مائة يوم على مقتل صالح تعيد الجدل حول مستقبل حزبه

مساع حقوقية لنقل قضية تصفيته إلى محكمة الجنايات الدولية

TT

مائة يوم على مقتل صالح تعيد الجدل حول مستقبل حزبه

أعاد مرور مائة يوم على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الجدل مجددا حول مستقبل حزبه (المؤتمر الشعبي) في أوساط الناشطين الموالين له، وذلك بالتزامن مع مساع حقوقية موازية لنقل ملف تصفيته على يد الحوثيين إلى محكمة الجنايات الدولية.
وفي هذا السياق، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل بين الناشطين الموالين لحزب «المؤتمر الشعبي» بخصوص مستقبل الحزب، أثارها مرور مائة يوم على مقتل مؤسسه ورئيسه صالح. واتهم ناشطون «مؤتمريون» قياداتهم الحالية في داخل اليمن وخارجه على حد سواء بأنهم أثبتوا خلال المدة المنقضية منذ مقتل صالح أنهم دون مستوى المسؤولية وأنهم جسدوا حالة من الخذلان للقاعدة الشعبية العريضة الموالية للحزب لجهة عجزهم عن اتخاذ أي خطوة لتوحيد أجنحة الحزب وبلورة موقف واضح من قتلة الرئيس السابق.
وشن الناشط الإعلامي في الحزب كامل الخوداني هجوما حادا على قيادات الحزب التي وضعت يدها في يد ميليشيا الحوثي في صنعاء، إذ اتهم هذه القيادات بخيانة صالح ورفيقه القيادي عارف الزوكا، ووصفهم بأنهم «جبناء وعاجزون».
وانتقد الخوداني قادة المؤتمر في صنعاء لتسليمهم قناة الحزب للميليشيا، واستمرارهم في التحالف معها خلافا لوصية صالح التي دعا فيها إلى مواجهة الجماعة وفض الشراكة معها في خطابه الأخير قبيل مقتله في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكشف الناشط المؤتمري عن أن القيادي في الحزب ووزير التعليم العالي في حكومة الحوثي غير المعترف بها حسين حازب اعترض صراحة على طرح موضوع أقارب صالح المعتقلين لدى الحوثيين على جدول اجتماع القيادات الأخير في صنعاء واصفا ما قام به حازب بـ«الوقاحة». وقال: «لن نصمت ولن نترك حزبنا يتلاشى ويغيب من المشهد السياسي كحزب يعول عليه كثيرون في رسم خريطة اليمن المستقبلية إلى جانب بقية القوى والأحزاب بسبب (...) ومصالحكم الخاصة والشخصية».
ولم يستثن الخوداني من الهجوم قيادات الحزب الموجودين خارج اليمن، متهما إياهم بالفشل في مهمة لملمة الحزب والاعتناء بالمشردين من قادته وناشطيه الذين كانوا فروا عقب مقتل صالح من مناطق سيطرة الميليشيات خوفا من البطش بهم.
وأشار الناشط المؤتمري إلى قيادات لم يسمهم، قال إنهم تنصلوا من صالح لأنهم يزعمون أنه لم ينسق معهم أو يشاورهم في مسألة الانتفاض في وجه الميليشات الحوثية لذلك فهم غير مسؤولين عن النتائج، كما أشار إلى قادة آخرين في الحزب، قال إنهم يطلبون أموالا نظير تحركهم أو تكليفا شخصيا من أقارب صالح لتولي مهمة قيادة الحزب. وفي السياق نفسه، اعتبر ناشطون آخرون في الحزب أن تصرف قياداته بعد مقتل صالح يشير إلى أنه «لن تقوم له أي قائمة» وهو القول الذي أيدهم فيه كثير من الناشطين من غير المنتمين للحزب.
وفي معرض مشاركته في النقاشات، قال القيادي في الحزب ووكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية نجيب غلاب إن «المصالح المؤقتة لقيادات مؤتمرية في صنعاء والخاضعة للحوثية لا تعكس مصالح الكتلة الشعبية بجميع تكويناتها وإنما هي تقوية للحوثية كمشروع كهنوتي وميليشيا ومافيا لصوصية».
وتابع غلاب في تغريدة أخرى على «تويتر» قائلا: «مسؤولية إخراج المؤتمر من معضلته الراهنة ليست في صنعاء وما زالت قواه المتحررة من سطوة بندقية الحوثية تتحرك بلا رؤية».
وفي سياق، آخر، كشف المحامي محمد المسوري عن أنه يقود فريقا يعمل على تدويل مقتل صالح عبر نقل ملف «الجريمة» إلى محكمة الجنايات الدولية. وقال المسوري في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية موالية للرئيس السابق، إن الفريق يعمل على متابعة قضية اغتيال الزعيم والزوكا، وكشف حقيقتها في المحافل الدولية.
وفيما شدد المسوري على ضرورة إنشاء محكمة جنايات خاصة للتحقيق في مقتل صالح على غرار محكمة الرئيس رفيق الحريري، قال إن الفريق الحقوقي يطالب بالتحقيق مع عصابة الحوثي الإيرانية التي ارتكبت تلك الجريمة بالاشتراك مع النظامين الإيراني والقطري، وفق الأدلة التي توافرت حتى الآن.
ويرجح مراقبون، أن أمام حزب الرئيس اليمني الراحل، مهمة صعبة للتخلص من الصدمة التي أصابته عقب مقتل مؤسسه، خاصة مع وجود أكثر من جناح في الحزب بات يدعي أنه هو النسخة الشرعية لـ«المؤتمر» بما في ذلك «جناح صنعاء» الذي كان أعلن عن نفسه خليفة لصالح، تحت مظلة قتلته الحوثيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.