أطلقت موسكو المناقشات مع أطراف دولية وإقليمية للتحضير لجولة المفاوضات السورية المقبلة في جنيف، ويشغل هذا الموضوع الحيز الأساسي من الاهتمام اليومي خلال محادثات وزير الخارجية سيرغي لافروف مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في موسكو اليوم. فيما أفادت مصادر دبلوماسية بأن تحضيرات مكثفة تجريها موسكو مع طهران وأنقرة لإنجاح قمة ثلاثية تنعقد في إسطنبول في الرابع من الشهر المقبل، وقالت إنها ستضع تصورات مشتركة للمرحلة المقبلة بعد انتهاء استحقاقي الغوطة الشرقية وعفرين.
وأعلنت الخارجية الروسية أن الوزير لافروف يبحث اليوم مع دي ميستورا في موسكو تطورات الوضع في سوريا، مع التركيز على آليات إطلاق مرحلة جديدة من العملية التفاوضية. وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن لافروف ودي ميستورا سيبحثان «موعد وصياغة ولائحة المشاركين في الجولة القادمة من المحادثات السورية - السورية في جنيف». وأوضح أنه «من المهم أن نبحث أجندة العمل لإنجاح جولة المفاوضات».
وزاد أن البحث سيركز أيضا، على مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية، التي تم إقرارها في مؤتمر سوتشي للحوار السوري، لافتا إلى الأهمية التي توليها موسكو لمناقشة هذا الملف مع دي ميستورا الذي سيتولى بحسب نتائج المؤتمر الإشراف على تنفيذ قرارات المؤتمر ورعاية تشكيل اللجنة وعملية الإصلاح الدستوري. وقال بوغدانوف: «من المهم أن نناقش كيف ستعمل اللجنة وبأي تشكيلة لأنه يجب اتخاذ القرار مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري».
تزامن ذلك مع تكثيف الحديث في موسكو خلال الأيام الأخيرة على ضرورة دفع عملية المفاوضات. وقال مصدر مقرب من الخارجية الروسية لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو تجري اتصالات نشطة مع أنقرة وطهران للتحضير لقمة ثلاثية تنعقد بعد أسبوع، وينتظر أن يتم التركيز خلالها على الشأن السوري.
وأوضح المصدر أن ثمة نقاطا متفقا عليها بين الأطراف الثلاثة، لكن ما زالت بعض المسائل عالقة بانتظار التوصل إلى تفاهمات بشأنها على مستوى الخبراء والدبلوماسيين وتقديمها إلى القمة.
ولفت إلى أن القناعة المتوافرة لدى البلدان الثلاثة بأنه من الضروري وضع ملامح مشتركة للتحرك خلال المرحلة المقبلة، خصوصا بعد انتهاء الجزء النشط من العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية وعفرين.
ولم يستبعد المصدر أن يعلن الرؤساء الثلاثة عن «تصور مشترك لدفع العملية السياسية وآليات المحافظة على الاتفاقات السابقة المتعلقة بتثبيت وقف النار، مع التأكيد على المحافظة على مسار آستانة، ودفع العمل المشترك لتنفيذ قرارات مؤتمر سوتشي».
ميدانيا، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن العمل على إجلاء المسلحين وأفراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية دخل مراحله الأخيرة. وذكرت في بيان أن نحو 6500 شخص غادروا الغوطة الثلاثاء على متن 102 حافلة، ليصل بذلك عدد الذين خرجوا إلى إدلب بموجب الاتفاق المبرم بين العسكريين الروس و«فيلق الرحمن» خلال الأيام الأربعة الماضية إلى نحو عشرين ألف شخص. كما ذكرت الوزارة أن أجهزة الأمن السورية والشرطة العسكرية الروسية صادرت ليلة الأربعاء، أثناء تفتيش المسلحين المتوجهين إلى إدلب، 15 حزاما ناسفا، و289 قنبلة يدوية.
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق أمس، أن 128 ألف مدني خرجوا من الغوطة الشرقية منذ إعلان فتح ممرات في 28 فبراير (شباط) الماضي، بينهم أكثر من 25.5 ألف شخص من سكان مدينة دوما الخاضعة لسيطرة تنظيم «جيش الإسلام»، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة.
وشددت الوزارة على أن عمليات خروج المدنيين من الغوطة الشرقية ما تزال مستمرة، بإشراف مركز المصالحة الروسي والهلال الأحمر السوري.
لافروف يبحث مع دي ميستورا مفاوضات «ما بعد الغوطة»
لافروف يبحث مع دي ميستورا مفاوضات «ما بعد الغوطة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة