الصومال: {الشباب} تزعم قتل عشرات الجنود الأوغنديين

في هجوم مفاجئ دام ساعات ضد قاعدة عسكرية للاتحاد الأفريقي

TT

الصومال: {الشباب} تزعم قتل عشرات الجنود الأوغنديين

زعمت حركة الشباب المتطرفة في الصومال، أمس، أنها قتلت العشرات من القوات الأوغندية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، خلال هجوم مفاجئ شنته ضد قاعدة عسكرية لقوات أميصوم، فيما قالت قوات الشرطة والجيش إنهم خاضوا معارك عنيفة لساعات ضد ميليشيات الحركة، بعد أن فجروا سيارتين ملغومتين خارج قاعدة تابعة للقوات. ويأتي هذا الهجوم في وقت تسود فيه المخاوف من الفراغ الأمني الذي سيترتب على انسحاب تدريجي لقوات «أميصوم» من الصومال، تمهيداً لانسحاب كامل بحلول نهاية العام الجاري.
وامتنع مسؤولون في الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية عن التعليق على الهجوم الذي يعتبر الأجرأ من نوعه منذ مطلع العام الجاري، الذي تشنه الحركة التي تسعى للإطاحة بالحكومة الضعيفة المدعومة من الغرب في الصومال. وهاجمت عناصر من حركة الشباب هجوما مباغتا على قاعدة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في بلدة بولامارر الواقعة بإقليم شبيلي السفلى جنوب الصومال على مسافة 130 كيلومترا شمال غربي العاصمة مقديشو في نحو الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي. وقال علي نور نائب رئيس الإقليم إن الهجوم بدأ بتفجير سيارتين مفخختين بالقرب من معسكر لقوات أميصوم، لافتا إلى أن اشتباكات عنيفة أعقبت التفجيرين بين القوات الأفريقية «أميصوم» وعناصر من مقاتلي الشباب الذين شنوا الهجوم من جهات مختلفة في المدينة.
وطبقا لرواية سكان محليين فإن المدينة شهدت مواجهات عنيفة بين مقاتلي الشباب وقوات «أميصوم» والتي استمرت أكثر من ساعة. وادعت حركة الشباب لاحقا أنها تمكنت من قتل نحو 59 من القوات الأفريقية جراء التفجيرات الانتحارية التي استهدفت القاعدة، حيث قال عبد العزيز مصعب، المتحدث باسم الحركة، إن 14 من مقاتلي الحركة و59 من قوات الاتحاد الأفريقي قتلوا في الواقعة. وقال ضابط شرطة متمركز في بلدة مجاورة كذلك إن سيارتين ملغومتين انفجرتا خارج القاعدة قبل دخول مقاتلي الشباب، إذ أعلن الميجر نور علي أن القوات الصومالية وقوات حفظ السلام هاجمت مقاتلي الشباب في مناطق ريفية قرب القاعدة مساء أول من أمس، وأضاف: «بعد ذلك هاجم الشباب صباح أمس كرد انتقامي». وروى المسؤول بالحكومة المحلية، علي نور محمد أن هجومين بسيارتين مفخختين في القاعدة العسكرية قتلا العديد من الجنود الأوغنديين، بينما قال شهود عيان في قاعدة «بولا - مارير» إنهم سمعوا دوي انفجارات في البلدة، بالإضافة إلى إطلاق نيران كثيفة. وكانت حركة الشباب قد أعلنت مسؤوليتها عن اغتيال اثنين من المسؤولين في منطقة حمروين بالعاصمة الصومالية، مقديشو مساء أول من أمس السبت، في أحدث سلسلة من تلك الحوادث بالمدينة. وقام رئيس الحكومة حسن علي خيري يرافقه مسؤولون حكوميون وأمنيون، بزيارة مساء أول من أمس إلى مديريات حمروين وشبس في العاصمة مقديشو للاطلاع على المهام والأنشطة الأمنية التي تقوم بها قوات الشرطة والأمن. ودعا خيري قوات الشرطة إلى تعزيز مهامها الأمنية للتصدي للمحاولات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، مشيدا بدور قوات الشرطة في حفظ الأمن والاستقرار.
وسبق أن شنت الحركة هجمات على معاقل عسكرية للقوات الإثيوبية والبوروندية والأوغندية والكينية العاملة تحت مظلة قوات حفظ السلام في الصومال. وخسرت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة السيطرة على معظم المدن والبلدات الصومالية منذ انسحابها من مقديشو في عام 2011، لكن ما زال لها وجود قوي في مناطق خارج العاصمة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».