مواجهة ساخنة في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية اليوم

مانشستر سيتي وآرسنال يسعيان إلى الخروج من صدمة الهزيمة واستعادة ذاكرة الانتصارات

TT

مواجهة ساخنة في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية اليوم

يقف آرسنال بين الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، ولقبه الأول في إنجلترا، عندما يلتقيان الأحد في نهائي كأس رابطة الأندية على ملعب ويمبلي في لندن. ويسعى مدربا الفريقين لكتابة التاريخ، حيث يبحث الإسباني جوسيب غوارديولا عن أول ألقابه مع مانشستر سيتي، فيما يتطلع الفرنسي أرسين فينغر للفوز للمرة الأولى بلقب كأس الرابطة. كما يسعى الفريقان للخروج من صدمة الهزيمة واستعادة ذاكرة الانتصارات، عندما يلتقيان في ملعب ويمبلي. وكان مانشستر سيتي قد خسر أمام فريق ويغان صفر / 1 في دور الـ16 بكأس الاتحاد الإنجليزي، فيما خسر فريق آرسنال أمام أوسترسوند السويدي 1 / 2، في إياب دور الـ32 بالدوري الأوروبي.
رغم ذلك، استبعد مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق تكهنات حول حقبة جديدة يهيمن عليها فريقه، بدءاً من لقب كأس الرابطة. ويخوض مانشستر سيتي اللقاء وهو متوج نظرياً بلقب الدوري، لابتعاده 16 نقطة عن مطارده وجاره مانشستر يونايتد بعد 27 مرحلة، وتأهله شبه المؤكد إلى دور الـ8 بدوري أبطال أوروبا، بعد فوزه الساحق على أرض بازل السويسري 4 / صفر، في ذهاب دور الـ16. لذلك، سيكون غوارديولا تواقاً لحمل لقبه الأول مع سيتي، ولو أنه في الدرجة الرابعة من حيث الأهمية، بعد دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليين.
وقال غوارديولا، الذي بلغ فريقه النهائي على حساب بريستول سيتي (من الدرجة الثانية)، بفوزه عليه ذهاباً وإياباً 2 / 1 و3 / 2 على التوالي: «عندما سأل الناس مطلع الموسم عما إذا كنا سنحرز 4 ألقاب، قلت: سنحاول. لكن الفرق الكبرى لم تكن قادرة على القيام بذلك: ليفربول الكبير، ويونايتد الكبير، وآرسنال الكبير، وتشيلسي الكبير». وستخلق خسارة سيتي خيبة أمل في الطرف الأزرق من مدينة مانشستر، خصوصاً أن ذلك سيأتي بعد الخروج من الكأس أمام ويغان المتواضع.
والتقى الفريقان ذهاباً في الدوري، عندما فاز سيتي 3 / 1، حملت توقيع دي بروين وأغويرو (من ركلة جزاء) وغابريال جيزوس، مقابل هدف للاكازيت، لكن آرسنال خرج فائزاً من نصف نهائي الكأس الأخيرة 2 / 1، بعد تمديد الوقت. وأحرز سيتي اللقب 4 مرات، آخرها في 2016، وآرسنال مرتين، في 1987 و1993، فيما يملك ليفربول الرقم القياسي، مع 8 ألقاب. وقد يعود المهاجم البرازيلي الشاب غابريال جيوزس (20 عاماً) بشكل مفاجئ إلى تشكيلة مانشستر سيتي، بعد تعافيه من إصابة بركبته أبعدته عن الملاعب منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن يحوم الشك حول مشاركة زميله في الهجوم رحيم سترلينغ.
وأكد غوارديولا، الذي يخوض موسمه الثاني مع سيتي، أن حارسه الثاني التشيلي كلاوديو برافو سيخوض المباراة، بعد تألقه في الكؤوس المحلية هذا الموسم، فيما يغيب لاعب الوسط فابيان دلف لإيقافه بعد طرده أمام ويغان. وكان المدرب الكاتالوني الذي فتح الاتحاد الإنجليزي إجراء تأديبياً بحقه، لارتدائه رمز إقليم كاتالونيا، قد قلل من قيمة كأس الرابطة، قائلاً: «تخسر (فيها) الكثير من الطاقة»، لكن يمكن أن تكون نقطة انطلاق لمزيد من النجاح، كما فعلت سابقاً لأمثال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
