توزيع جائزة الملك حمد بن عيسى لاستخدام التكنولوجيا في التعليم بباريس

المديرة العامة لـ «يونيسكو»: الجائزة تساهم في تقليص الفجوة الرقمية

من حفل توزيع الجوائز في «يونيسكو»
من حفل توزيع الجوائز في «يونيسكو»
TT

توزيع جائزة الملك حمد بن عيسى لاستخدام التكنولوجيا في التعليم بباريس

من حفل توزيع الجوائز في «يونيسكو»
من حفل توزيع الجوائز في «يونيسكو»

كعادتها كل عام، وللمرة التاسعة، وبرعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، شهدت اليونيسكو هذا الأسبوع حفل تسليم الجائزة التي تحمل اسمه، الخاصة باستخدام تكنولوجيات المعلومات في مجال التعليم، بحضور مديرة عام المنظمة الدولية أودريه أزولاي، ووزير التربية والتعليم البحريني الدكتور ماجد بن علي النعيمي، وأناب الملك لتمثيله نائب رئيس مجلس الوزراء جواد بن سالم العريض.
وتنبع أهمية الجائزة من كونها تركز على دعم المؤسسات التي تجتهد لتعزيز دور تكنولوجيا المعلومات كوسيلة رئيسية من الوسائل المعتمدة في التعليم في مستوياته كافة، خصوصاً في البلدان النامية التي تحتاج أكثر من غيرها لهذه الوسيلة. وهذا العام، منحت الجائزة لطرفين: الأول المغرب، وتحديداً البرنامج الحكومي الذي تنفذه وزارة التعليم والتدريب المهني والبحث العلمي، واسمه «البرنامج الوطني لتعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصال من أجل التعليم».
ويهدف المشروع إلى إدماج تكنولوجيا الاتصالات لتحسين فرص الحصول على التعليم وتجويده في المدارس الابتدائية والثانوية، وهو يشتمل على دعائم أساسية لسياسة وطنية فعالة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، مثل الهياكل الأساسية، وتدريب المعلمين، وتطوير الموارد الرقمية، وتحويل ممارسات التعليم والتعلم. وقد تم توفير البنية التحتية والأجهزة الرقمية والاتصال بشبكة الإنترنت لأكثر من 10 آلاف مدرسة، وتشجيع الابتكارات التربوية عن طريق تدريب أكثر من 300 ألف من المعلمين ومدراء المدارس في أثناء الخدمة، إذ إن هذا المشروع يعزز الاستخدام الإبداعي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لضمان الوصول الشامل إلى التعليم الجيد في كل المدارس.
والفائز الثاني هو الهند، ببرنامج «مبادرة التعلم المتصل»، الذي وضعه معهد «تاتا» للعلوم الاجتماعية، ويهدف إلى توفير خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين فرص الطلاب في المجتمعات الفقيرة للحصول على التعليم الثانوي والعالي في الهند، ويغطي المشروع 478 مدرسة ثانوية حكومية، و1767 معلماً، و42046 طالباً وطالبة، في 4 ولايات هندية. ويجمع البرنامج بين الجامعات والمؤسسات والحكومات المحلية لمواجهة التحدي المتمثل في تحسين نوعية التعليم، ولا سيما في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد صممت عملية التدريس والتعلم بشكل يمكن مستخدمها من الوصول إليها عن طريق الأجهزة الرقمية الأساسية، حيث تم تقديم أكثر من 15 وحدة للتعلم في الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية ومحو الأمية الرقمية بـ3 لغات.
وفي كلمتها الافتتاحية، شددت أزولاي على الأهمية المتزايدة للجائزة على المستوى العالمي، حيث إن لجنة الاختيار تسلمت 700 من 79 بلداً، وصل منها إلى المرحلة النهائية 143 مشروعاً، وهي أرقام تتزايد من عام إلى عام. وترى مديرة عام اليونيسكو أن تكنولوجيات المعلومات والاتصال أصبحت في الوقت الحاضر «ضرورة لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها»، خصوصاً في البلدان «محدودة الموارد، لأنها تقلص الفوارق، وأصبحت أكثر فأكثر فعالة في تعميم التعليم». وتذهب أزولاي أبعد من ذلك، باعتبارها أن هذه التكنولوجيات «من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة ليس في التعليم فقط، ولكن في العيش المشترك»، مؤكدة أن جائزة الملك حمد «تلعب دوراً رائداً، وتساهم في تضييق الفجوة الرقمية من أجل مستقبل أفضل».
ومن جانبه، رأى وزير التربية والتعليم البحريني أن الجائزة المشتركة «اليونيسكو - البحرين»، وإن كانت تكافئ المبادرات المتميزة، فإنها في الوقت عينه تهدف إلى «تشجيع تبادل الخبرات، وتعزيز التعاون الدولي في ميدان التعليم، في إطار عالم يحفل بالصراعات والكوارث». وإذ نوه الوزير البحريني بـ«الصيت الواسع للجائزة، بفضل الحوافز المادية والمعنوية»، رأى أن الجائزة التي تعكس إرادة الملك حمد تشجيع التعليم وإلزاميته ومجانيته، تندرج في إطار خدمة الأهداف الإنسانية التي من أجلها أوجدت اليونيسكو.
ونوه ممثل ملك البحرين بأهمية الجائزة، وبما باتت تحظى به من صيت دولي، مؤكداً أنها مبادرة إنسانية علمية منه، وقد رعاها لمكافأة المبادرات والمشاريع التي تخدم التربية والتعليم من خلال استخدام وتوظيف التكنولوجيا، خدمة للإنسانية، بما يجعل التعليم في متناول الجميع.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.