بلجيكا: القضاء يصدر حكمه على صلاح عبد السلام قبل نهاية أبريل

محاميه اعتبر التحقيق باطلاً وينفي العمل الإرهابي

صورة من أمام مقر المحكمة تكشف حجم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات قبل استئناف المحاكمة («الشرق الأوسط»)
صورة من أمام مقر المحكمة تكشف حجم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات قبل استئناف المحاكمة («الشرق الأوسط»)
TT

بلجيكا: القضاء يصدر حكمه على صلاح عبد السلام قبل نهاية أبريل

صورة من أمام مقر المحكمة تكشف حجم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات قبل استئناف المحاكمة («الشرق الأوسط»)
صورة من أمام مقر المحكمة تكشف حجم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات قبل استئناف المحاكمة («الشرق الأوسط»)

يصدر القضاء البلجيكي بنهاية أبريل (نيسان) المقبل، حكمه في قضية صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من منفّذي اعتداءات باريس الدامية في 2015، والمتهم بمحاولة قتل ضباط شرطة في إطلاق نار في بروكسل عام 2016. حسبما أعلن مسؤولون، أول من أمس.
وطلبت النيابة الفيدرالية عقوبة السجن 20 عاماً وهي الأقصى، لكلٍّ من عبد السلام (28 عاماً) وشريكه سفيان عياري (24 عاماً) في قضية إطلاق النار قبل نحو عامين، ما أدى إلى اعتقالهما في العاصمة البلجيكية.
إلى ذلك، قال وزير العدل البلجيكي جينس كوين، إن البتّ في وجود خطأ في الإجراءات الجنائية في أثناء التحقيق في ملف إطلاق نار على عناصر الشرطة في بروكسل مارس (آذار) 2016، هو أمر متروك للقضاء ولا يمكن له كوزير أن يتحدث في هذا الصدد. جاء ذلك في تعليق للوزير على طلب الدفاع عن صلاح عبد السلام بإطلاق سراحه. وأضاف الوزير في تصريحات للإذاعة البلجيكية «راديو واحد»: «أتفهم حالة الاستياء التي أعقبت هذا الطلب، ولكن أنا كوزير لا أستطيع التحدث في هذا الأمر، وحسبما فهمت من كلام المحامي سفين ماري، فإن رئيس مكتب التحقيق القضائي في بروكسل قام بتعيين قاضٍ للتحقيق بلغة خاطئة، وأنا لن أقول شيئاً في هذا الصدد لأن الأمر الآن أمام القضاء، وهو الذي يستطيع أن يفصل في الأمر». ووصف الوزير، حالة الاستياء التي أعقبت طلب الدفاع الإفراج عن صلاح عبد السلام، بأنها كانت أكبر من اللازم، مشيراً إلى أن «وسائل الإعلام سارعت بنقل التفاصيل والمعلومات إلى الرأي العام، وهذا عملها، ولكن يجب أن يكون رد الفعل أكثر هدوءاً على مثل هذه الأخبار».
جاء ذلك بعد أن قررت هيئة المحكمة الجنائية في بروكسل تأجيل جلسات محاكمة كل من صلاح عبد السلام وسفيان عياري في هذا الملف إلى 29 من شهر مارس المقبل.
وقال رئيس المحكمة الابتدائية لوك هينارت، للصحافيين بعد الجلسة التي انعقدت من دون هيئة محلفين: «سيكون لدينا حكم في موعد أقصاه 29 أبريل».
