البرلمان الأوروبي يدعو إلى مقاربة موحدة بشأن ليبيا

طالب بإغلاق مراكز المهاجرين وتأمين حماية أكبر لهم

بعثة الاتحاد الأوروبي طالبت السلطات الليبية بإغلاق مراكز المهاجرين وتأمين الحماية لهم (أ.ف.ب)
بعثة الاتحاد الأوروبي طالبت السلطات الليبية بإغلاق مراكز المهاجرين وتأمين الحماية لهم (أ.ف.ب)
TT

البرلمان الأوروبي يدعو إلى مقاربة موحدة بشأن ليبيا

بعثة الاتحاد الأوروبي طالبت السلطات الليبية بإغلاق مراكز المهاجرين وتأمين الحماية لهم (أ.ف.ب)
بعثة الاتحاد الأوروبي طالبت السلطات الليبية بإغلاق مراكز المهاجرين وتأمين الحماية لهم (أ.ف.ب)

دعا وفد من البرلمان الأوروبي زار ليبيا للمرة الأولى منذ ست سنوات، دول الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بشكل ملموس إزاء هذا البلد الغارق في الفوضى.
وقال فابيو كاستالدو في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية خلال توقفه في تونس إثر زيارة لطرابلس دامت يوما واحدا، إن «البرلمان الأوروبي يرى أنه من الأهمية المؤكدة أن يتوفر تفاهم مشترك» في ليبيا، خصوصا أنه «علينا مواجهة وجود كثير من الفاعلين الإقليميين، لكل واحد منهم أجندته الخاصة».
وأضاف كاستالدو الذي كان مرفوقا بمسؤولة الوفد البرلماني للعلاقات مع المغرب العربي إيناس آيالا ساندر، والذي تحدث مع مسؤولين سياسيين ومنظمات إنسانية تنشط على الأرض، أنه وجه رسالة واحدة «لإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة، وجميع الفاعلين الأوروبيين، الذين لهم تاريخ من النفوذ في البلاد... وأحيانا يكون علينا أن نتعامل مع الفاعلين على الأرض. لكن لا بد من التفكير في الأمد البعيد».
وتعرضت إيطاليا للنقد لإبرامها اتفاقات مع مجموعات مسلحة للحد من الهجرة السرية، وكذلك فرنسا، التي قامت بدور الوسيط، بسبب دعم رجل الشرق الليبي القوي المشير خليفة حفتر.
كما دعا مسؤول البرلمان الأوروبي دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم صادق لخطة العمل، التي عرضتها الأمم المتحدة، وإلى «أن تنخرط في التزام واضح من أجل احترام دولة القانون والانتقال الديمقراطي».
وبخصوص مسألة المخيمات التي تديرها في بعض الحالات مجموعات مسلحة، وحيث يتعرض المهاجرون لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، دعا كاستالدو الدول الأوروبية «إلى عدم الوقوع في فخ الاعتقاد بإمكانية تحسينها».
وقال إن «الهدف هو غلقها حالما يكون ذلك ممكنا»، مشيرا إلى أنه لاحظ أن «الوضع هش جدا وسيئ» في طرابلس.
في السياق ذاته، قالت رئيسة البعثة الأوروبية المسؤولة عن العلاقات مع المغرب العربي، في مؤتمر صحافي بتونس أمس، إن «هدفنا الآن هو العمل على غلق هذه المراكز».
ورغم أنه لم يتم وضع مخطط لغلق هذه المراكز حتى الآن، فإن آيالا أشارت إلى أنه يتعين على الدول الأوروبية استقبال لاجئين وطالبي الحماية، بأعداد أكثر
من ذي قبل. موضحة أن استقبال اللاجئين وتوزيعهم «موضوع يشغل باستمرار الاتحاد الأوروبي».
وتوجه منظمات إنسانية دولية مثل «أطباء بلا حدود» و«العفو الدولية» انتقادات مستمرة لظروف إيواء المهاجرين في مراكز إيقاف المهاجرين، حيث تدير بعضها جماعات مسلحة، وتعمل منظمة الهجرة الدولية بمعية الاتحاد الأوروبي على ترحيل مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء إلى دولهم الأصلية، حيث تم ترحيل أكثر 23 ألف مهاجر ما بين يناير (كانون الثاني) 2017، ومارس 2018. فيما تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في ليبيا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.