«التموينات» في السعودية.. سوق عملاقة بمبيعات تقدر بـ65 مليار دولار في 2016

أنهت تجهيزاتها لشهر رمضان المبارك بسلع ومنتجات غذائية موسمية

«التموينات» في السعودية.. سوق عملاقة بمبيعات تقدر بـ65 مليار دولار في 2016
TT

«التموينات» في السعودية.. سوق عملاقة بمبيعات تقدر بـ65 مليار دولار في 2016

«التموينات» في السعودية.. سوق عملاقة بمبيعات تقدر بـ65 مليار دولار في 2016

في وقت تبدأ فيه سوق التموينات (محال بيع المنتجات الغذائية الصغيرة) بالسعودية التهيؤ لاستقبال شهر رمضان المبارك، تكشف دراسة حديثة عن أن هذا القطاع يشهد نموا مطردا وسط تقديرات بارتفاعه بواقع 14.5 في المائة حتى عام 2016.
وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» جهات عاملة في هذه الصناعة، أن سوق التموينات تتنامى بدلالة مؤشرات تزايد طلبات توزيع المنتجات لمحال جديدة في بعض الأحياء والمناطق، فيما تترقب موسم رمضان الذي تمتد فيه ساعات العمل إلى تباشير الصبح وتجني منه أرباحا إضافية.
أمام ذلك، أفصحت دراسة حديثة عن ترشيحها حجم إنفاق ضخما على نشاط «التموينات» نتيجة تزايد الفرص أمام توسعها، إضافة إلى تنامي حجم الاستهلاك العام للمنتجات، والفرص المتاحة في مناطق سكانية مهيأة للتوسع فيها.
وقدرت الدراسة نمو نشاط سوق «التموينات» الغذائية والاستهلاكية بواقع 14.5 في المائة خلال عام 2016 بقيمة مبيعات مقدرة بنحو 244.8 مليار ريال (65 مليار دولار)، فيما رجحت أن يبلغ حجم المبيعات لعام 2015 ما يقارب 216.4 مليار ريال، وسط توقع بأن تسجل المبيعات في العام الجاري ما يقدر بنحو 191.5 مليار ريال.
وأوضحت دراسة أعدتها شركة برايس واتر هاوس كوبر لصالح شركة أسواق المزرعة السعودية، أن النمو السكاني وتصاعد دخل الفرد وتزايد معدلات الإنفاق، يدعم نمو الطلب على المواد الغذائية، لا سيما التي تتميز بأنها ذات قيمة عالية، كاللحوم والحلويات والأغذية الطبيعية والمصنعة.
وتقدر الدراسة أن يبلغ حجم النمو السنوي المركب من عام 2012 حتى عام 2016 نحو 13.3 في المائة، في وقت قدرت فيه نمو سوق «التموينات» مدفوعا بسوق التجزئة الأساسية، التي هي مدعومة من الاتجاهات في السلوكيات الشرائية للمستهلك والتغيّرات الاجتماعية والاستقرار النسبي في الإنفاق على المنتجات غير التموينية.
وهنا، يبيّن فيصل بالبيد، نائب المدير العام لمؤسسة محمد سعيد بالبيد التجارية، أن هذا النمو متوقع وسط تزايد حركة الإسكان مع تنامي عدد السكان، وبالتالي تشكّل أحياء جديدة في كل مناطق البلاد متوافقة مع النمو الاقتصادي، مفيدا بأن ذلك يتعزز بوجود هامش ربحي ممتاز لمبيعات محال التموينات المتميزة بخدماتها وتنوع منتجاتها التي تقدمها.
ورشح بالبيد تخطي هامش الربح 20 في المائة مقابل موزعي الجملة في الأسواق المحلية، حيث لا يتخطى هامش المكسب لديهم خمسة في المائة لدواعي المنافسة في السوق، مفيدا بأن بيع التجزئة للمواد التموينية والغذائية يحقق مكاسب أعلى من البيع بالجملة، وهو ما ينطبق على العاملين في مجال التموينات.
وأفادت الدراسة بأن عدة مناطق في السعودية مهيّأة لمزيد من التوسع والنمو السكاني، ما يدل على أن الفرص متاحة ومستمرة للتوسع والمنافسة في هذا النشاط، مستشهدة بمناطق مثل جازان، تبوك، نجران، حيث لا تزال فيها فرص أوفر نتيجة وجود الكثافة السكانية العالية وعدد أقل من متاجر التجزئة.
في المقابل، ترى الدراسة أن المسح السوقي الذي أجرته يرشح أن الخطر الأساسي الذي ستواجهه سوق «التموينات» يتمثل في المنافسة من قبل محال «السوبر ماركت» و«الهايبر ماركت»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن مؤشرات سوق تجزئة «التموينات» تعد إيجابية؛ نظرا للنمو المتوقع في العوامل الأساسية، مثل: الإنفاق التقديري، والنمو السكاني، وتحسن التعليم، والدعم الحكومي، والبيئة الاقتصادية الجيدة.
في هذه الأثناء، تتأهب محال التموينات لاستقبال رمضان، إذ بحسب بالبيد فإنها استكملت تخزين كل السلع والمنتجات التي تتوقع أن يكون عليها طلب، وتحديدا المواد الغذائية الخاصة بالسفرة الرمضانية من شوربة ومعكرونة ومفرزنات العجائن، بجانب المشروبات الموسمية المعتادة.
وزاد أن محال «التموينات» تترقب رمضان المبارك باعتباره موسما سنويا ترتفع فيه المبيعات مع توسع حاجة السفرة اليومية، مفيدا بأن ذلك يعود بمبيعات أكبر تنتظرها تلك المحال.
وبيّن بالبيد أن المحال تظل تحت رحمة الموزعين والمستوردين فيما يخص جانب تنويع المنتجات وتوفير البدائل، مشيرا إلى أن هذا العام لا توجد بدائل كثيرة لمعظم المنتجات المفضل استهلاكها في رمضان، نظرا لطبيعة العروض المتوفرة خارجيا.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».