ترند: إغلاق «هافينغتون بوست عربي» يثير أسئلة بلا إجابات

الإعلان الذي كتب على موقع «هافينغتون بوست عربي»
الإعلان الذي كتب على موقع «هافينغتون بوست عربي»
TT

ترند: إغلاق «هافينغتون بوست عربي» يثير أسئلة بلا إجابات

الإعلان الذي كتب على موقع «هافينغتون بوست عربي»
الإعلان الذي كتب على موقع «هافينغتون بوست عربي»

أثار الإعلان عن توقف إصدار «هافينغتون بوست عربي» أول من أمس (السبت)، بعد رحلة شراكة قصيرة بين شبكة «هافينغتون بوست» العالمية، وشركة «إنتيغرال ميديا» التي يمتلك وضاح خنفر، المدير الأسبق لقناة «الجزيرة»، النصيب الأكبر من أسهمها، الكثير من الأسئلة التي حرص طرفا الواقعة على تفادي الإجابة عنها.
واشتهرت منصة «هافينغتون بوست عربي» التي كانت تغطي أخبار الشرق الأوسط، بنزعات هجومية و«دعائية» ضد سياسات بعض الدول العربية، وبخاصة دول التحالف العربي المقاطعة لدولة قطر والتي تربطها علاقات متوترة بإيران.
وتعرض الموقع إلى انتقادات كبيرة ومتكررة من سياسيين وإعلاميين عرب، حيث اتهموه بالانحياز لأجندات سياسية واضحة، تصب في مصلحة تنظيم الإخوان وحلفائه في قطر وتركيا. وقالوا: إن النسخة الجديدة من «هاف بوست عربي» والتابعة لشركة «خنفر» لن يكتب لها النجاح؛ لأنها تتبع النهج القديم نفسه.
وكانت إدارة موقع «هافينغتون بوست عربي»، أعلنت قبل يومين، إغلاق الموقع والتوقف عن النشر فيه، وإنهاء شراكتها مع منصة «هاف بوست» العالمية. وقالت إدارة الموقع في بيان صحافي: «اعتباراً من 31 مارس (آذار) اتفقنا بصورة متبادلة على إنهاء شراكتنا مع (هافينغتون بوست) والتوقف عن النشر في (هاف بوست عربي)»، مضيفة: إن ذلك كان «قراراً مشتركاً من جانب شركة (إنتيغرال ميديا) وشركائنا في (هاف بوست)، في ظل سعي الجانبين للاستمرار في تقييم، وإعادة تقييم، كيف، وأين يمكن لكلٍ منهما خدمة الجمهور في المنطقة».
ولفت البيان إلى أن شركة «إنتيغرال ميديا» المالكة للنسخة العربية من «هافينغتون بوست» تفهم المنطقة «وبالتالي نخطط لتوسيع نطاق وصولنا من أجل خدمة جمهورٍ واسع، ومُعقَد ومتنوع، بهدف تلبية احتياجات المنطقة بصورة أفضل». وبناء على ذلك أطلقت الشركة منصة جديدة لخدمة جمهور أوسع تحت مسمى «عربي بوست»، مع وعد للجمهور العربي بتقديم «المحتوى الثري والمتنوع والمعلوماتي والترفيهي» والتركيز «على العمق مع البساطة، وتقديم التجارب الإنسانية». ويذكر أن جميع حسابات « هافينغتون بوست عربي» على مواقع التواصل الاجتماعي تحول اسمها إلى «عربي بوست» مع الإبقاء على قاعدة المتابعين.
وفي بيان منفصل، قالت المديرة العالمية لـ«هافينغتون بوست» لوسي روغ، إن «ذلك لا يعني أن (هاف بوست) سيوقف التغطية الكاملة للشرق الأوسط، بل سيواصل على تقديم خدمة أفضل للقراء هناك من خلال غرفة الأخبار العالمية، والطبعة المغاربية التي تغطي شؤون تونس والمغرب والجزائر».
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع إدارة «هاف بوست العالمية» للاستفسار عن أسباب فسخ التعاون، إلا أن المعنيين لم يردوا على الاتصالات والرسائل الإلكترونية.
ويشكل القراء خارج الولايات المتحدة نسبة 60 في المائة من جمهور «هاف بوست» الذي يعتبر من كبار الناشرين وصانعي المحتوى الإعلامي في الكثير من الأسواق، وتعتبر «هافينغتون بوست» علامتها التجارية الدولية وبصمتها الأساسية «ونحن لا نحد من طموحنا. بدلاً من ذلك نحن نركز على زيادة المشاركة على نطاق واسع».
يشار إلى أن «إنتيغرال ميديا ستراتيجيز» شركة خاصة محدودة للخدمات الإعلامية تأسست في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2011، وتشير سجلاتها الرسمية إلى أنها مسجلة في اسكوتلندا، وأن وضاح خنفر، فلسطيني الجنسية، مواليد سبتمبر (تشرين الأول) 1968، يملك ثلاثة أرباع الأسهم بالشركة مع امتلاكه ثلاثة أرباع حقوق التصويت داخل مجلس الإدارة.
من جانبه، قال الدكتور هشام عطية، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «موقع (هاف بوست عربي)، كان مؤدلجاً، وموجهاً، ومواده الصحافية كانت مليئة بالتحيز وعدم المهنية، وكان أقرب إلى المواد المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس إلى المواد الصحافية المعروفة بمهنيتها».
وأضاف عطية قائلاً: «النسخة العربية كانت تختلف تماماً عن النسخة الأجنبية، فالأولى كانت موجهة وعشوائية».
وأوضح عطية، أن «تجربة المنصة الإلكترونية التي تم إغلاقها، لم تكن مكتملة النمو بسبب نهجها مساراً واحداً؛ وهو ما سوف تقوم به النسخة الجديدة (بوست عربي) ستسير على النهج نفسه تماماً، ولن تغير من أسلوبها اللاذع وغير المهني، وبالتالي فإنها لن يكتب لها النجاح؛ لأن القارئ أصبح الآن شديد الذكاء في ظل وجود بدائل أخرى شديدة الحرفية، فقد يذهب إليها بعض القراء بعض الوقت، لكن لن يعتمدوها منصة أساسية طوال الوقت؛ لأنها حالياً أشبه بمحتوى قناة وموقع (الجزيرة) الذي لا يفضله الكثير من القراء والمشاهدين الآن».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.