تسلمت السلطات الحكومية، أمس، في مدينة عدن اليمنية نحو 300 طن من المساعدات الطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، في سياق خطة المركز الشاملة لهذا العام، في حين أكدت الحكومة الشرعية أن كل مقومات الوصول الآمن للمساعدات متحققة أمام المنظمات باستثناء العراقيل التي تضعها ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها.
وجاء التأكيد الحكومي، غداة مغادرة المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية ليز غراند، صنعاء، إثر لقاءات موجزة أجرتها مع الانقلابيين الحوثيين والمنظمات الإنسانية في سياق محاولتها التنسيق المبدئي مع الأطراف اليمنية لإنجاح مهمتها الأممية الجديدة التي بدأتها هذا الأسبوع.
في غضون ذلك، أكدت السلطات الصحية في مدينة عدن، أن الحملة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية واليونسيف بالتعاون مع البنك الدولي لتحصين أكثر من 4 ملايين طفل ضد مرض الدفتيريا في 20 محافظة يمنية، حققت نجاحاً كبيراً في الأيام الأربعة الأولى.
في هذا السياق، أكد وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح، أن كل مقومات الوصول الآمن للإغاثة في المحافظات متاحة لدى المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي، لولا تدخل الميليشيا الانقلابية وعدم خضوعها للقانون الدولي والشرعية الوطنية والدولية.
ودعا فتح في تصريحات رسمية، أمس، المجتمع الدولي للوقوف بوجه الميليشيا والضغط عليها بكل السبل لوقف كل أشكال التدخل بالعمل الإغاثي، مشيراً إلى وجود 17 منفذاً برياً وجوياً وبحرياً لوصول الإغاثة، إضافة إلى ميناء جازان الذي أعلنته المملكة العربية السعودية ميناءً إغاثياً.
كما لفت فتح إلى «التزام دول التحالف العربي بتعزيز القدرات الاستيعابية لموانئ الحديدة وعدن والمخا والمكلا؛ كي تتمكن من استقبال البواخر المختلفة وتسهل عمليات تفريغها بكفاءة عالية، يجعل من الوصول الآمن للإغاثة متوافراً بشكل كبير، ويسهل من إيصالها إلى المحافظات كافة».
ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي للتكاتف وتنسيق الجهود لتقديم مزيد من الدعم الإغاثي والإنساني لليمن، ودعم المشروعات التنموية والمشروعات المرتبطة بحياة المواطنين، والتي تعزز الحياة والاستقرار بما يتوافق مع رؤية الحكومة لعام 2018 في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الإغاثة والتي تشمل المشروعات التنموية.
وفي السياق الإنساني نفسه، قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس، لمركز الإمداد الدوائي التابع لوزارة الصحة اليمنية 300 طن من المساعدات الطبية تشتمل على المحاليل الطبية، ضمن خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، وحضر عملية التسليم وكيل وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية أحمد الكمال، ومنسق اللجنة العليا للإغاثة جمال بالفقيه، ومدير مكتب مركز الملك سلمان للإغاثة في عدن صالح الذيباني، وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإغاثي والإنساني.
وتعد هذه القافلة من المساعدات الصحية المقدمة من المركز، الثانية في غضون شهر واحد، حيث سلم المركز 12 طناً من المحاليل الطبية لوزارة الصحة منتصف الشهر الماضي.
وكشف وكيل وزارة الصحة اليمنية أحمد الكمال في تصريح لوسائل الإعلام، عن أن المساعدات اشتملت على كمية كبيرة من المحاليل والمقدرة بنحو 280 ألف وحدة محلول مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة إلحاقاً بكمية سابقة تم تسلميها وتقدر بنحو 12 ألف وحدة من المحاليل.
وعلى صعيد حملة التحصين ضد مرض الدفتيريا التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية واليونسيف السبت الماضي، أفاد مسؤولون في مدينة عدن، بأن الفرق الميدانية تمكنت خلال أربعة أيام من تحصين أكثر من 137 ألفاً و69 طفلاً وطفلة باللقاحين الخماسي والثنائي في أربع مديريات مستهدفة في عدن.
وأكد مدير عام الرعاية الصحية الأولية بعدن محمد راجمنار، أن الحملة التي تنفذها وزارة الصحة حققت نجاحاً كبيراً على مستوى المديريات الأربع المستهدفة في عدن، وهي صيرة والشيخ عثمان والبريقة ودار سعد، وقال: إن عدد الأطفال الذين شملتهم الحملة بلغ أكثر من 137 ألف طفل. وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت الاثنين الماضي ارتفاع الوفيات جراء مرض الدفتيريا في اليمن، إلى 73 حالة، منذ أغسطس (آب) 2017 وحتى العاشر من مارس (آذار) الحالي، وقالت في تقرير لها: إن حالات الوفاة سجلت في 20 محافظة من أصل 23، وفي 176 مديرية من أصل 333.
وذكر تقرير المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقريرها، أنه «تم تسجيل 1294 حالة إصابة بهذا المرض في تلك المحافظات»، حيث تصدرت محافظتا الحديدة وإب الواقعتان تحت سيطرة الميليشيات الحوثية بقية المحافظات من حيث عدد الإصابات المسجلة.
وتهدف حملة التحصين التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية مع اليونسيف وبدعم من البنك الدولي إلى تقليل نسبة الوفيات بين الأطفال اليمنيين، والحد من انتشار المرض، الذي جاء في أعقاب تراجع مرض الكوليرا العام الماضي بعد أن تسبب في وفاة نحو ألفي شخص من بين نحو مليون إصابة تم تسجيلها.
وينتقل مرض الدفتيريا (الخناق) عبر جرثومة تدعى «الوتدية الخناقية»، ويصيب بشكل أساس الفم والعينين والأنف، وأحياناً الجلد، وتمتد فترة حضانة المرض من يومين إلى 6 أيام.
السعودية تسلم اليمن 300 طن من المستلزمات الطبية
الحكومة تؤكد أن تدخلات الانقلابيين العائق الوحيد أمام وصول المساعدات
السعودية تسلم اليمن 300 طن من المستلزمات الطبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة