آخر عجلة حربية لـ«توت عنخ آمون» تستقر في المتحف الكبير بالجيزة

مصنوعة من خشب الدردار وتتحمل العمل الشاق

مصريون يرتدون أزياء فرعونية أمام قلعة القاهرة خلال حفل نقل عجلة توت عنخ آمون من المتحف العسكري إلى المتحف المصري الكبير (أ.ف.ب)
مصريون يرتدون أزياء فرعونية أمام قلعة القاهرة خلال حفل نقل عجلة توت عنخ آمون من المتحف العسكري إلى المتحف المصري الكبير (أ.ف.ب)
TT

آخر عجلة حربية لـ«توت عنخ آمون» تستقر في المتحف الكبير بالجيزة

مصريون يرتدون أزياء فرعونية أمام قلعة القاهرة خلال حفل نقل عجلة توت عنخ آمون من المتحف العسكري إلى المتحف المصري الكبير (أ.ف.ب)
مصريون يرتدون أزياء فرعونية أمام قلعة القاهرة خلال حفل نقل عجلة توت عنخ آمون من المتحف العسكري إلى المتحف المصري الكبير (أ.ف.ب)

استقرت العجلة الحربية السادسة والأخيرة للفرعون الذهبي الملك «توت عنخ آمون» في المتحف الكبير غرب القاهرة بالقرب من أهرامات الجيزة، المقرر افتتاحه نهاية العام الجاري، وذلك لعرضها ضمن المجموعة الكاملة لقطع الملك الشاب. وقد نُقلت العجلة الحربية من المتحف الحربي في قلعة صلاح الدين بوسط القاهرة.
قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري الذي شهد مراسم نقل العجلة أمس، إنّها «الأخيرة من إجمالي ست عجلات خاصة بالملك الشاب التي عُثر عليها داخل مقبرته على يد عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر في عام 1922، وهي تتنوع بين عجلات حربية وعجلات للصيد؛ حيث اشتملت غرفة الدفن على أربع عجلات، واثنتين داخل حجرة الكنوز، من ضمنها العجلة السادسة والأخيرة التي كانت مفككة.
وكان المستكشف كارتر يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر جنوب مصر، وقد عثر على أول عتبة حجرية تُوصل إلى مقبرة «توت عنخ آمون» وكنوزها الباهرة.
وعثر كارتر على كنز «توت عنخ آمون»، بكامل محتوياته من دون أن تصل إليه يد اللصوص على مدار أكثر من 3000 سنة، واحتوى الكنز المخبأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والجواهر الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف.
وأضاف وزير الآثار أنّ العجلات الست نُقلت إلى المتحف المصري بالتحرير آنذاك، حيث عُرضت أربع منها داخله، والخامسة أُعيدت للعرض في متحف الأقصر، في حين جرى إعارة السادسة إلى المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين الأيوبي في عام 1987، بعد الحصول على الموافقات الرسمية من وزارة الآثار، لافتاً إلى أنّه في غضون تسع سنوات تمكنت الدكتورة نادية لقمة خبيرة الترميم، من تجميعها وترميمها وعرضها داخل المتحف.
الجدير بالذكر أنّ معظم العجلات الحربية مصنّعة من خشب الدردار، وهو من أنواع الأخشاب الصلبة طويلة الألياف وقابلة للتقوس وتتحمل العمل الشاق.
من جانبه، أوضح الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري الكبير، أنّ وزير الآثار خاطب وزير الدفاع المصري للموافقة على إعادة العجلة الحربية لضمها إلى مجموعة «توت عنخ آمون» الكاملة داخل المتحف المصري الكبير، وصُدّق عليها، كما وافق على إعادة العجلة. مضيفا أن فريق العمل من المتحف المصري الكبير والمتحف الحربي قاما بمعاينة العجلة، وإعداد تقرير عن حالها... كما تولى فريق العمل من المتحف المصري الكبير أعمال التوثيق والترميم الأولى ورفع كفاءة العجلة؛ متمثلة في أعمال التنظيف الميكانيكي للأتربة، وتثبيت أماكن الضعف بها، وعمل طبقات حماية وتغطية لأماكن الوصلات باستخدام ورق التشيو الياباني خالي الحموضة، وثُبّت بمحلول مخفف من الكلوسيل جي، وذلك حرصاً على الأمان التام للعجلة أثناء عملية النقل.
موضحاً أنّ العمل على العجلة استغرق ستة أيام؛ شملت الترميم الأولى والتغليف، ووضع أجزاء العجلة داخل 7 صناديق خشبية احتوت على جسم العجلة والعريش والعجلتين والإكسسوارات.
بينما أكّد عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار في المتحف المصري الكبير، أنّ فريق العمل استخدم مواد ماصة مسؤولة عن الحفاظ على درجة الرطوبة النسبية، كما أنّه استخدم وحدات ضد الاهتزازات أثناء النقل، وأجهزة علمية لقياس الحرارة والرطوبة وشدة الاهتزازات. مشيراً إلى أنّ العجلة ستُودع داخل معمل الأخشاب في مركز الترميم لتعقيمها وترميمها حتى تصبح جاهزة للعرض عند افتتاح المتحف.
في غضون ذلك، افتتح وزير الآثار أمس، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الرابع للملك «توت عنخ آمون»، مؤكّداً التزام وزارة الآثار بالجدول الزمني المحدّد للافتتاح الجزئي للمتحف المصري الكبير. وستشهد الجلسة الافتتاحية مرحلة هامة جداً تضم آثار «توت عنخ آمون». لافتاً إلى أنّه قد أنجز أكثر من 70 في المائة من المتحف، كما نُقلت 43257 قطعه أثرية من معروضاته، بالإضافة إلى نقل عدد 4549 من إجمالي خمسة آلاف قطعة لـ«توت عنخ آمون».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.