«فيتش» ترفع تصنيف الدين السيادي لليونان

تتوقع تراجع الديون هذا العام

TT

«فيتش» ترفع تصنيف الدين السيادي لليونان

أعلنت وكالة التصنيف الائتماني (فيتش) أول من أمس عن تحسين تصنيفها للدين السيادي لليونان، مشيرة إلى تراجع دين هذا البلد خلال العام الحالي.
ورفعت الوكالة درجة اليونان من «بي سلبي» إلى «بي»، وهو ما يبقي البلاد في فئة الخطر بتصنيف الوكالة. لكن «فيتش» رأت أن وضع الديون سيتحسن ومعه الوضع الاقتصادي العام بعد سنوات من الأزمة.
من جهة أخرى، قالت الوكالة في بيان إنها تتوقع نموا مستمرا لإجمالي الناتج الداخلي و«تراجع المخاطر السياسية». وأشارت إلى أن «التوقعات بإنجاز المراجعة الثالثة لبرنامج اليونان بهدوء تقلل المخاطر من تعرض الانتعاش الاقتصادي للخطر بسبب فقدان الثقة».
وأرفقت «فيتش» تصنيفها بآفاق «إيجابية»، مما يعكس توقعات الوكالة التي تفيد أن المراجعة الرابعة لبرنامج الإنقاذ ستجري دون أن تسبب أي زعزعة بحلول أغسطس (آب) 2018، وأن مجموعة اليورو ستضمن تخفيفا كبيرا في الدين في 2018.
وكانت اليونان على وشك الإفلاس بعد تكالب مشكلاتها الداخلية والأزمة المالية العالمية على اقتصادها، وتلقت البلاد منذ 2010 ثلاث دفعات من المساندة المالية في إطار خطط إنقاذ بمليارات من الدولارات.
ومن المقرر أن يستمر برنامج الإنقاذ الثالث الذي تدعمه الدول الأوروبية حتى أغسطس 2018، وتأمل أثينا بعده بأن تستعيد ثقة المستثمرين وتستطيع أن تقترض من مؤسسات التمويل الدولية بشكل طبيعي.
ورأت فرنسا الأسبوع الماضي أن اليونان قادرة على الخروج من الأزمة في أغسطس 2018 وبالتالي، على الحصول على تخفيف في الدين من الأوروبيين.
وحصلت اليونان في يوليو (تموز) 2017 على دفعة تبلغ 1.6 مليار يورو من شركائها الأوروبيين في إطار خطة إنقاذ تبلغ 86 مليار يورو وقعت في يوليو 2015.
وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، تلقت اليونان أكثر من 221 مليار يورو من مؤسسات أوروبية و11.5 مليار من صندوق النقد الدولي.
ولم يقدم صندوق النقد الدولي الذي يدعم «من حيث المبدأ» دفع المبلغ، أي أموال مشترطا إجراءات لتخفيف الدين مسبقا، وهو ما ترفضه دول عدة في منطقة اليورو بينها ألمانيا.
وكانت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد أند بورز غلوبال» رفعت تصنيف اليونان من «بي سلبي» إلى «بي» في يناير (كانون الثاني).
ويشعر اليونانيون بالإنهاك بعد أن طبقت حكومات متعاقبة - منذ اندلاع الأزمة - جولات من رفع الضرائب وتخفيض الإنفاق العام.
واستطاع رئيس الوزراء ألكسيس تيسبراس، أن يمرر بصعوبة بالغة مشروع موازنة 2018 في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لأنها تمهد للمزيد من الإجراءات التي تتطلب تضحيات اجتماعية، لكن تيسبراس بشر شعبه بأنها «الموازنة الأخيرة التي تقع تحت سيطرة الدائنين الدوليين».
وتم انتخاب تيسبراس تحت تأثير وعوده بإنهاء إجراءات التقشف المؤلمة بسرعة. لكن الخوف من خروج كارثي لليونان من الاتحاد الأوروبي دفع حكومته لتطبيق المزيد من إجراءات الاقتطاع من الدخول وزيادة الضرائب والحد من الإنفاق.
لكن البلاد تقترب من العودة للتعامل بشكل طبيعي مع الأسواق الدولية وهو ما يغنيها عن الاعتماد على الدائنين، حيث استطاعت اليونان أن تجمع هذا الشهر ثلاثة مليارات يورو من إصدار لسندات لأجل سبع سنوات بعائد قدره 3.5 في المائة.
واجتذب إصدار السندات طلبا قويا من المستثمرين على الرغم من التقلبات في الأسواق العالمية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.