تطور مفاجئ في محاكمة 3 سوريين بتهمة الإرهاب في ألمانيا

السوري محمد أ. يغطي وجهه في محكمة هامبورغ أول من أمس
السوري محمد أ. يغطي وجهه في محكمة هامبورغ أول من أمس
TT

تطور مفاجئ في محاكمة 3 سوريين بتهمة الإرهاب في ألمانيا

السوري محمد أ. يغطي وجهه في محكمة هامبورغ أول من أمس
السوري محمد أ. يغطي وجهه في محكمة هامبورغ أول من أمس

حدث تطور مفاجئ في محاكمة ثلاثة سوريين أمام محكمة هامبورغ بتهمة الإرهاب يوم أمس (الجمعة).
واعترف أحد المتهمين الثلاثة بأن تنظيم «داعش» الإرهابي أرسله مع موجات اللاجئين إلى ألمانيا بهدف تشكيل خلية إرهابيين «نائمة». ويؤكد هذا الاعتراف مخاوف المحققين من استغلال «داعش» لموجات اللاجئين قبل ثلاث سنوات لدس أكثر من خلية إرهابية يحتمل أن تكون وصلت إلى أوروبا. واعترف «محمد.أ» من مدينة حلب بأنه خاض ثلاث دورات للتدريب طوال ثلاثة أشهر على مختلف الأسلحة في معسكرات «داعش» في الرقة بمثابة إعداد له للمهمة المقبلة في ألمانيا. عمل أحد رجال التنظيم الإرهابي في الرقة على وضع صورته في جواز حصل عليه التنظيم من المدن السورية.
وحصل «محمد.أ» على مبلغ 1500 يورو من التنظيم كي يبدأ رحلته مع اللاجئين وصولاً إلى ألمانيا. واعترف محمد.أ أيضاً بأنه انتقل من جيش سوريا الحر إلى الميليشيات الإرهابية لأسباب مالية بحتة سنة 2015.
وذكر المتهم أمام المحكمة أن المدعو أبو وليد السوري، من كوادر تنظيم «داعش»، هو الذي كلفه بالسفر إلى ألمانيا وتشكيل خلية نائمة هناك. وسبق لاعترافات إرهابيين أمام الشرطة الباريسية أن كشفت أن أبو وليد السوري هو الذي جند أيضاً منفذي عمليات باريس في نهايرة سنة 2015. وقال أبو وليد السوري لمحمد.أ» بأن عليه تقديم طلب اللجوء السياسي في ألمانيا، وأن ينتظر تعليمات أخرى بعد حصوله على حق اللجوء والاستقرار.
وادعى «محمد.أ» أن الاتصال مع تنظيم «داعش» في سوريا لم يتحقق، والسبب هو زيارة الشرطة الألمانية له في ديسمبر (كانون الأول) 2015 وتحذيره من أنهم يفرضون عليه رقابة دائمة.
لم يعترف محمد.أ على السوريين الآخرين اللذين تجري محاكمتهما معه في هامبورغ، وما إذا كانا المقصودين بتشكيل الخلية النائمة. وتعتقد النيابة العامة أن المتهم يحاول تخفيف الحكم عليه من خلال الاعتراف، بل وربما أنه يرجح الحصول على حكم الإفراج الذي تقدم به محاميه روبرت بوديجياني.
جدير بالذكر أن النيابة العامة لم تمتلك أدلة تدين محمد.أ بتلقي التدريبات العسكرية في معسكرات «داعش». وذكرت في محضر الدعوى في الجلسة الأولى من جلسات المحكمة أن واحداً من الثلاثة في الأقل، وهو ماهر ال.هـ تدرب في الرقة على استخدام السلاح وتركيب المتفجرات.
وبدأت محاكمة السوريين الثلاثة يوم 13 يونيو (حزيران) 2017. ووجهت النيابة العامة إلى الثلاثة تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي والتحضير لعمليات تهدد أمن الدولة. ونص محضر الدعوى على أن الثلاثة سافروا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 من الرقة في سوريا، بتكليف من التنظيم الإرهابي، بهدف بلوغ ألمانيا عبر تركيا واليونان وطريق البلقان الذي يسلكه اللاجئون. ووفر «داعش» للثلاثة جوازات السفر وبضعة آلاف من الدولارات، إضافة إلى هواتف جوالة تمت فيها برمجة اتصالاتهم مع التنظيم الإرهابي. وتم اعتقال الثلاثة في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) 2016 في مقرات اللجوء في مدن غروسهاندسدورف وأرنسبورغ وراينفلد في ولاية شليزفيغ - هولشتاين الشمالية، وتتراوح أعمارهم بين 19 - 27 سنة.
ونفذت الاعتقال قوة مشتركة من الشرطة والوحدات الخاصة شنت في 9 أبريل (نيسان) 2016 حملة مداهمة شملت ولايتي سكسونيا السفلى وشليسفيغ هولشتاين، شارك فيها أكثر من 200 شرطي. والسوريون هم ماهر ال.هـ (19سنة)، ومحمد.أ (27 سنة) وإبراهيم.م (19 سنة). وقدرت المحكمة الحاجة إلى 27 جلسة للنظر في الدعوى إلى حين صدور الأحكام.
وعلى صعيد متصل، ألقت السلطات الألمانية القبض على شاب عراقي عمره 17 سنة في مدينة إشفيغه في ولاية هيسن غربي البلاد للاشتباه في صلته بالإرهاب. وأعلنت النيابة العامة الاتحادية أمس الجمعة في فرانكفورت أن المتهم يقبع في السجن على ذمة التحقيق منذ يوم الثلاثاء الماضي. ويتولى التحقيق في القضية الادعاء العام الاتحادي في مدينة كارلسروهه المكلف اعتياديا بالتحقيق في قضايا الإرهاب الثقيلة. وبحسب تقرير لصحيفة «بيلد» الألمانية ليوم أمس الجمعة، استناداً إلى مصادر أمنية، تجري النيابة العامة تحقيقات بتهمة «الاشتباه في الإعداد لجرائم عنف تعرض أمن الدولة لخطر جسيم».
ووفقاً للتقرير، فإن المتهم كان على اتصال بصناع قرار بارزين في تنظيم داعش وحصل على إرشادات لتصنيع مواد ناسفة لتفجير سيارات عن بعد. وبحسب بيانات الادعاء العام، صادرت السلطات خلال تفتيش منزل المشتبه به هاتفاً محمولاً وجهاز كومبيوتر. ووفقا لتقرير «بيلد»، وصل الشاب إلى ألمانيا في خريف عام 2015 كلاجئ.
وأكدت ناديا نيسين، المتحدثة باسم النيابة الاتحادية العامة، ما نقلته صحيفة «بيلد» عن صلة الشاب بكوادر بارزين في التنظيم الإرهابي. وقالت إنه كان يحضر لتفخيخ سيارة وتفجيرها عن بعد.
وفي ولاية هيسن أيضاً، أعلنت النيابة العامة أمس الجمعة عن اعتقال شاب صومالي عمره 19 سنة يشتبه في علاقته بتنظيم «الشباب» الإرهابي. وجاء في تقرير النيابة العامة أن الصومالي وصل إلى ألمانيا عبر إيطاليا سنة 2014 متسللاً بين صفوف اللاجئين.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.