المصممة ديما رشيد - خاتم من مجموعتها الأخيرة - أقراط أذن من مجموعتها الأخيرة - صورة من حملتها الترويجية الأخيرة - أقراط أذن بأحجار ملونة
للطبيعة سحر خاص، بالنسبة لمصممة الجواهر ديما رشيد. فهي تطبع الكثير من تصاميمها، التي تأتي غالبا بألوان بديعة وبريق صادق يشع بطاقة تحارب الهموم وتحسن المزاج. ديما تعرف تماما أن علاقة المرأة بالأحجار الكريمة تتعدى مجرد الزينة، وبأن لكل حجر معنى خاصا يربطها به.
عن هذا الجانب تحديدا، تقول ديما رشيد إن «الأحجار الكريمة تأتي من الطبيعة وكل شيء في الطبيعة له طاقة، كما أن لكل حجر طابعه وميزاته التي تبرز حسب ألوانه وطبيعته. الياقوت على سبيل المثال هو حجر الحب والصداقة ويعزز العاطفة، بينما يُمثل حجر الزفير السلام والسعادة وهلم جرا». على المستوى الشخصي، فإن حجرها المفضل هو الأوبال، ليس لأنه يرتبط بالشهر الذي ولدت فيه بل لأنها كما تقول: «كلما تمعنت فيه أكثر أرى بركانا من الألوان تشع منه وكأنه يجمع خاصيات الكثير من الأحجار الأخرى».
بدأت علاقة الحب بين ديما وتصميم الجواهر وهي في 13 من العمر تعيد صياغة كل ما يقع بين يديها من جواهر والدتها. وعندما كبرت كبر معها حبها للأحجار الكريمة والمواد المترفة. بدأت تمارس هوايتها بشغف بمستوى محدود لا يتعدى الأسرة والصديقات المعجبات بتصاميمها، إلى أن التقت صدفة محررة مجلة فرنسية معروفة أعجبت بتصاميمها وعرفتها بأصحاب إريكسون بيمون بلندن، لتجد نفسها بعد ذلك تعرض في خمسة محلات رئيسية، منها إريكسون بيمون، وهارفي نيكولز وأليغرا هيكس، وبعد لندن تلقت عروضا من نيويورك ولوس أنجليس. تنحدر ديما رشيد من أصول فلسطينية، لكن تنقلها في بلدان كثيرة منها تورونتو وهي في الـ14 من عمرها ثم استقرارها في مصر لسنوات طويلة أثر عليها بشكل واضح. فالكثير من تصاميمها اتسمت بلمحات فرعونية تتسلل بشكل أو بآخر إلى أسلوبها الذي يمزج سحر الشرق بتقنيات ومرونة الغرب.
ولا شك ان هذا هو ما فتح لها الأبواب للتعاون مع المصمم البريطاني جايلز ديكون منذ بضع سنوات، من خلال مجموعة مستوحاة من حقبة الأربعينات، شملت «التشوكر» الذهبي، وأقراط أذن تتدلى وكأنها عناقيد أو تتفرع على شكل أعشاش.
منذ بداية رحلتها في عالم تصميم الجواهر وضعت ديما رشيد نصب أعينها أن لا تقتصر علاقاتها بزبائنها على بيعها قطعة جواهر على أن ينتهي الأمر بعد ذلك، بل العكس تحرص دائما أن تبقى العلاقة مستمرة مبنية على الثقة والود. وبالفعل كان لهذه العلاقات أثر واضح في تطورها وتصدرها مكانة مهمة من بين مصممي الجواهر العرب. فقائمة زبوناتها تضم حاليا مشاهير ونجمات، تفخر بأن الملكة رانيا العبد الله عقيلة ملك الأردن، على رأسهم إلى جانب شهيرات من مثيلات يسرا، وهند صبري، وعارضات الأزياء ناعومي كامبل، وجيزيل باندشين، وهايدي كلوم، وجيجي حديد، بالإضافة إلى ممثلات هوليوود، مثل فانيسا ويليامز، وسوزان ساراندون، وإيفا مانديز، وأخريات. وتقول ديما: «في كثير من الأحيان أصمم قطعا خصيصاً لكلٍ منهن، فكل شخصية تلهمني لأجد نفسي أقدم لها قطعة لا يمكن أن أقدمها لسواها، لأنها تعكس شخصيتها».
قدمت ديما مجموعة خاصة للملكة الأردنية رانيا العبد الله، وتقول عنها إنها من المحطات التي تعتز بها «فأنا معجبة بأناقتها وجمالها، بالإضافة إلى قوتها كامرأة. فهي أم لها عدة مسؤوليات ومع ذلك تجتهد لتمكين نساء أخريات من مختلف العالم. لهذا كان لا بد أن تأتي المجموعة التي خصصتها لها تشبه ملامحها الناعمة وأناقتها اللافتة».
كغيرها من المصممين، تحلم ديما أن تكون لها بصمة مختلفة عن غيرها، ووجدتها في الأحجار الكريمة التي تستعملها بسخاء. فهي لا تخضع لمعايير الموضة من جهة، وتبقى مع المرأة إلى الأبد من جهة ثانية.
ولحد الآن لا تزال هذه الأحجار الكريمة مكمن قوته، وهو ما تؤكده مجموعتها الأخيرة. تشرح لـ«الشرق الأوسط»: «في هذه المجموعة، نجحنا في مزج ملامح ثقافية شرقية مع اتجاهات عالمية الرئيسية للموضة. فجزء مهم من أبحاثنا يتركز على ما يجري في ساحة الموضة. طبعا لا نتقيد به لكننا نأخذه بعين الاعتبار حتى نبقى في الواجهة ومواكبين للتطور»، وكانت النتيجة قطعا مميزة مصنوعة من الذهب عيار 18، والأحجار الكريمة بكل أنواعها في تصاميم تخاطب الشابات كما الأمهات.
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».
بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.
صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.
كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.
الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.
المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.
المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.
سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»
من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.
موسم الأعياد والحفلات
بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».
دمج بين الفينتاج والبوهو
تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.
مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.
إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.
أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.
رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.