دي ميستورا يحذر من «انفجار» المنطقة بسبب الازمة السورية

واشنطن: لن نسمح لإيران بتأسيس {حزب الله} آخر

TT

دي ميستورا يحذر من «انفجار» المنطقة بسبب الازمة السورية

حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في أحدث إفادة له أمام أعضاء مجلس الأمن من أن الأزمة في هذا البلد تواجه تحديات كبرى ويمكن أن تؤدي إلى تفجير المنطقة برمتها، فيما اتهمت نائبة المندوبة الأميركية لدى المنظمة الدولية كيلي كاري إيران بأنها «تسعى إلى إنشاء (حزب الله) آخر في سوريا»، مؤكدة أن بلادها «لن تقف مكتوفة» حيال هذا التهديد.
وكان دي ميستورا يقدم إحاطته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، إذ قال إن هذه الجلسة لمجلس الأمن «ليست طارئة، ولكن كل الظروف التي تستدعي عقد جلسة طارئة لا تزال حاضرة في ظل التطورات الجارية»، موضحاً أن هذه التطورات «تُظهر مساراً مطرداً ومتصاعدا من التصادم الدولي غير المسبوق منذ عام 1973». وقال إن «الحل السياسي في سوريا كفيل بفتح الباب أمام انطلاق عملية إعادة الإعمار للمناطق التي تعرضت للتدمير على مدار سبع سنوات منذ بدء النزاع» قبل أكثر من سبع سنوات، مشدداً على «ضرورة دفع العملية السياسية والمفاوضات السلمية». وأكد أنه يسعى إلى «توفير مناقشات قبيل انطلاق العملية السياسية فيما يتعلق بلجنة الدستور، وإنشاء بيئة آمنة محايدة تعمل على كتابة الدستور الذي يحدد مستقبل السوريين». وإذ أشار إلى التصعيد الراهن في إدلب، قال: «إذا رأينا سيناريو الغوطة يتكرر في محافظة إدلب فهذا سيكون أسوأ بست مرات في ظل وجود 2.3 مليون شخص في إدلب معظمهم نازحون ولا مكان آخر يلوذون إليه». ورأى أن التوافق والحوار الدولي اليوم مطلوب حول سوريا من أجل تأمين عملية سياسية واقعية وموثوق بها، ملاحظاً أن «هناك الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن أن تتبدد في حال غياب التفاهم». وشدد على أهمية أن «نعيد إطلاق العملية السياسية فيما يتعلق بلجنة الدستور وإيجاد البيئة المواتية للحل السياسي» وأن «نجدد استعدادنا للعمل والتعاون مع الحكومة في دمشق». وذكر بأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى ضبط النفس وإلى تجنب التصعيد وإلى رفع المعاناة عن الشعب السوري، مشيراً إلى أن المنظمة تعمل على تحديد مسؤولية جميع الأطراف من أجل إنجاح عملية السلام. ولفت إلى أن «مسيرة التسوية السياسية في سوريا تواجه تحديات كبيرة»، مؤكداً أن «التصعيد قد يؤدي إلى تفجير المنطقة برمتها».
وقالت نائبة المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كاري إن «إيران تتحمل مسؤولية التصعيد الأخير في سوريا»، مشيرة إلى عملية إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل في عمل «يستهدف تقويض الاستقرار الإقليمي ويوضح أسباب الوجود الإيراني في سوريا»، قائلة إنه «أينما ظهرت إيران في الشرق الأوسط، تأتي الفوضى»، مضيفة أن «الهجوم الصاروخي الذي وقع الأسبوع الماضي ضد إسرائيل هو الأحدث في نمط السلوك المزعزع للاستقرار الذي يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة»، فضلاً عن أنه «يكشف أسرار وجود إيران في سوريا أو أهدافه الحقيقية»، ومنها أن «إيران قامت بتركيب أنظمة صاروخية وصواريخ هجومية في سوريا تستهدف إسرائيل». وقالت إن إيران إلى جانب «حزب الله» وميليشيات أخرى «تستغل الأراضي السورية لإنشاء قواعد ومعسكرات تدريب». وأضافت أن «الولايات المتحدة تدعو إيران و(حزب الله) ووكلاءها الآخرين إلى عدم القيام بخطوات استفزازية أخرى» لأنهم «إذا فعلوا ذلك، فإن إيران سوف تتحمل كامل المسؤولية عن أفعالها». وأكدت أن «تصرفات إيران لا تخدم مصالح الشعبين الإيراني أو السوري». وأكدت أن هذا يضع مجلس الأمن أمام «خيار مهم يتعين علينا اتخاذه. يمكننا البقاء مكتوفين ونشاهد بينما تقيم إيران البنية التحتية لإنشاء (حزب الله) آخر في سوريا». وأكدت أنه «من جانبنا، ترفض الولايات المتحدة أن تبقى مكتوفة». واتهمت نظام بشار بأنه «تراجع عن التزاماته ورفض التعاون في مسألة تشكيل لجنة الدستور التي نصت عليها نتائج مؤتمر سوتشي» في روسيا. وطالبت موسكو بأن «تحترم التزاماتها لجهة مناطق خفض التصعيد»، فضلاً عن «ضرورة منع توسيع سيطرة ميليشيات إيران في جنوب سوريا». ونبهت إلى أنه «إذا لم يلتزم النظام بالعملية السياسية القائمة على تشكيل دستور جديد والقيام بانتخابات برقابة الأمم المتحدة، فعلينا أن نكون جاهزين لممارسة الضغوط» عليه.
ولاحظ نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن «نصف كلمة المندوبة الأميركية ركز على إيران بينما نحن نناقش هنا سوريا»، مضيفاً أنه «قبل اتهام الحكومة السورية أو إيران نسأل على أي أساس توجد القوات الأميركية في سوريا؟». وأكد أن «روسيا تركز جهودها على تحسين الوضع الميداني في سوريا واستغلال كل الفرص لتحقيق تقدم في التسوية السياسية للأزمة». وقال: «نشعر بالقلق لعدم احترام بعض الدول لسيادة سوريا ووحدة أراضيها»، مضيفاً أنه «على القوات الأميركية الانسحاب فوراً من المناطق التي تنتشر فيها في سوريا».
واعتبر أن «مناطق السيطرة الأميركية صارت رمادية يوجد فيها مقاتلون بينهم إرهابيون»، معبراً عن «خشيته من أنه بعد انسحاب الأميركيين سيعود (داعش) إلى تلك المناطق». وأفاد نظيره الصيني ما تشاو شيوي بأن «الحل السياسي هو الوحيد للأزمة في سوريا، وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.