ويبدو سيتي مرشحاً قوياً للتفوق على آرسنال، لكن لاعبي المدرب الفرنسي أرسين فينغر معتادون على تحقيق الإنجازات في مسابقات الكؤوس في السنوات الماضية، إذ توج فريق شمال لندن بلقب الكأس العريقة 3 مرات في آخر 4 مواسم. وقال غوارديولا الذي يحاول تخفيف الضغط عن لاعبيه: «حتى في برشلونة، عندما أحرزت لقبي الأول، لم أتوقع أن أنال 14 لقباً في 4 سنوات. أنا أكثر واقعية».
وقال كايل ووكار، ظهير مانشستر سيتي الأيمن، الذي انضم من فريق توتنهام في الصيف الماضي، إنه لا يوجد أفضل من الفوز على منافسه. وقال المدافع لشبكة قنوات «سكاي»: «فريق توتنهام في قلبي. سيكون شعوراً رائعاً تحقيق الفوز على منافسه الرئيسي (آرسنال) ومنافسي لوقت طويل، ولكنها مباراة في كرة القدم، ويمكن لأي شيء أن يحدث في 90 دقيقة»، وأضاف: «لقد أبرم آرسنال صفقات جيدة في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، ويجب أن نكون حذرين من تلك الصفقات، ويجب علينا فقط أن نقول: فليفز الفريق الأفضل».
في المقابل، بلغ آرسنال النهائي بفوزه على تشيلسي 2 / 1، على ملعب الإمارات، في إياب الدور نصف النهائي، بعد أن تعادلا سلباً ذهاباً. وصحيح أن مدربه فينغر قد أحرز لقب الكأس 7 مرات مع «المدفعجية» (رقم قياسي) منذ قدومه عام 1996، إلا أنه اكتفى ببلوغ النهائي مرتين في 2007 و2011، عندما خسر أمام تشيلسي وبرمنغهام سيتي على التوالي. وسئل المدرب المخضرم في المؤتمر الصحافي عن متطلبات الفوز على سيتي، فقال: «أولاً، أن نؤمن بقدرة تحقيق الفوز، ونكون منظمين جيداً، ونستغل كل فرصة للتقدم وتطبيق لعبنا الهجومي».
وأقر بخطورة مواجهة لاعبين من طراز المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، ولاعب الوسط الهجومي كيفن دي بروين، لكنه قال إنه من الصعب التركيز على أفراد «أحد أبرز مكامن القوة في سيتي هو دي بروين بالطبع، لأنه أصبح لاعباً كاملاً»، وتابع: «هو لاعب وسط حديث بالنسبة لي، بمقدوره الحسم في الثلث الأخير، يعمل بجهد، يسدد بالقدمين، ويقاتل أيضاً، لذا لست متفاجئاً بتألقه»، وأردف: «لديهم عدة لاعبين ينبغي أن توقفهم، لذا من الأفضل التركيز على الفريق، بدلاً من الأفراد».
وقال فينغر، في المؤتمر الصحافي الذي عقد الجمعة: «إنها فرصة بالنسبة لنا. عندما تصعد لنهائي كأس وتذهب لويمبلي، فإنك ترغب في الفوز به، وتريد أن تعود جماهير فريقك لمنازلها سعيدة»، وأضاف: «ما يهمني هو أن نذهب للمباراة النهائية برغبة مطلقة في الفوز، وتقديم أداء جيد في هذا اليوم. الجميع يتوقع مباراة مثيرة وأشعر أنها ستكون كذلك. إنها فرصة جيدة لنا لنظهر أننا في مستواهم نفسه». وقال جاك ويلشير، لاعب خط وسط آرسنال: «لم نقترب من الأداء الجيد بالشكل الكاف. لقد عبرنا للدور التالي وهذا هو الأهم، لدينا مباراة كبيرة يوم الأحد لذلك يجب أن نعيد تركيزنا على تلك المباراة».
ويغيب عن آرسنال مهاجمه الفرنسي ألكسندر لاكازيت لإصابته، ولاعب وسطه الجديد الأرميني هنريك مخيتاريان لخوضه المسابقة مع مانشستر يونايتد مطلع الموسم. وقال فينغر، الذي وقع فريقه مع ميلان الإيطالي في دور الثمانية بمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، إن الحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا سيخوض اللقاء على حساب التشيكي المخضرم بيتر تشيك، متابعاً مهمته في مسابقات الكؤوس، وأضاف أن لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل سيخوض اللقاء، فيما يتخذ قراراً بشأن لاعب الوسط الويلزي أرون رامسي في اليوم السابق للمباراة.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».