تحت سقف الإبداع... يلتقي 130 تشكيلياً عربياً في القاهرة

يجمع فنانين من 9 دول ومن أجيال مختلفة

 لوحة ألف ميل للحنين للفنانة السعودية ذكريات الزوري
لوحة ألف ميل للحنين للفنانة السعودية ذكريات الزوري
TT

تحت سقف الإبداع... يلتقي 130 تشكيلياً عربياً في القاهرة

 لوحة ألف ميل للحنين للفنانة السعودية ذكريات الزوري
لوحة ألف ميل للحنين للفنانة السعودية ذكريات الزوري

«الإبداع خيال، والخيال للجميع»... مقولة شهيرة للعالم ألبرت أينشتاين، يمكن لمسها مع زيارة «ملتقى إبداع الرابع للفنون التشكيلية» الذي تحتضنه القاهرة، ويعد بمثابة مساحة حرّة للإبداع تغذيها التيارات الفنية في مختلف مجالات الفن التشكيلي.
يشارك في الملتقى 130 فناناً ينتمون لـ9 دول عربية هي: السعودية والعراق والمغرب والجزائر وسلطنة عمان وتونس وسوريا والأردن ومصر.
يهدف الملتقى الذي جاء بتنظيم من مؤسسة «إبداع»، واستضافته قاعة «الأهرام» للفنون، إلى جمع عدد من التوجهات الفنية للدول المشاركة، بما يصبّ في إثراء حركة الفن التشكيلي العربي.
يقول الفنان علي سيد، رئيس الملتقى: «يهدف الملتقى إلى التقاء عدد من المدارس الفنية المتعددة الاتجاهات، وجمع الثقافات العربية المختلفة، والتعارف بين الأجيال الفنية من أعمار متفاوتة، بما يعمل على تعريف الفنانين العرب بعضهم البعض، والتقارب بينهم واندماجهم فنياً، وهو ما يعمل على ثراء الحركة التشكيلية العربية».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال الملتقيات الثلاثة السابقة، استطعنا أن نكتشف العديد من المواهب الشابة، وهذا هو مكسبنا الحقيقي في إعطاء فرصة للشباب، وهو ما جعل منظمات دولية وجامعات تتواصل مع القائمين عليه، ومنحهم لقب سفراء في الفن والإبداع، نظير مجهودهم في هذه الملتقيات».
وتقول الفنانة هبة زايد، المشرفة على تنظيمه، لـ«الشرق الأوسط»: «يشارك معنا قامات مبدعة من الدول العربية بأعمال متميزة، كما حرصنا على وجود جيل ثان من الفنانين إلى جانب الجيل الأول، بما يعمل على التلاقي والتواصل الفني، وتبادل الخبرات، للأخذ بيد هذا الجيل الجديد، وهذه هي الرسالة الفنية للملتقى». وتواصل: «كما أنّه يحمل رسائل أخرى منها تكريم شهداء الوطن من ضحايا الإرهاب، لنؤكد أنّ الفن ليس بعيداً عن الأحداث المُعاشة، وفي رسالة أخرى نؤكد أنّ مصر آمنة وجاذبة سياحياً، حيث تصاحب الملتقى جولات سياحية عدة، إلى جانب إقامة سمبوزيوم في مدينة العين السخنة، حيث يحمل كل فنان أدواته إليها في تجربة مفتوحة للرّسم الحر».
يقول محمد بوقس الفنان السعودي المشارك في الملتقى بعمل يعبّر عن رأس الخيل، وهي لوحة تجمع بين الفن التكعيبي والواقعي، لـ«الشرق الأوسط»: «شاركت في عدد من المعارض الخارجية التي أحرص على الظهور فيها لأنّها تسمح بوجود نوع من التبادل والتفاهم بيننا كفنانين، إلى جانب الاستفادة من خبرات المشاركين، ومعرفة رأيهم من انتقادات أو إشادة». فيما يتحدث محمد جمال من مصر، وهو أيضاً فنان شاب يشارك للمرة الأولى في الملتقى: «تمثل لي هذه المشاركة خطوة فنية كبيرة، فسيشاهد عملي عشرات الفنانين من مختلف الدول، وبالتالي سأحكم من خلال وجهات نظرهم على مستواي الفني وأين أقف في المجال التشكيلي». ويضيف أنه مشارك بلوحة بعنوان «أسرة تعشق الخبز» التي يعبر من خلالها عن طبقة البروليتاريا، والوضع الاقتصادي والاجتماعي للفلاح في مصر، وما يواجهه من ظروف معيشية.



المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.