العامة المكلف اللواء ركن عبد الرحمن الطويل، وقائد الحرس الرئاسي اللواء نجمي الناكوع، وآمر المنطقة العسكرية الوسطى اللواء محمد الحداد، وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين. وقال بيان لحكومة السراج إن الاجتماع تناول ما وصفه بـ«الشراكة بين الولايات المتحدة وليبيا في مكافحة الإرهاب، والاجتماع أتاح مناقشة بناء رؤية مستقبلية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا».
ميدانياً، تجاهل أمس الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، دعوات من الأمم المتحدة وبعثتها في البلاد لوقف القتال في مدينة درنة، واعتبر في المقابل أن المدينة تقترب من العودة لأحضان الوطن، مشيراً إلى أن سلاح المدفعية الثقيلة التابع له، يحقق تقدماً في المعارك على الإرهابيين في المدينة.
وقالت شعبة الإعلام التابعة للجيش إن قواته تتقدم بخطوات ثابتة نحو درنة، التي بات تحريرها قاب قوسين أو أدنى، مشيرة إلى أن القوات اتخذت تمركزات جديدة بعد تحقيقها انتصاراً كبيراً في مختلف المحاور، ودك معاقل العدو بمختلف أنواع الأسلحة.
وقال الهلال الأحمر الليبي إنه سيّر أول من أمس قافلة محملة بشحنة الأدوية والمعدات الطبية لصالح مستشفى الوحدة في درنة، فيما فتحت قوات الجيش المدخل الغربي لمدينة درنة أمام المواطنين والمارة، بعدما كانت أغلقته لدواعٍ أمنية.
وناشدت أمس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جميع أطراف النزاع في مدينة درنة على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وضمان اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين. واعتبرت البعثة في بيان لها أن تصعيد القتال في درنة بلغ مستويات غير مسبوقة خلال الأسبوع الماضي، مع تزايد الأعمال القتالية ووصولها إلى مناطق مكتظة بالسكان، مشيرة إلى أنه منذ 16 من الشهر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 17 مدنياً، بينهم طفلان، كما أصيب 22 آخرون بجروح، بينهم 7 أطفال، بينما كانت الإصابات في صفوف المدنيين هي الأعلى خلال اليومين الماضيين، حيث لقي 7 أشخاص مصرعهم، وأصيب 7 آخرون بجروح نهاية الشهر الماضي، إثر انفجار وقع أثناء محاولتهم مغادرة المدينة. من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 12 مهاجراً قضوا برصاص المهربين الأسبوع الماضي أثناء محاولتهم الفرار من مخيم احتجاز للاجئين في ليبيا، حيث تعرض بعض منهم «للتعذيب».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».