وأضاف أنه تم تحديد موعد الجلسة المقبلة في 29 مارس، ما يعطي القضاة شهراً لاتخاذ قرار، علماً بأنه قد يصدر قبل ذلك الموعد. وتم تخصيص جلسة أول من أمس التي استمرت حتى الخامسة عصراً، لسماع مرافعات جهات الادعاء الشخصي ومرافعات الدفاع. وحاول محامو الدفاع «إقناع» هيئة المحكمة، بأن إطلاق النار جاء من قبل شخص واحد يدعى محمد بلقايد، حيث أشاروا إلى أنه لم يكن في نية موكلهم القتل، بل «الهروب فقط من وجه رجال الشرطة لتفادي الاستجواب». كما فنّد سفين ماري، كلام جهة الادعاء العام حول الصفة الإرهابية لما فعله المتهمان، مشيراً إلى أن واقعة الاشتباك مع رجال الشرطة «لا تعد عملاً إرهابياً». وطالب الادعاء العام بالسجن 20 عاماً لكل من عبد السلام وعياري.
ولا تتصل المحاكمة الحالية بأيٍّ من هجمات باريس 2015 ولا بهجمات بروكسل عام 2016. وصلاح عبد السلام هو الناجي الوحيد من بين منفذي تفجيرات باريس نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ورفض حضور جلسة أول من أمس (الخميس)، بعد أن التزم الصمت في الجلسة الأولى. وقال محاميه إنه لن يشارك في جلسات أخرى، بينما شارك عياري. وأجاب عن بعض الأسئلة ورفض الإجابة عن البعض الآخر ونفى تورطه هو أو صلاح عبد السلام في إطلاق النار على الشرطة، وأن الشخص الوحيد الذي فعل ذلك هو محمد بلقايد الذي قُتل في نفس اليوم. وفي جلسة أول من أمس، وصف المحامي البلجيكي سفين ماري، المكلف بالدفاع عن صلاح عبد السلام، التحقيق بأكمله بأنه باطل وبالتالي يجب إطلاق سراح موكله، ووصف الإجراءات بأنها غير مقبولة بسبب انتهاك التشريع فيما يتعلق باختيار قاضي التحقيق. وأضاف: «حسب التشريعات يقوم المدعي العام باختيار قاضي التحقيقات الأقدم وهو من المتحدثين بالهولندية، ولكنه اختار قاضي تحقيق آخر متخصصاً في قضايا الإرهاب من المتحدثين باللغة الفرنسية، وهذا يعد انتهاكاً لتشريعات متعلقة باستخدام اللغة في القضايا التي تنظر فيها المحاكم، ومن ثم يفضي إلى عدم مقبولية الدعوى الجنائية». وعندما تحدث المحامي توم باوينز، المكلف بالدفاع عن اثنين من عناصر الشرطة، قال إن أقدم قضاة التحقيق يعد ثنائي اللغة، لأنه تم تفويضه من قِبل رئيس محكمة الاستئناف في بروكسل، ولكن المحامي سفين ماري، رد قائلاً: «هذا غير صحيح لقد جرى تعيين قاضي التحقيق وليس تفويضه، وإن أقدم قاضٍ للتحقيق يتم اختياره للتحقيق في بروكسل ولا يمكن أن يكون تلقائياً ثنائي اللغة لأن البعض منهم من مناطق فرانكفونية أي ناطقة فقط باللغة الفرنسية وليست الهولندية، ويوفر المشرع في بروكسل 5 قضاة من الناطقين بالفرنسية، بينما هناك ثلاثة فقط ناطقون بالهولندية، وجميعهم من المتخصصين في قضايا الإرهاب، مما يشير إلى وجود تمييز واضح في معايير اللغة». مختتماً حديثه بالتحذير من أن «تنظيم داعش يريد أن يضع سيادة القانون دائماً تحت ضغوط، وإذا لم نراعِ الإجراءات القانونية وصحتها فإن ذلك يعني أننا نسهم في هذا الأمر».
من جانبه قال الدفاع عن اثنين من عناصر الشرطة اللذين تعرضا لإطلاق النار عليهما من داخل السكن الذي كان يختبئ فيه صلاح عبد السلام وسفيان عياري في بروكسل، إن هذا العمل الإرهابي قد ترك أثراً كبيراً على نفسية الأفراد الذين تعرضوا لإطلاق الرصاص، وإنهم يعانون من هذا الأمر -على حد وصفه. وأضاف المحامي توم باونز، على هامش اليوم الثاني من الجلسات في محكمة بروكسل، إن «رجال الشرطة الذين يخاطرون بحياتهم يجب أن نوفر لهم الحماية».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.