السعودية تحارب الأفكار المتطرفة بإعادة صوغ مناهج تعليمية

وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى
وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى
TT

السعودية تحارب الأفكار المتطرفة بإعادة صوغ مناهج تعليمية

وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى
وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى

تسعى السعودية إلى محاربة منابع الفكر المتطرف ومنها محاربة تنظيم الإخوان الإرهابي، ومعالجة القصور في بعض مناهج التعليم والنشاطات الطلابية السابقة.
وحملت تصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع في حواره مع قناة «سي بي إس» الأميركية، حول غزو فكر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لنظام التعليم في البلاد، ومضيها في اجتثاث كل من ينتمي لهذا الفكر أو يتعاطف معه في فترة قصيرة مقبلة، لتعطي وزارة التعليم السعودية من جانبها أن جهودا تقوم بها لمحاربة الفكر المتطرف من المناهج الدراسية وبقية مفاصل التعليم.
وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى قال في بيان، إلى أن انخراط بعض رموز الجماعة الذين هربوا من مصر في الستينات والسبعينات الميلادية من القرن الماضي في التدريس في التعليم العام والجامعي السعودي، وتأثر بهم بعض المسؤولين والمشرفين والمعلمين فساهموا في صياغة المناهج الشرعية ونظموا النشاطات الطلابية وفق منهج الجماعة المنحرف. وبين العيسى أن الغيورين لم ينتبهوا على الدين والوطن إلى خطر الجماعة إلا في وقت متأخر حيث بدأت الجهود ولا تزال لتخليص النظام التعليمي من شوائب منهج الجماعة.
وأوضح الدكتور محمد آل مفرح، عضو مجلس الشورى السابق، والمتخصص الأكاديمي في مجال التعليم، بأن حديث ولي العهد السعودي، والذي أعقبه وزير التعليم السعودي، يؤكدان أن المرحلة الحالية تقرض مراجعة البناء الهيكلي للمناهج ووضع سياسات جديدة تخدم رؤية السعودية 2030 وما يتطلبه ذلك من مراجعة شاملة للمقررات الدراسية والأهداف المحددة لكل مقرر لتنقيتها مما طالها من بعض الأفكار الأحادية والتي فرضت عليها وفي المحتوى، جراء استقطاب بعض المنتمين لبعض المدارس الفكرية المؤدلجة تحت وطأة الحاجة للمعلمين.
وقال آل مفرح في حديث مع «الشرق الأوسط» أن الأيام أثبتت أطماع تلك الجماعات السياسية وحرصها على بث سمومها وتغذية الكراهية بين أفراد المجتمع مما تسبب في اختلافات للنظرة الشمولية للوطن والمواطنة وتفسيرات حزبية للتعاليم الدينية مما أثر في استعداء بعض أفراد المجتمع ضد بعض. موضحا آل مفرح، لزامية الوقفة ضد تلك النزعة الفكرية واجتثاثها ووضع مجتمعنا إلى الوسطية والاعتدال بعيدا التحزبات السياسية والأطماع الآيديولوجية.
وتؤكد الوزارة وتوجه، مديري الجامعات ومسؤولي الوزارة، ومديري التعليم في المناطق على خطر التهاون في محاربة هذا الفكر، وبذل كل جهد ممكن لتنظيف نظام التعليم من فكر الجماعات الإرهابية وتخليص السعودية من شروره.
وتعمل الوزارة على عدد من الإجراءات التي تعزز هذا التوجه، ومنها إعادة صياغة المناهج، وتطوير الكتب المدرسية، وتنقيحها من الأفكار المنحرفة، وفي المكتبات الجامعية ومكتبات المدارس، منعت الوزارة الكتب المحسوبة على جماعة الإخوان، وسحبت الكتب التي ثبت وجودها، إضافة إلى أنها تابعت تنفيذ التوجه الخاص بذلك.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.