شرعت 3 قاعات سينمائية تونسية في سلسلة عروض متزامنة للفيلم الجزائري «طبيعة الحال» للمخرج الجزائري كريم موساوي، الذي يقدم قصة المجتمع الجزائري المعاصر بمختلف مكوناته ومن خلال ثلاثة أجيال جزائرية.
مدّة الفيلم 113 دقيقة، وهو الأول في المسيرة السينمائية للمخرج الجزائري بعد إخراجه ثلاثة أفلام قصيرة، وتدور أحداثه في الجزائر، يلعب أدواره الرئيسية كل من محمد الجوهري في دور مراد الوكيل العقاري، وهانية عمار في دور عائشة، وهي فتاة شابة تجد نفسها بين ناري حبين لا تقدر على الحسم بينهما، ويؤدي حسان كشاش دور دحمان وهو طبيب أعصاب يعاني من مشاكل الماضي.
أحداث «طبيعة الحال» تدور في جزائر اليوم، ويروي تفاصيل الحياة الاجتماعية فيها عبر ثلاث قصص لثلاث شخصيات، وهي تعكس في معظمها درجة تأزم العلاقات الاجتماعية، والداخلية الذاتية كذلك.
وتظهر هذه الأزمات الذاتية والموضوعية من خلال تصادم الماضي بالحاضر، والغوص في أعماق النفس البشرية وعرض أهوائها الدفينة ومشاغلها المعقدة وخراب أحلامها التي لم تجد طريقها نحو التنفيذ. فالوكيل العقاري الثري خسر كل صلة له بالحياة من خلال إفلات ابنه وعدم رغبته في دراسة الطب، وخروج شريكة حياته من عالمه الضيق، وحتى سيارته الشخصية أصيبت بعطب مفاجئ ليبلغ أعلى درجات التأزم. وفي مواجهة هذا الواقع الاجتماعي والنفسي الصعب، ظلّ دحمان الوكيل العقاري الناجح في حياته المهنية يعاني من عقدة ذنب.
أمّا طبيب الأعصاب الطموح، فماضيه قبيل زواجه ظلّ يلاحقه مثل ظله، خصوصاً بعد ظهور سيدة مجهولة تلصق به تهماً باطلة لا يقدر على دحضها، في حين أنّ المرأة الشابة بقيت ممزّقة بين صوت عقلها وقوة مشاعرها، بين الزواج باعتباره مؤسسة الاستقرار الاجتماعي، والحب الذي يعني الانعتاق من التقاليد والخروج إلى عالم المغامرة بما قد يخلفه من مشاعر مزدوجة.
فيلم «طبيعة الحال»، أو كما ترجم متابعون له العبارة الفرنسية بـ«في انتظار السنونو»، حمل نظرة أحادية للمجتمع الجزائري، فالشخصيات الثلاث التي عرضها على المتفرجين كانت متأزمة للغاية، ولا تظهر غير الجانب السوداوي على مستوى العلاقات الفردية أو الاجتماعية، في حين أنّ مجال الحياة أرحب من تجربة ثلاثة أشخاص. ومع ذلك لاقى الفيلم خلال الأيام الأولى من عرضه إقبالاً هاماً من قبل المتفرجين الذين يحملون أفكاراً إيجابية عن السينما الجزائرية من خلال عدد كبير من الأفلام الناجحة، من بينها فيلم «وقائع سنوات الجمر» للأخضر حامينا.
كان فيلم «طبيعة الحال» قد شارك في الدورة الماضية لمهرجان «كان» الفرنسي، ضمن قسم نظرة ما، وحاز لدى مشاركته في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية على جائزة أفضل مونتاج.
فيلم «طبيعة الحال» يعرض نماذج من المجتمع الجزائري من خلال 3 أجيال
فيلم «طبيعة الحال» يعرض نماذج من المجتمع الجزائري من خلال 3 أجيال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة