دفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات لقواته المتمركزة على الحدود مع سوريا، وقال نائب رئيس الوزراء فكري إيشيك إن بلاده قد لا تحتاج إلى شن عملية عسكرية في مدينة منبج التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) إذا التزمت الولايات المتحدة بوعودها بانسحاب عناصر «الوحدات» الكردية من المدينة.
وقال إيشيك، الذي شغل من قبل منصب وزير الدفاع في الحكومة التركية، إن بلاده لن تكون مضطرة إلى تنفيذ عملية عسكرية لتطهير مدينة منبج السورية من عناصر «الوحدات» الكردية إذا أوفت الولايات المتحدة بتعهداتها. وأضاف، منتقدا الولايات المتحدة خلال مقابلة تلفزيونية أمس،: «لقد قطعوا مئات الوعود في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما خلال الفترة التي توليت فيها وزارة الدفاع في تركيا»، مشيرا إلى أنه جرى تقديم هذه الوعود رسميا وتسجيلها جميعاً. وأكد إيشيك أن «تركيا ستقوم بكل ما هو ضروري» في حال لم تف واشنطن بوعودها.
وانتقدت تركيا، مرارا، الدعم الأميركي لـ«الوحدات» الكردية التي تعدها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، في سوريا، وتسبب تقديم أميركا السلاح والدعم المالي لهذه الميليشيات في إطار التحالف معها في الحرب على «داعش»، في أزمة ثقة وتوتر في العلاقات التركية - الأميركية.
في غضون ذلك، دفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى وحداته العاملة في منطقة الحدود مع سوريا. ووصلت إلى منطقة الحدود أمس قافلة عسكرية مكونة من 25 شاحنة محملة بالدبابات كانت انطلقت من ولاية أرضروم شمال شرقي تركيا.
وأعلن الجيش التركي السبت الماضي اكتمال سيطرة قواته المشاركة مع فصائل من «الجيش السوري الحر» في عملية «غصن الزيتون» في عفرين، على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، بعد أسبوع من السيطرة على مركز المدينة.
في سياق متصل، توصل فصيلا «أحرار الشرقية» و«فرقة الحمزة» التابعان لـ«الجيش السوري الحر» والمواليان لتركيا، إلى اتفاق لوقف الاقتتال الذي اندلع بينهما في مدينة عفرين ومحيطها، وذلك برعاية أنقرة. وبحسب مصادر إعلامية، تضمن الاتفاق وقف الاشتباكات بين الفصلين فوراً في مدينة عفرين ومحيطها وفي كل مكان، وتسليم المطلوبين والأشخاص الذين قاموا بالقتل أو الإصابة لجهة محايدة.
كما نص الاتفاق على إطلاق سراح الموقوفين فوراً من الطرفين، وتسليم المحتجز من آليات وسلاح، ومتابعة هذا الأمر من قِبَل الجهة المتفق عليها، وإعادة النقاط والقرى والمقرات، كما كانت عليه سابقاً قبل الاقتتال.
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان التركي، إسماعيل كهرمان إن نحو 300 ألف كردي سوري لجأوا إلى تركيا هربا من اضطهاد «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا. وذكر كهرمان، في كلمة أمام «الدورة 138» لـ«الاتحاد البرلماني الدولي» في جنيف مساء أول من أمس، أن تركيا فتحت أبوابها لاستضافة أكثر من 3.5 مليون سوري دون تمييز على أساس دين أو عرق، وتقدم جميع الخدمات الصحية والتعليمية اللازمة لهم.
ولفت إلى أن الحرب في سوريا انعكس تأثيرها بشكل مباشر على بلاده، مشددا على أن تركيا ليست طرفا في النزاع السوري الداخلي، وأن عملية «غصن الزيتون» في عفرين عملية لمكافحة الإرهاب.
في سياق قريب، اعتقلت الشرطة التركية 7 طلاب من جامعة «بوغازيتشي» في إسطنبول بسبب اعتراضهم على التدخل العسكري التركي في سوريا، ما دفع بالرئيس رجب طيب إردوغان إلى وصفهم بالإرهابيين.
واقتحمت الشرطة التركية حرم الجامعة مساء أول من أمس واعتقلت 3 طلاب، بحسب ما أفاد المحامي عنايات أكصوي الذي ذكر أن هذه الاعتقالات تأتي بعد اعتقالات تمت الخميس الماضي وجرى خلالها احتجاز 4 طلاب آخرين ليرتفع العدد إلى 7 طلاب.
ووصف إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في سامسون (شمال شرقي تركيا) السبت الماضي هؤلاء الطلاب الذين تظاهروا ضد عملية «غصن الزيتون» العسكرية في عفرين بأنهم «إرهابيون».
ووقعت اشتباكات خلال الأسبوع في الجامعة ذاتها بين طلاب يعارضون التدخل العسكري التركي في سوريا وآخرين يؤيدونه.
وأكد المحامي أكصوي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن التصريحات المناهضة للتدخل التركي في عفرين يمكن أن تزعج لكن لا يمكن اعتبارها جريمة بموجب قانون العقوبات التركي.
وتم توقيف نحو 500 شخص في تركيا منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في عفرين في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب التظاهر أو نشر رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد التدخل العسكري التركي في سوريا.
ونددت كاتي بيري، مقررة تركيا في البرلمان الأوروبي، بموقف الرئيس التركي من المتظاهرين، وكتبت في تغريدة على «تويتر» إن «وصف متظاهرين مناهضين للحرب بأنهم (إرهابيون) من قبل الرئيس إردوغان، يجعل من التفكير النقدي سلوكا خطرا في (تركيا الجديدة)».
و«تركيا الجديدة» تعبير دارج على لسان الرئيس التركي وحكومة «العدالة والتنمية» يشير إلى أن البلاد تعيش عهدا جديدا يختلف عما كانت عليه قبل حكمهم.
أنقرة ترسل تعزيزات إلى حدود سوريا وتتريث في التدخل بمنبج
تسوية في عفرين بين فصيلين من «الحر» مواليين لتركيا
أنقرة ترسل تعزيزات إلى حدود سوريا وتتريث في التدخل بمنبج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة